شهدت مدينة معان أحداث شغب وفوضى مساء أول من أمس استمرت حتى ساعات متأخرة من الليل، بعد الإعلان عن وفاة المواطن فخري عناني (47 عاما)، متأثرا بجراحه نتيجة الاشتباه بالاعتداء عليه من قبل رجل أمن، قبل ثلاثة أيام، وفق ما أعلنه مدير شرطة محافظة معان العميد محمود الفراهيد.
وكان مجهولون أطلقوا العيارات النارية باتجاه رجال الأمن المتواجدين في كشك أمني وسط مدينة معان، ما أدى إلى انسحاب أفراده من دون الرد على مصادر النيران، مما مكن المجهولون من إشعال النار بالكشك وإحراقه بالكامل.
كما أغلق العشرات من الأشخاص الطريق الرئيس الواصل بين عمان والعقبة (التحويلة المارة بمدينة معان) بعد إشعال النيران في عدد من الإطارات.
وفي تلك الأثناء تجمهر عشرات المواطنين أيضا بالقرب من المركز الأمني والطريق الرئيس، الذين رشقوا بالحجارة والأعيرة النارية سيارات قوات الدرك التي كانت ترافق سيارات الدفاع المدني التي تمكنت من إخماد النيران، ما أدى إلى انسحاب هذه القوات من المكان وهي تطلق أعيرة نارية في الهواء، حيث أصيب أحد المواطنين بعيار ناري في قدمه وفق ما شاهده مندوب جريدة "الغد" في معان.
وكان متصرف معان عبدالكريم الرواجفة ترأس توقيع عطوة أمنية لمدة ثلاثة أيام وصفت "بعطوة اعتراف" مع ذوى المتوفى.
وأشارت مصادر رفضت الكشف عن اسمها أن الأمن تمكن من تحديد هوية رجل الأمن المتسبب بالاعتداء على المواطن فخري عناني وإخبار ذوويه باسمه وهو ضابط برتبة ملازم ثان في أحد مرتبات مديرية شرطة معان.
وفيما كان الهدوء يعود إلى مدينة معان، بعد عصر أمس شارك مئات من أبناء المدينة في تشييع جثمان الشاب عناني، الذي صلي عليه في مسجد معان الكبير، قبل أن يتم دفنه في مقبرة البلدة.
وساهمت تدخلات من قبل شيوخ ووجهاء مدينة معان في تطويق تداعيات الحادثة، وفي أن يعود الهدوء إلى المدينة، وإنهاء حالة الاحتقان والغضب الشعبي.
وعبر مواطنون وذوو المتوفى عن "غضبهم واحتجاجهم ورفضهم لما حدث من تصرف فردي غير مسؤول من قبل أحد أفراد رجال الأمن".
ولفتوا الى أن "الإجراءات التي اتخذتها الأجهزة الرسمية والأمنية بأخذ العطوة الأمنية وتحديد هوية رجل الأمن وما رافقها سابقا بإحضار أبناء المعتدى عليه للتعرف على رجل الأمن الذي تسبب بحادثة الاعتداء على والدهم، وإيقافه تمهيدا لتحويله إلى القضاء كان لها أكبر الأثر في تهدئة النفوس المضطربة لإيمانهم بعدالة القضاء الأردني".
إلى ذلك، تشهد مدينة معان منذ مساء أمس تعزيزات أمنية تحسباً لتجدد المواجهات ومنع تكرار وقوع أحداث شغب، فيما خلت شوارع المدينة من أي تواجد أمني يذكر.
وكان مدير شرطة معان أكد "توقيف أحد أفراد الأمن العام برتبة ملازم على ذمة التحقيق للاشتباه به في حادثة الاعتداء على المواطن عناني"، مبينا أنه سيتم تحويله إلى القضاء لمحاسبته".
ولفت الى أن الحادثة وقعت أثناء "ملاحقة رجال الأمن لمطلوب في مدينة معان"، موضحا أن الإجراءات "ستتخذ بعد ظهور نتائج التحقيق، حيث سيحترم القانون مهما كانت النتائج وستحاسب أية جهة يثبت تقصيرها أو تورطها بهذا الخصوص".