صحيفة العرّاب

"الجفت" البديل القادم للنفط وسط الارتفاع الحاد لأسعار المشتقات النفطية

إقبال ملحوظ على استخدام «جفت الزيتون» في التدفئة أكد عدد من أصحاب معاصر الزيتون ازدياد إقبال المواطنين في بعض المحافظات على مخلفات عصير الزيتون "الجفت" لاستخدامه في التدفئة بسبب مخاوف المواطنين من ارتفاع أسعار المحروقات في موسم الشتاء.

 وأشاروا إلى أن هذا الإقبال أدى إلى ارتفاع أسعار هذه المادة ليصل سعر الطن الواحد منها إلى حوالي 100 دينار، مستذكرين أن ثمنه كان قبل بضع سنوات خمسة دنانير فقط، ولا يجد من يهتم به.
 
وقال فلاح إبراهيم صلاح صاحب معصرة في البلقاء إن الـ(100) دينار للطن الواحد هو أعلى سعر يسجله الجفت منذ بداية الموسم الحالي.
 
وقال إن بعض أصحاب المعاصر أخذوا يشترطون على أصحاب المزارع قبل "عصر الزيتون" أن يبقى الجفت لهم لغايات معالجته والاستفادة منه.
 
وقال نقيب أصحاب المعاصر الشيخ عناد الفايز لـ"السبيل" إن تجاراً تخصصوا في "تجارة الجفت"، إذ يقومون بشراء مخلفات عصر الزيتون من أصحاب معاصر الزيتون، بناء على تعهدات مسبقة، ليقتصر بيعه عليهم، وبذلك يسيطرون على الأسعار، مشيراً إلى أن وزارة البيئة تشدد على التخلص من الجفت بطريقة سليمة لا تضر بالبيئة.
 
وشرح أن استقرار أسعار المحروقات في الأسواق المحلية على تخفيض أسعار الجفت كثيرا في المعاصر.
 
في المقابل، يؤكد بعض تجار الجفت أن هناك إقبالاً كبيراً من المواطنين على شراء الجفت في محافظات جرش وعجلون وبعض مناطق محافظة إربد في سبيل تأمين عائلاتهم في فصل الشتاء المقبل، خصوصا أن مناطقهم تشهد انخفاضاً كبيراً في درجات الحرارة لفترات طويلة في فصل الشتاء، ناهيك عن تأثرها بعوامل جوية مثل سقوط الثلج والأمطار الغزيرة وتكون الصقيع، مع الإشارة إلى أن رواتب العديد من المواطنين لا تكفي فقط لشراء مادتي الكاز والغاز في موسم الشتاء لتوفير قدر ممكن من الدفء للأطفال، خاصة أن أسعار المحروقات التي تحدد شهريا تشهد تصاعداً في أشهر الشتاء.
 
 وأكد التجار أنهم استروا مئات الأطنان من مادة "الجفت" من مناطق إربد وجرش، بيعت للمواطنين في محافظة عجلون بعبوات كل عبوة تتسع لـ"27" قطعة.
 
 وعلى الرغم من كون "الجفت" يتكون من مخلفات ثمار الزيتون بعد عصرها، ولا يحتاج إلا إلى معالجة بسيطة يصبح بعدها جاهزا للاستخدام، بيد أن أصحاب المعاصر يبيعونه بأسعار عالية، مثلما يسهم التجار في رفع سعره أكثر فأكثر.
 
في المقابل، يؤكد مسؤول قسم المعاصر في وحدة الزيتون في وزارة الزراعة أسامة قطان أن معادلة الاستفادة من جفت الزيتون كما يلي: 40 في المئة من ثمر الزيتون يخرج جفتا، و40 في المئة ماء، والباقي زيت، وبالتالي فإن الـ30 ألف طن من الزيتون تنتج 12 ألف طن جفت، الذي يمكن وصفه بأنه مصدر من مصادر الطاقة.
 
وبين أن جفت الزيتون هو ما يبقى من ثمار الزيتون بعد عصرها لاستخلاص زيت الزيتون منها، ويحتوي على مكونات ثمرة الزيتون ناقصاً منها كمية الزيت المستخلصة، ويبقى في الجفت من زيت الزيتون نسبة تتراوح بين 2-9 في المئة، وفقا لأسلوب عصر الزيتون.
 
وأكد قطان أن معدل الجفت من عملية عصر الزيتون في الأردن في العام 2002 بلغت 39826 طناً وفي العام 2009 بلغت 34076 طنا، ويشكل تفل الزيتون "الجفت" حوالي من (40-45 في المئة) من كميات الزيتون المعصورة، ويحتوي على كميات من الزيت تقدر بين (3-5 في المئة)، وتستخدم كوقود بسبب قدرتها على الاحتراق.
 
وقال إنه يتم تجميع الجفت بعد تجفيفه لكبسه في قوالب خاصة، ثم تقطيعه لأشكال مختلفة، منها المكعبة أو الأسطوانية، ثم يترك مدة ليستكمل عملية تماسكه ويستخدم بشكل رئيس للاحتراق في المواقد الحرارية لإنتاج الحرارة اللازمة للتدفئة المركزية ومواقد البواري، وفي مجال الطهي وتشغيل بعض المعاصر إن لم يكن معظمها في توليد الكهرباء بدلا من البترول وسخانات المياه واستخدامات منزلية أخرى، ولاستغلال فحم جفت الزيتون أثر إيجابي على البيئة والإنسان؛ كون احتراقه لا ينتج عنه سوى رماد ورائحة زكية مستساغة وغير ضارة لمستنشقها، إضافة إلى سهولة استخدامه ودراية جميع طبقات المجتمع بطريقة استعماله سواء كانت من الطبقات الفقيرة أم المرموقة، ويترك أثرا إيجابياً على البيئة.
 
ولم يكن قد دار بخلد أصحاب فكرة إنشاء مصنع للجفت في لواء كفرنجة في الأردن قبل نحو ثلاث سنوات أن مشروعهم سيلقى النجاح الذي يحققه الآن مع تزايد الاعتماد على هذه المادة كمصدر للتدفئة، خصوصا في الأرياف، فأصل الفكرة ولد من حاجة للقضاء على آفة ضارة بالبيئة والأراضي الزراعية، وشكلت مكرهة صحية ذات آثار سلبية على المياه الجوفية، مصدرة روائح مزعجة، إلى جانب دورها في التسبب بحوادث السير.
 
يشار إلى أن الارتفاعات في أسعار الطاقة دفع آلاف المواطنين للعودة إلى الأساليب البدائية البسيطة في التدفئة، تجنبا لشراء الوقود من ديزل وكاز وغاز ومنها استخدام الحطب، ومخلفات معاصر الزيتون. السبيل