صحيفة العرّاب

كل أردني تعدى الثلاثين من عمره مصاب بالسكري ما لم يثبت العكس

اصبح مرض السكري خطرا يهدد صحة المجتمع في ظل الارتفاع المتزايد بأعداد المصابين والاشخاص المتوقع اصابتهم في ظل الانعكاسات الصحية الخطيرة التي تصيب معظم الأعضاء الموجودة بالجسم بما فيها القلب, الأعصاب, العين والكلى واحيانا بتر الاطراف.

 وتوضح مسؤولة مشروع عيادات السكري الذاتية في الأردن لدى الجمعية الملكية للتوعية الصحية د. روان دلاشة لـ العرب اليوم بمناسبة اليوم العالمي للسكري الذي يصادف في 14 تشرين الثاني من كل عام ان حجم انتشار المرض في الاردن بالاشارة الى احصاءات وزارة الصحة للعام 2007 التي كشفت عن ارتفاع معدل انتشار السكري بين الفئة العمرية 18 سنة فما فوق الى 16%, والسكري الكامن الى 23.8% محذرة من تضاعف عدد المصابين بسبب الانماط الغذائية التي اصبحت تسود المجتمع في ظل العزوف عن ممارسة الرياضة والنشاطات البدنية.
 
وتكشف الاحصاءات بان نسبة المصابين من الاردنيين بزيادة الوزن تبلغ 42% والمصابين بالبدانة او السمنة 8,39 %. بينما نسبة الوزن الزائد عند الاردنيين وصلت الى 82% وهي من اعلى النسب في العالم الامر الذي يجعل المرض قريبا من الجميع وان كل من تجاوز عامه الثلاثين مصاب بالمرض ما لم يثبت العكس.
 
وتضيف دلاشة بحسب رابطة السكري العالمية International Diabetes Federation, يقدر انتشار السكري في العالم 285 مليون مصاب في الفئة العمرية (20-79 سنة) بينما يقدر انتشار السكري الكامن لنفس الفئة بـ 344 مليون شخص.
 
وتبين ان السكري مرض مزمن يتميز بزيادة مستوى السكر في الدم نتيجة نقص نسبي أو كامل في الأنسولين في الدم أو لخلل في تأثير الأنسولين على الأنسجة, موضحة ان السكري عدة أنواع, أهمها وأكثرها شيوعا وهي مرض السكري النوع الأول ويشكل 10% من حالات السكري, وغالبا ما يشخص عند الأطفال وصغار السن اما مرض السكري النوع الثاني وهو النوع الأكثر انتشاراو يشكل 90% من الحالات, وغالبا ما يشخص عند الكبار لكنه يصيب الصغار والشباب.
 
واوضحت بان عوامل الخطورة للاصابة بهذا النوع التاريخ المرضي للعائلة وزيادة وزن الجسم وقلة النشاط البدني وتقدم العمر مبينة ان السكري من الأمراض التي لا يدركها المريض في بدايتها, حيث ان معظم الحالات لا يحدث بها أية أعراض ظاهرة و لا يتم تشخيصها رغم ان السكري من الأمراض التي تصيب معظم الأعضاء الموجودة بالجسم بما فيها القلب, الأعصاب, العين والكلى.
 
وقالت ان الفئات الاكثر عرضة للمرض هم الأشخاص فوق سن 40 سنة وإذا كان التحليل طبيعياً يُعاد كل 3 سنوات والأشخاص المصابون بالسمنة وكذلك من لديهم أقارب من الدرجة الأولى مصابون بمرض السكري والنساء اللواتي ولدن أطفالاً بوزن أكثر من 4 كيلوغرامات, والمصابون بإرتفاع ضغط الدم و إرتفاع الدهون في الدم.
 
واضافت ان الاصابة بمرض السكري لا تعني بالضرورة حدوث المضاعفات الخطيرة حيث ان مريض السكري يستطيع ان يتعايش مع المرض و يقلل من حدوث المضاعفات و ذلك من خلال السيطرة على مستوى السكر في الدم و مراقبته باستمرار باتباع نظام غذائي جيد, ممارسة التمارين الرياضية بشكل دوري, الحفاظ على الوزن المثالي, القيام بالفحوصات الدورية (فحص العيون والاسنان والكلى والقلب والقدمين), العناية اليومية بالقدم, الإقلاع عن التدخين, تجنب شرب الكحوليات, مراقبة ضغط الدم والكوليسترول والسيطرة على الضغوط العصبية.
 
دعت المواطنين للاستفادة من مشروع عيادات السكري الذاتية الذي ينفذ من قبل الجمعية الملكية للتوعية الصحية ووزارة الصحة ويستهدف مرضى السكري ومن هم عرضة للإصابة به عن طريق إنشاء عيادات ذاتية تكون على شكل مجموعات دعم تتكون كل منها من ثلاثة إلى خمسة مشاركين يجتمعون لدعم بعضهم البعض ويتلقون التوعية من قبل الأخصائيين للتحكم بالمرض.
واشارت ان مضاعفات المرض تنقسم الى نوعين قصيرة المدى ومنها انخفاض مستوى السكر في الدم وتحدث هذه الحالة عند وصول مستوى السكر إلى 60 ملغم/دل, وتكون غالباً للمرضى الذين يعالجون بالأنسولين ولكن قد تحدث في أنواع العلاجات الأخرى ويحدث الانخفاض في مستوى السكر نتيجة عوامل مختلفة, منها عدم تناول وجبة أساسية, القيام بتمارين رياضية عنيفة أو بشكل أطول من المعتاد أو عدم الانتظام في تناول العلاج.
 
