كشف المدير العام للمؤسسة العامة للغذاء والدواء أمس عن وفاة 28 شابا وشابة تناولوا كحولا "مغشوشة" بعد خلطها بمادة ميثيل الكحول بدلا من اثيلا الكحول.
وبحسب الرواشدة فإن من بين المتوفين طبيبة اقدمت على تناول المشروبات الروحية المخلوطة بمادة سامة ما أودى بحياتها.
وقال الرواشدة في تصريحات صحافية امس ان معظم الوفيات والبالغة (22) شابا حصلت بين عامي 2007 و2008، بينما توفي 6 شباب خلال العام الحالي.
وأضاف "إن خلط مادة (الميثيل) مع المشروبات الكحولية يؤدي إلى الوفاة حتى ولو كانت نسبة تركيز المادة الكيماوية قليلة، كما أنه يؤدي إلى اصابة مستهلكه بالعمى الدائم".
وأشار الرواشدة إلى أن بعض تجار المشروبات الكحولية يلجأون إلى "غش" المنتج، ويعمدون إلى استبدال أو خلط مادة المشروبات الكحولية وهي (الميثيل) مع مادة (الميثانول) لكونها رخيصة، وذلك سعيا منهم إلى الربح المالي السريع، متناسين الاضرار الصحية القاتلة التي تخلفها فهي تؤدي بمتناوليها إما إلى الوفاة أو إلى تلف في خلايا الدماغ.
وأكد أن فرق المؤسسة قامت بجولات ميدانية على جميع مصانع الحكول وقامت بفحص عينات عشوائية من منتجاتها ولم تضبط أي منتجات مغشوشة او متلاعب بها (...) بحسب الرواشدة، الذي رجح أن تكون المواد المخلوطة بالمشروبات الروحية مهربة وليست صناعة أردنية.
وأوضح الرواشدة ان هناك اتفاقية تعاون بين (مديرية البحث الجنائي والغذاء والدواء) تقوم المؤسسة بموجبها بفحص عينات عشوائية من المحال التجارية والمطاعم التي تتداول أو تبيع المشروبات الكحولية تمهيداً لتحليلها ومعرفة إن كانت تحتوي على مادة (الايثانول) الضارة، ولمحاربة هذه السلع المغشوشة التي تؤدي بحياة متناوليها.
وبحسب الرواشدة فإن ثمة اتفاق مع السلطات الأمنية على تبادل الخبرات وإجراء فحوص مشتركة ما بين مختبرات "البحث الجنائي ومختبرات الغذاء والدواء" للتخفيف من ظاهرة إدمان الشباب على تناول المشروبات، ومنها المغشوشة والأدوية والمهدئات لغيرأغراضها.
الى ذلك، قتلت جرعات مخدرة زائدة 55 مدمنا، راجعوا المركز الوطني لتأهيل المدمنين في شفا بدران في السنوات الست الاخيرة، وفق مدير المركز الدكتور جمال العناني، الذي لم يستبعد وفاة آخرين بسبب الادمان على الكحول او بعض ادوية لا تصرف الا بوصفة طبية.
وقال العناني إن "المركز استقبل منذ تأسيسه العام 2001، حوالي 2703 مدمنين ومدمنات، ابدوا رغبتهم في العلاج المجاني للإقلاع عن كافة المؤثرات العقلية والمواد المخدرة، وتمكن المركز فعليا بحسب احصائياته الرسمية الموثقة، مع الوزارة من تقديم العلاج عبر العيادات الخارجية الى 942 من المدمنين، بينهم 43 فتاة".
وتعد الفئات المنتجة في المجتمع الاردني من اكثر الفئات المقبلة على ادمان المخدرات، لا سيما الفئة العمرية الواقعة بين 18 إلى 45 عاما، وفق العناني الذي طالب الاعلام بتشجيع الحملات التوعوية لتشجيع الشباب على الابتعاد عن طريق "الموت والهلاك" الادمانية.
وتعد مادة الكحول الاكثر اقبالا عليها من قبل المدمنين الذكور، تليها الحبوب المخدرة فـ"الافيونيات" كالهروين والمواد الطيارة، في حين تقبل الفتيات على الحبوب المخدرة، اكثر من اقبالهن على الكحول او الهيروين.
واعتبر العناني ان الادمان "مرض وليس جريمة"، لا سيما وان المدمن "يفقد احساسة بكل ما يدور حوله، الا انه قابل للشفاء اذا وجد إرادة وعزما ودعما من الأهل والاصدقاء، وابتعد المصاب به عن رفاق السوء".