شهدت أسعار الخضار والفواكه في السوق المحلي مؤخرا ارتفاعا ملحوظا، عزا مراقبون أسبابه إلى عمليات التصدير التي يقوم بعض التجار لجيش الاحتلال الأمريكي في العراق.
رئيس جمعية مصدري الخضار والفواكه عبد الرحمن غيث أكد وجود مثل هذه العمليات من تصدير الخضار والفواكه للجيش الأمريكي في العراق يقوم بها تجار أردنيون.
واعتبر غيث عمليات تصدير الخضار الأردنية التي يقوم بها عدد من التجار، وصفهم بأنهم محدودون، إنما هي ممارسات غير مسؤولة وسلوك "سيء" كونها تعزز الوجود الاحتلالي الأمريكي في العراق الشقيق وتقوي موقفه، الأمر الذي يتعارض مع مبادئنا وقيمنا وأخلاقنا كشعب شقيق للعراقيين الذين يرزحون تحت نير هذا الاحتلال.
واعتبر غيث أن عمليات التصدير تلك وعلى الرغم من أنها لم تؤثر على السوق الأردني بشكل كبير ـ على حد وصفه ـ إلا أنها مرفوضة ومنبوذة باعتبارها واحدة من أشكال التطبيع مع العدو، إذ الأمر سيان بين أن تكون مصدرة للجيش الأمريكي أو للكيان الصهيوني، داعيا في ذات الوقت الجهات الحكومية والنقابية والهيئات الشعبية إلى تحمل مسؤولياتها للحد من هذه التجاوزات غير الأخلاقية.
من جانبه قال النائب السابق رئيس لجنة مجابهة التطبيع حمزة منصور: ان اللجنة حذرت الحكومة من السماح بتصدير الخضار والفواكه إلى الجيش الأمريكي في العراق، معتبرا تلك الممارسات واحدة من أشكال التطبيع مع عدو يتربص بالشعب العراقي الشقيق.
ولفت منصور في تصريحات خاصة لـ "الحقيقة الدولية" إلى أن اللجنة ترفض تلك الممارسات كونها تعطي شرعية للاحتلال الأمريكي الذي مارس أبشع أنواع القتل والدمار ضد شعب شقيق ومسلم.
وأشار منصور إلى أن اللجنة تعمل الآن على جمع كافة المعلومات حول الموضوع من خلال وسائلها الخاصة، مؤكدا في ذات الوقت بان اللجنة لديها من وسائل الضغط السياسية والإعلامية والشعبية ما يمكنها من وقف هذه الممارسات غير المبررة.
عدد من التجار الأردنيين رفضوا نشر أسمائهم أكدوا في تصريحات خاصة لـ "الحقيقة الدولية" أن المصدرين يلجأون إلى أسلوب تبييض هذه العمليات حيث يقومون بتصدير الخضار والفواكه إلى إحدى الدول الخليجية أولا ومن ثم يقومون بإعادة تصديرها إلى قوات الاحتلال الأمريكي في العراق.
كما أكدوا بان التاجر الذي يقبل على نفسه استيراد الفاكهة والخضروات من الكيان الصهيوني لا يضيره أن يصدر خضارنا وفاكهتنا إلى قوات الاحتلال الأمريكي، كونه ـ أي ذلك التاجر ـ فاقدا لحسه الوطني وانتمائه لأمته ودينه. ووصف التجار تلك الممارسات بأنها تخرج عن منظومة قيم وأخلاق المجتمع الأردني الحريص على دعم المقاومة الباسلة في كل من العراق وفلسطين في وجه العدو الغاشم.
ورغم اعتراف جمعية مصدري الخضار والفواكه بعمليات تصدير لأصناف من الخضار والفواكه للجيش الأمريكي إلا أن نقيب تجار الخضار سمير أبو سنينة نفى أن يكون هناك تجار أردنيون يقومون بتزويد جيش الاحتلال الأمريكي بأصناف الفاكهة والخضروات.
وأوضح أبو سنينة أن كافة عمليات التصدير التي تجري هي لصالح الحكومة العراقية، مؤكدا ان التاجر الأردني لا يتحمل أية تبعات أو مساءلة في حال ذهبت تلك الخضروات والفواكه للجيش الأمريكي حتى لو كانت الجهة المزودة "إسرائيل".
ويرى مراقبون أن سياسية تحرير الأسواق المفتوحة جعلت الدور الرسمي بعيدا عن ضبط تلك الأسواق وما يجري فيها لافتين في ذات الوقت إلى أن بعض التجار باعوا أنفسهم وأمتهم لقاء المال.
وأشاروا إلى أن عمليات استيراد الخضار والفواكه من الكيان الصهيوني دليل حي على أن هؤلاء التجار فقدوا قوميتهم وعروبتهم وانجرفوا في تيار خدمة عدو الأمة مقابل المال، مؤكدين بأنهم باعوا الآخرة واشتروا الدنيا الزائلة.
تجدر الإشارة إلى أن الهيئات النقابية تواظب على إطلاق العديد من حملات المقاطعة التي تهدف إلى حث المواطن الأردني والعربي على عدم التعامل مع قوات الاحتلال وتعزيز وجودها أيا كانت، الأمر الذي دفع مؤخرا بوزارة الزراعة إلى الطلب من الكيان الصهيوني وضع ليبل خاص على منتجاته التي تصدر إلى المملكة لكي يتمكن المواطن من التعرف عليها وإبقاء الخيار مفتوحا أمامه في شرائها أو رفضها.
وجاءت إجراءات وزارة الزراعة بعد الضغوطات الشعبية والنقابية لحماية المنتج المحلي من عمليات إغراق السوق بمنتجات كيان عدواني متغطرس دأبت قواته الاحتلالية على قتل شعبنا في فلسطين المحتلة وتسعى جاهدة إلى تغيير معالم أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. الحقيقة الدولية