فوجئت ام وداد بصغيرتها تلعب ببطاقة تحوي عبارات ورسوما مرعبة ومريبة ، ولدى استفسارها عن مصدر اللعبة اكتشفت انها متداولة بين اطفال زملاء لوحيدتها ذات الخمس سنوات في الروضة الملتحقة بها.
الطفلة وداد قالت انها حصلت على هذه البطاقات عن طريق اطفال الروضة حيث تلعب في الباص معهم حتى تصل الى بيتها ، وابدت عدم رضاها لاخذ والدتها البطاقات منها.
تحمل اللعبة التي هي عبارة عن بطاقات ورقية على شكل (كروت الشًدة) اسم (ملك اللعبة- القريب من الموت بالفشل) وتتضمن رسوما باشكال نارية فيها من العبارات التي تسيء الى ذهنية الطفل وتقيده بعدم الاقتراب من المنطقة الحربية الذاتية، حتى لا يتمكن (ملك الشياطين الارهابي) من مهاجمة قيم حياة الخصم مباشرة.
ويؤكد اصحاب مكتبات في منطقة عمان الغربية لوكالة الانباء الاردنية (بترا) بيعهم للعبة البطاقات التي تحوي مفاهيم تعزز من ثقافة العنف، في حين يقول بعض اصحاب بسطات بيع العاب الاطفال في وسط البلد ومنطقة عمان الشرقية انهم يشترونها من سيارات (فان) متجولة متوسطة الحجم.
وتحرص دائرة الجمارك العامة على "عدم السماح بادخال اي مواد مخالفة للدين والاخلاق والسلامة العامة"، حسب ما يقول مديرها اللواء الجمركي غالب قاسم الصرايرة وانه في حال ورودها يتم ضبطها واستيفاء الغرامات عليها، وعند عدم التصريح عن البضائع المخالفة تتم مصادرتها واتلافها او اعادة تصديرها على نفقة اصحاب العلاقة.
واكد على دور دوريات المكافحة في الجمارك بالتفتيش الدوري على المواد المخالفة وضبطها ومصادرتها، وفي حال ضبط رسومات وكتابات مسيئة يتم تحويلها الى دائرة المطبوعات والنشر لاجازتها او رفضها.
بدوره اكد مدير عام دائرة المطبوعات والنشر نبيل المومني ان مسؤولية الدائرة لا تتوقف عند هذا الحد حيث انها تحول هذه الالعاب المخالفة عند اكتشافها الى المحكمة لاصدار القرار المناسب بشأنها.
واعتبر ان تحويل المواد الى المحكمة لا يعني مصادرتها مبينا ان الدائرة وفور تلقيها شكوى عن وجود مواد مخالفة بالاسواق تضر بالسلامة المجتمعية او تسيء الى الشعور الديني والحريات الشخصية "يتم التعميم الفوري على هذه المواد المخالفة، وتحري الحقيقة، ومنع بيعها وتحويلها الى المحكمة لاصدار القرار المناسب".
ورجح دخول هذه الالعاب المخالفة بالتهريب من خلال طرق ملتوية او عن طريق تجار (الشنطة)، اذ لم يشاهدها او يلحظها مندوب الدائرة في النقطة الجمركية.
تعاميم عديدة ارسلتها وزارة الداخلية الى الجهات ذات العلاقة لمنع استيراد العاب الاطفال التي تشكل خطرا على صحتهم والتخليص الجمركي عليها مثل (مسدسات الخرز والرشاشات والبنادق الصوتية) حفاظا على السلامة العامة وسلامة الاطفال حسب مدير الشؤون الامنية بوزارة الداخلية احمد العساف.
وتمنع كذلك استيراد العاب او سكاكر تحمل اشكالا ومجسمات وصورا تسيء للحياء العام وتخدشه، او تلك الالعاب التي تحتوي على عبارات مسيئة للدين او الاخلاق العامة.
واوضح انه في حال تسرب ما يسيء للاخلاق العامة ويمس بالامن المجتمعي او يؤثر على السلامة العامة فان وزير الداخلية يوصي بدوره الى مجلس الوزراء صاحب الصلاحية بحظر استيرادها، ومنع تداولها كما حدث مؤخرا مع سكاكر دخلت الاسواق على شكل مجسمات لصور قادة ورؤساء دول.
فيما بين مساعد مدير عام دائرة المواصفات والمقاييس الدكتور محمود الزعبي دور المؤسسة الرقابي على جودة السلع المنتجة محليا والمستوردة، وخاصة لعب الاطفال بتدقيق البيانات الخاصة باللعبة وملاءمتها لعمر الطفل وفحصها فنيا للتأكد من خلوها من الحواف الحادة وعدم امكانية فك اجزاء منها قابلة للبلع.
واشار الى منع المؤسسة تداول الالعاب التي تحوي مقذوفات (طلق والنشاب والخرز) لتأثيرها على السلامة والتأكد من حياكة الالعاب القماشية بطريقة تمنع تطاير الحشوة وخلوها من الخيوط لتقليل اخطار الخنق ، او اي مواد خطرة تدخل في تركيبة اللعبة.
وطلبت المؤسسة من الاهالي مساعدتها في ضمان خلو الاسواق من المواد المخالفة بالتبليغ عن اي مخالفة بالالعاب قد تلحق الاذى بالطفل ، ليصار الى منع استيرادها وبيعها في الاسواق.- بترا