يجد حجاج أردنيون أنفسهم "مسلمين بقضاء الله وقدره"، جراء عدم حصولهم على مطعوم انفلونزا الخنازير، منتقدين "سلبية وزارتي الأوقاف والصحة بالتعامل مع هذه القضية"، وفق ما أكدوا لـ"الغد".
ورغم تسليمهم بـ "الأمر الواقع" بعدم تلقيهم مطعوما ضد المرض قبل توجههم إلى الديار المقدسة لتأدية مناسك الحج، إلا أن غموضا ما يزال يلف أوساط حجيج بيت الله الحرام حول إجبارية المطعوم من عدمها، فضلا عن درجة مأمونيته بعد أن أجازته المختبرات الوطنية بـ"سرعة".
ووسط تشكيك الحجاج بسلامة المطعوم من الآثار الجانبية التي يتركها على مستخدميه، وجهلهم فيما إذا كانت السلطات السعودية تشترط تلقي جميع الحجاج له إن توفر، يجد أردنيون وهم في طريقهم الى الحج أنفسهم "مسلمين بقضاء الله وقدرة"، بما قد يصيبهم وسط الزحام الشديد بين الحجاج القادمين من مختلف دول العالم.
وكانت المؤسسة العامة للغذاء والدواء أخضعت عينات من المطعوم لسلسلة اختبارات علمية أثبتت مأمونيته وخلوه من السموم، خصوصا وأن 60 دولة في العالم حصنت رعاياها من المرض.
كما كانت وزارة الصحة أعلنت عدم إلزامية تلقي الحجاج مضاد انفلونزا الخنازير، رغم أنها قالت في تصريحات صحافية سابقة أنها سترسل المطاعيم للحجاج مع البعثة الطبية الأردنية لتحصينهم، في حال أجازت مؤسسة الغذاء والدواء المطاعيم بسرعة بعد أن تأخرت شركة "جلاسكو" سميث العالمية بتوفير 12 ألف جرعة للأردن بحسب العقد الموقع مع وزارة الصحة.
لكن "مشكلة قانونية" بين الطرفين حالت دون توفير العلاج للمملكة، في حين رجحت مصادر مطلعة في وزارة الصحة أن الشركة العالمية تلك لم يكن من ضمن أولوياتها تأمين المطعوم للأردن بل لدول أخرى تقدمت بطلبات رسمية في وقت مبكر.
ولم تتمكن الدفعة الأولى من الحجاج الأردنيين (2600 حاج) من الحصول على مطعوم انفلونزا الخنازير، في حين لن تستفيد الدفعة الثانية منه كذلك، حتى لو تم تحصينها الآن، كون المطعوم بحاجة الى أسبوعين في جسم الإنسان ليعطي مفعوله.
عدد من حجاج بيت الله الحرام، أكدوا لـ"الغد" أن هناك "تخبطا واضحا بين الجهات المعنية بما فيها وزارتا الأوقاف والصحة، ومؤسسة الغذاء والدواء والإعلام، بشأن التعامل مع قضية المطاعيم، مشيرا إلى "أننا سلمنا بقضاء الله وقدره".
وأكدوا أن التخطيط الاستراتيجي لتوعية المواطنين صحيا حول الحج كان "غائبا".
وتساءل الحجاج، حول تحميل الحكومة مسؤولية أخذ المطعوم من عدمه من دون تقديم معلومات واضحة ودقيقة لاتخاذ القرار السليم، في وقت أعلنت فيه السعودية اجبارية التطعيم.
وعبروا عن تخوفهم من إعادتهم الى الأراضي الاردنية اذا اكتشفت السعودية انهم "غير محصنين"، في وقت أعلنت فيه الحكومة عن توفر المطاعيم لديها.
وأشاروا إلى أنهم تكبدوا عناء شديدا للوصول للمراكز المعتمدة للتطعيم ليتفاجأوا ان الكوادر الطبية والتمريضية "غير مؤهلة للاجابة عن استفساراتهم"، بحسب قول الحجاج.
واعتبر الحجاج أنفسهم "ضحية لقرارات غير مدروسة من قبل وزارة الصحة"، لافتين الى أن دولا عربية تسابق مسؤولوها لتحصين أنفسهم بالمطعوم أمام المواطنين لإقناع الحجاج بأهمية التطعيم حفاظا على سلامتهم، وزودوهم بميزان حرارة ومعقمات وغيرها.
وقالوا إن وزارة الصحة في الأردن اكتفت بدعوة الحجاج للبحث عن البعثة الطبية الأردنية إذا ظهرت عليهم أعراض انفلونزا الخنازير أو أعراض جانبية للمطعوم و"نحن بين أيدينا معلومات شحيحة عن المرض والأساليب الوقائية التي يجب اتباعها". الغد