طفت على السطح بشكل جلي خلال السنوات الاخيره ظاهرة الاعتداء على الكوادر الطبيه وخاصه في المستشفيات الحكوميه مما يسبب ارباكا في العمل وخاصه حينما تكون الحاله طارئه وهناك تجمع لذوي المريض او المصاب في اروقة المستشفى وهذه الظاهره تسارعت وتيرتها واخذت صدى كبيرا دون ان يوضح حد لها ولعل اطرف حادثه حصلت في احد المستشفيات الحكومية والتي تعطي دلاله على حالة الارباك الذي يعيشها الاطباء والكوادر الطبيه حينما قام احد الاطباء بالهروب من المستشفى من خلال القفز من الشباك في الطابق الثاني حينما توفت مريضه اثناء اسعافها فاظطر للهروب خوفا من ردة الفعل السلبيه من ذوي المتوفيه هذا الامر يبقينا امام عدة تساؤلات هي .
اين يكمن الخطا ومن اين تبدأ الاعتداءات ولماذا تحدث؟ هل الطبيب او الممرض هما المسؤولان ام المواطن؟ رئيس جمعية المستشفيات الخاصة ومدير عام المستشفى التخصصي الدكتور فوزي الحموري قال ان الاحتكاك المباشر بين الطبيب او الكوادر الطبية ومرافقي المريض هو السبب في خلق الاعتداءات فلابد من الفصل بين غرفة المعالجة وبين جلوس المرافقين.
و طالب ان يكون هناك حملات توعية للمواطنين والاطباء على حد سواء لتوعية الاطباء من اجل حثهم على استيعاب ذوي المريض ومرافقيه لان المشكلة تنطلق من المرافقين ولابد ان يكون هناك حوار بين الطبيب المعالج وذوي المرضى واخبارهم ان حالة ابنهم جيدة ولاتستدعي تدخلا مباشرا وان هناك مريضا في حالة سيئة لابد من متابعة حالته بشكل اكبر ولابد اضافة الى حملة توعية اخرى للمواطن ليفهم حقيقة عمل الكوادر الطبية لاسيما في اقسام الطوارئ والاسعاف.. فمثلا في كبرى مستشفيات امريكا المريض ينتظر من 6 ساعات الى اربع وعشرين ساعة ولم نسمع في يوم من الايام عن حادثة اعتداء على اطباء والمستشفيات الاميركية وهي من اكثر المستشفيات تعرضا للضغط. كما طالب بوضع قوانين رادعة جدا وحازمة والخروج من دائرة ان الاعتداء على طبيب هو مشاجرة عادية ولابد ان نعي ان الاعتداء على الطبيب هو اعتداء على مؤسسة وليست مشاجرة بين اثنين او بين طرفين.
مدير مستشفى ءحكومي طلب عدم ذكر اسمه وضع اللوم على الطبيب والكادر الطبي بالدرجة الاولى لانه لا يستوعب المريض ومرافقيه لاسيما وان الشخص هو من اختار هذه المهنة بكامل ارادته واختار ان يتنازل عن الذات مقابل ان تقديم الرعاية الصحية للمواطن.. واشار الى انه يجب على الطبيب ان يعي تماما ان المراجع حتى ولو كان جاهلا وغير واع بواجباته وحقوقه الا انه احضر اغلى ما يملك في هذه الدنيا ابنه او ابنته فاذا قام الطبيب بواجه كطبيب وتعامل مع الحالة بما تمليه المهنة فان الطبيب لن يتعرض الى اي اعتداء..
ولكن اذا تعامل مع الحالة ببرود وتجاهل في وقت يشعر الاهل بنوع من التاثر الطبيعي فالطبيب يستحق ما سببه لنفسه فنحن في مهنتنا نتعامل بمعادلة واضحة.. الطبيب والمريض والمرافقون واذا تصرف الطبيب او الممرض بحكمة وبواجب مهنته فلن يؤدي الى الاعتداء عليه اطلاقا لان الطبيب يجب ان يضع نفسه محل احترام وتقدير للمريض وذويه ايضا. المواطن عدلي زريقات قال ان الطبيب هو الذي يدفع المواطن الى الاعتداء عليه احيانا بسبب طريقة تعامله مع المريض و استفزازه لاهل المريض ولابد ان نعترف ان الخطا في هذا الموضوع يتحمله المواطن والطبيب لانه لايمكن ان ياتي مواطن ويعتدي على انسان اخر بالضرب او بالطعن دون وجود سبب لذلك ولم تنكر المواطنه.خلود.
ان هناك عدد من الاطباء والممرضين يتعاملون مع المواطن بمنتهى الانسانية والادب وفي المقابل هناك من يتعامل بطريقة عكسية جدا تجعل المواطن مستفزا من اللامبالاة وقالت ان هذه المعاملة هي السبب وراء حدوث الاعتداءات او اللجوء الى الشتم والضرب وهناك عدد من الاطباء يتعاملون مع اهل المريض بنوع من الاستعلاء.
ويرى خالد قطيشات ان حادثة الاعتداء على الاطباء يشترك بها العديد من الاطراف ويتحملها ايضا العديد من الاطراف لانه من غير الممكن ان يقوم مواطن بالاعتداء على اي انسان دون سبب الا اذا كان هذا الانسان يعاني من خلل ما ولكن اي انسان عاقل لايمكن ان يؤذي انسانا فقط من اجل الايذاء فهناك اسباب تدفع المواطن الى اللجوء الى هذا الاسلوب واهمها تعامل الكوادر الطبية اذ لابد ان يكون هناك معاملة حسنة وان يكون الحوار بعيدا عن الاسفزاز فما المانع من وجود اسلوب هادئ من قبل الكوادر الطبية ولكن هناك الكثير من المواقف التي تدفع الى الاستفزاز مثلا عندما تذهب ومعك طفلك وتجد عدم اهتمام وابنك تعب جدا ويخبرك الطبيب ان هناك ضغطا ولابد من الانتظار ولكن عندما يدخل مواطن ولديه واسطة وتكون حالته بسيطة ويلاقي المعاملة الجيدة والعناية لان لديه واسطة عندها قد تقع المشكلة.