وقالت ان الأعراض الأولى لانخفاض السكر تتمثل في زيادة إفراز العرق, الرعشة, الضعف, الشعور بالجوع, الدوار والغثيان إذا حدث انخفاض للسكر إلى 40 ملغم/دل, ويشعر المريض بالنعاس, الارتباك وتخرج الكلمات من المريض بشكل غير واضح (تعثر القدرة الكلامية للمصاب).
 
ودعت من يشعر بالأعراض, شرب شيء يساعد على رفع معدل السكر بشكل سريع مثل تذويب 3 ملاعق طعام كبيرة من السكر بالماء وشربها على الفور وبعد ذلك فحص السكر بعد 15 دقيقة للتأكد من معدله, ومن ثم تناول وجبة مناسبة و في حال استمر المعدل أقل من الطبيعي قم بتناول السكر مرة أخرى ثم أعد الفحص بعد 15 دقيقة.
 
 واضافت في بعض الأحوال يحدث انخفاض شديد في مستوى السكر إلى درجة حدوث إغماء للمريض (المعروف بإغماء السكر) موضحة بان العلاج الفوري لهذه الحالة هو حقن المريض بالجلايكوجين (Glycogen) وهو نوع هرمون يحفز على إفراز السكر في الجسم وناصحة نقل المصاب فورا الى أقرب مركز طوارئ طبي لأخذ العلاج المناسب مشددة على ضرورة تدريب أفراد الأسرة أو الأشخاص المقيمين مع المريض, تعلم كيفية إعطاء هذه الحقنة للمريض في حالة الإغماء.
 
 وقالت في حال ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى 600 ملغم/دل والتي تحدث لمريض النوع الثاني من السكر, خاصة في الفترة التي قد يكون المريض فيها غير مدرك أنه مصاب بالسكرمبينة ايضا الارتفاع يحدث ايضا إذا تناول المريض جرعة كبيرة من الأستيرويد, كمية كبيرة من الكحوليات, زيادة الضغط العصبي أو بسبب إصابة معينة.
 
 واضافت ان أعراض ارتفاع نسبة السكر تتمثل قي زيادة الشعور بالظمأ, زيادة التبول, ضعف عام, تشنج القدم, اضطرابات عنيفة وأحياناً حدوث غيبوبة. وينصح بمراجعة الطبيب فورا عند الشعور بهذه الأعراض.
 
اما بالنسبة للعلاج الدوائي فقالت ينصح بالعلاج الدوائي عندما يكون اتباع النظام الغذائي الصحيح والقيام بالتمارين الرياضية وإنقاص الوزن ليس كافياً للتحكم في مستوى السكر, فقد يكون في حاجة إلى علاج دوائي عن طريق الأنسولين أو الأقراص (حسب استشارة الطبيب).
 
 واوضحت ان الانسولين يعطى للمرضى المصابين بالنوع الأول من مرض السكري وبعض المصابين بالنوع الثاني لتعويض النقص الذي يسببه البنكرياس. ولا يكون تناول الأنسولين على شكل أقراص لأن أنزيمات المعدة تقوم بمهاجمته وتدمره ويصبح غير مؤثر على الجسم, لذلك يجب تناوله عن طريق الحقن مشيرة ان هناك أنواعا مختلفة للانسولين منها سريع المفعول و قصير المدى و متوسط المدى وأكثرها انتشاراً هو الأنسولين المخلوط الذي يتكون من نوعين قصير المدى ومتوسط المدى.
 
واوضحت بان الانسولين يستعمل من قبل الذين يحملون داء السكري من النوع الأول وداء السكري من النوع الثاني المصحوب بالمضاعفات والتي تستلزم الحفاظ الدقيق على مستوى الجلوكوز بالدم ومن أمثلة هذه المضاعفات اعتلال شبكية العين السكري والذين استوفوا الجرعات القصوى من الأدوية الفموية من دون الوصول لمستوى مرضى للسكر بالدم ليكون اقل من 250 ملغم/دل فيما يسمى بالفشل الثانوي للعقاقير التي تؤخذ بالفم بالاضافة الى داء السكري المصاحب للحمل مشددة على ضرورة استعمال الأنسولين لدى السيدات الحوامل خاصة اللواتي يعانين من السكري قبل حدوث الحمل لتلافي تأثير السكري على الجنين في مرحلة تكوين أجهزة الجسم ( 4-8 أسابيع من عمر الجنين) بالاضافة الى مرضى داء السكري الذين يحضرون للتدخلات الجراحية الكبرى وكذلك الذين يعانون من الالتهابات و الانتانات الحادة.
 
 اما علاجات الفم فيقتصر استخدامها على السكري من النوع الثاني موضحة بان هناك العديد منها وكل نوع له آلية خاصة في العمل على تخفيض سكر الدم مبينة امكانية الجمع بين نوعين أو ثلاثة من هذه الأدوية المختلفة (تحت إشراف الطبيب) لإعطاء أفضل النتائج. العرب اليوم