صحيفة العرّاب

العراق يطالب بسحب جنود إيرانيين "احتلوا" حقلاً نفطياً بميسان

احتج العراق على قيام 11 جنديا ايرانيا بالسيطرة على موقع نفطي في منطقة حدودية متنازع عليها جنوب العراق، مطالبا طهران بسحب جنوده ونزع العلم الذي رفعوه.

 وقال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ ان "العراق طلب من طهران سحب المجموعة المسلحة التي احتلت البئر رقم 4 الذي حفر في 1979 ونزع العلم الذي رفعه هؤلاء الرجال لان ما حصل اليوم هو انتهاك لسيادته".
 
وتقع البئر التي تحمل الرقم 4 في حقل "الفكة" النفطي الذي يمثل جزءا من ثلاثة حقول يقدر مخزونها بـ 1,55 مليون برميل. وقد وضعت في جدول التراخيص الذي اعلنته وزارة النفط العراقية في حزيران (يونيو) الماضي.
 
 
واكد مصدر في شركة نفط الجنوب العراقية في العمارة على بعد 305 كلم جنوب شرق بغداد، دخول قوة ايرانية صباحا الى المنطقة والسيطرة على البئر ورفع العلم الايراني عليها.
 
وقال الدباغ ان "الحكومة العراقية التي ترفض استخدام القوة بدأت مساعي لدى ايران لحل المشكلة بالطرق الدبلوماسية وتنتظر رد طهران".
 
وادلى الدباغ بتصريحه اثر اجتماع طارىء لمجلس الامن الوطني برئاسة رئيس الوزراء نوري المالكي والذي يضم وزراء الداخلية والدفاع والخارجية والعدل والمالية.
 
واقر الدباغ بوجود خلاف على ترسيم الحدود التي اختفت علاماتها خلال الحرب العراقية الايرانية بين 1980 و1988، وقال "ايران ترفض السماح باي نشاط في الموقع النفطي في هذه المنطقة في غياب ترسيم الحدود. لهذا ندعو السلطات الايرانية الى حل الخلافات الحدودية واعادة وضع علامات الترسيم".
 
ولم يصدر رد فعل رسمي من ايران بعد، لكن وكالة الانباء شبه الرسمية "مهر" نقلت نفيا من الشركة الوطنية الايرانية للبترول التي قالت انها "نفت السيطرة على بئر" في حقل الفكة العراقي.
 
واكد متحدث باسم الجيش الامريكي الجمعة ان قوة ايرانية سيطرت على الموقع النفطي عند المنطقة الحدودية المشتركة للبلدين شرق مدينة العمارة. واوضح المتحدث ان "الحادث وقع بدون اعمال عنف ونأمل ان تتم معالجته بين العراق وايران".
 
واشار العقيد بيتر نيويل قائد الفرقة الرابعة في اللواء المدرع الاول المتمركز في حقل ادير الى "وقوع حوادث متكررة هناك". وقال "يقوم موظفون في وزارة النفط العراقية بزيارة هذا الموقع كل ثلاثة او اربعة اشهر لاصلاح مضخة او لاجراء اعمال الصيانة. ويطلونه بالوان العلم العراقي، ويرفعون العلم العراقي. وعندما ينهون عملهم يعودون ادراجهم".
 
واضاف "وما ان يذهبوا حتى ينزل الايرانيون من التلة ويعيدون طلاء الوان العلم الايراني ويرفعون العلم الايراني. لقد حدث ذلك منذ ثلاثة اشهر وهو يتكرر".
 
وبحسب الضابط الامريكي فان هذا الحقل يبعد مسافة 500 متر عن الحدود، ومسافة كلم واحد عن حصن عراقي.
 
ويقع هذا الحقل في الجانب العراقي بحسب اتفاق الهدنة الموقع بين البلدين اثر انتهاء الحرب التي استمرت من 1980 الى 1988، لكن هذه الارض كانت ايرانية قبل ذلك. واشار المتحدث الامريكي الى وجود خمسة حقول اخرى ضمن الاراضي المتنازع عليها بين البلدين.
 
وعقد العراق وايران عدة اجتماعات خلال الاعوام الماضية، بهدف التوصل لاتفاق حول الحدود لكن دون الوصول الى اي نتائج.