كشف مصدر مسؤول في مجموعة الاتصالات الأردنية "اورانج الأردن" أمس أنّ نحو 60 موقعاً تابعا لشبكة الشركة في مختلف أنحاء المملكة هي محرومة جميعها الآن من خدمات الثابت والإنترنت بسبب أعمال التخريب وسرقات كوابل الاتصالات الهوائية والأرضية ضمن شبكة الشركة المنتشرة في جميع أنحاء المملكة.
وأكد المصدر نفسه لـ "الغد" أنّ سرقات هذه الكوابل النحاسية – وهي المغذي الرئيس لخدمات الهاتف الثابت والتي تعتمد عليها أيضا خدمة الانترنت السلكي (ADSL) - تعزل بالكامل اليوم نحو 60 موقعاً ضمن شبكة الشركة عن الخدمة، مشيراً إلى أنّ هذه المواقع تتركّز في محافظات اربد، عجلون، جرش، المفرق، جنوب عمّان، والبقية في محافظات أخرى.
وقال إنّ هذه المواقع الستين – والتي تعرّض عدد منها للسرقة أكثر من 4 مرات - تخدم قرابة 560 مشتركاً في خدمات الهاتف الثابت والإنترنت، مشيراً إلى أنّ أثر هذه السرقات لا يقتصر على هذا العدد من المشتركين فقط، ولكنه يمتد ليؤثّر على المناطق التي تتواجد فيها هذه المواقع من النواحي الاجتماعية والاقتصادية.
وأوضح المصدر – الذي فضّل عدم ذكر اسمه – انّ أكثر هذه السرقات يتركّز في الكوابل النحاسية الهوائية (المركبة على أعمدة الهاتف التابعة للشركة) كونها ظاهرة للعيان، والبقية هي للكوابل النحاسية المدفونة تحت الأرض داخل مواسير.
وأكد أنّ الشركة ماضية في إعادة الخدمة إلى هذه المواقع وعلى مراحل ستنفذ ضمن خطة وضعتها لفترة ثلاثة أشهر مقبلة، مشيراً إلى أنّ كوادر الشركة عملت خلال فترة الأشهر الثلاثة الماضية على إعادة الخدمة إلى نحو 60 موقعاً أيضا كانت معزولة عن الخدمة نتيجة أعمال السرقات، معنى ذلك أنّ عدد المواقع التي كانت محرومة من الخدمة نتيجة أعمال السرقات قبل ثلاثة أشهر بلغ 120 موقعاً.
ويشار إلى أن مجموعة الاتصالات الأردنية ما تزال تسيطر على شبكة الهاتف الثابت في جميع أنحاء المملكة وبالتبعية تسيطر على البنية الأساسية لخدمات الإنترنت السلكي، وبلغ عدد اشتراكات الهاتف الثابت في كافة أنحاء المملكة مؤخراً قرابة النصف مليون اشتراك، فيما بلغ عدد اشتراكات الإنترنت السلكي عريض النطاق قرابة 160 ألف اشتراك.
المصدر نفسه بيّن أنّ ظاهرة انتشار سرقات كوابل الاتصالات الهوائية أوالأرضية بدأت بالتزايد خلال فترة السنوات الأربع الماضية، مؤكّداً على ضرورة التعاون من قبل المواطنين أو مشتركي الخدمة خصوصاً في المواقع التي تتعرض لأكثر من سرقة للحد من هذه الظاهرة التي أضحت تشكّل ظاهرة مؤرقة للشركة مع ما تحمله هذه السرقات من تأثيرات سلبية على الشبكة والاقتصاد بشكل عام.
وأشار إلى أنّ هنالك مجموعة من الأسباب المترابطة وراء توسع وانتشار ظاهرة سرقات كوابل الاتصالات منها ارتفاع أسعار النحاس عالمياً، حيث تعد مادة النحاس المكون الرئيس لكوابل الاتصالات في شبكة الثابت والإنترنت السلكي، والوضع الاقتصادي المحلي والعالمي حيث يتخذ مرتكبو هذه السرقات هذه الطريقة كمصدر دخل وخصوصاً لدى من هم عاطلون عن العمل.
ومن الأسباب أيضاً اتساع رقعة الشبكة الهاتفية لخدمة القرى النائية والبعيدة، وصعوبة حراسة أو مراقبة كافة أجزاء الشبكة الهاتفية المنتشرة في كل أنحاء المملكة.
وشدّد المصدر على ضرورة أن تتخذ عقوبات رادعة من قبل الأجهزة القضائية بحق مرتكبي هذه السرقات، وتوعية المجتمع ومشتركي الخدمة بما تحمله من آثار سلبية على الشبكة والاقتصاد بشكل عام.
وأكّد على ما تحمله هذه الظاهرة من أضرار تتعدى خدمات الشركة إذ تؤثر الأعطال الناجمة عن هذه السرقات على الأعمال التجارية للأفراد والمؤسسات والاقتصاد بشكل عام، لأنّ البنية التحتية للاتصالات أضحت تشكل دعامة رئيسية للاقتصاد خصوصاً للمؤسسات التجارية والمصرفية.
وبيّن أنّ الآثار المترتبة على هذه السرقات تتمثّل في زيادة الكلف التشغيلية واستمرار انقطاع الخدمة الهاتفية عن المشتركين، كما وتؤثر سلباً على مؤشرات الأداء للشبكة والمفروضة من قبل هيئة تنظيم قطاع الاتصالات وجودتها لأنها تزيد من حالات الأعطال وخصوصا.
ويذكر أن أسهم مجموعة الاتصالات الأردنية - التي تمتلك اليوم ثلاث شركات تقدم خدمات الثابت والخلوي والإنترنت تحت العلامة التجارية "أورانج الأردن" - موزعة بواقع 3% للحكومة، 51% لشركة الاستثمار المشترك للاتصالات (جيتكو) المملوكة بالكامل لشركة "فرانس تيليكوم" الفرنسية، 29.07% للمؤسسة العامة للضمان الاجتماعي، 10% لشركة نور للاتصالات، 6.93% أفراد ومؤسسات.
ويرجع تاريخ مجموعة الاتصالات الأردنية إلى العام 1971 عندما كانت تحمل اسم مؤسسة الاتصالات السلكية واللاسلكية في ذلك الوقت، وكانت مملوكة بالكامل للحكومة.