في برنامج على قناة الجزيرة القطرية قدمه المذيع فيصل القاسم وشارك فيه الدكتور سفيان التل المختص في شؤون البيئة بدول العالم الثالث، تناول دراسة علمية خلصت إلى أن صيف عام 2005 كان الأكثر سخونة في النصف الشمالي للكرة الأرضية منذ بدأ رصد درجات الحرارة عالميا وطرح فيه تساؤلين اثنين، ما حجم المصداقية العلمية لمثل هذه الدراسات التي تتعرض لواقع ومستقبل الأرض؟ وما هي الانعكاسات التي قد تحملها أية تداعيات لهذه الدراسات على حياتنا؟.
حيث قال الدكتور التل في حديثه عن الدراسة "تعودنا باستمرار من السياسات الغربية على أنها تهتم بالدرجة الأولى في مصالحها الاقتصادية فقط وهذا هو الطرح الذي تطرحه أو يطرحه الرئيس بوش باسم الولايات المتحدة الأميركية حالياً من أن دخوله في اتفاق في بروتوكول كيوتو يعطل التنمية الاقتصادية في الولايات المتحدة الأميركية ولكن من حقنا أن نسأله، ماذا عن التنمية الاقتصادية التي يعطلها تغير المناخ في بقية دول العالم؟ نحن في منطقتنا في الدول العربية في الشرق الأوسط هنالك 19 دولة حالياً أصبحت تعاني من نقص المياه ومن نقص في موارد المياه بسبب تغير المناخ في الشرق الأوسط كما يسمونه وشمال إفريقيا، هنالك تقارير للصليب الأحمر منذ عام 1990 و99 يقول إن لاجئين البيئة في العالم التي تم رصدهم يفوقون بكثير لاجئين الحروب والصراعات العسكرية، أبسط التوقعات تقول إن هناك 50 مليون لاجئ بيئي مهددين بسبب أن المياه ومياه الفيضانات تغمر أراضيهم بالإضافة إلى ذلك25 مليون لاجئ بيئي آخر بسبب انخفاض خصوبة التربة لديهم نتيجة الجفاف أو نتيجة الفيضانات أو نتيجة ذوبان الجليد، هناك دراسات وقدمت عام 1992 لمؤتمر قمة الأرض عن أن 60% من سكان الكرة الأرضية الذين يسكنون على الشواطئ مهددين من الفيضانات بسبب تسخين الأرض وبسبب تغير المناخ يعني عندما تغمر أراضيهم بمياه البحر يفقدون مساكنهم، أولاً سيفقدون أراضيهم الزراعية، ثانياً سيفقدون موارد المياه العذبة، ثالثاً 60% من سكان الكرة الأرضية لا يهزون طرفاً لدى الولايات المتحدة مثلهم مثل الهنود الحمد التي أبادتهم دولتها هناك ولا يهمها الآن أن يخسر العالم 60% من سكانه لقاء أن الشركات الأميركية تستمر بالأرباح وحصد ما يسمونه بالتنمية الاقتصادية على حساب الدول التي تهددها المجاعة والعطش في منتخب أنحاء العالم.
وحول إقحام الهند والصين في التأثير الحراري قال التل" إن الهند والصين كلاهما دولتين لا تؤثران في تغير المناخ لأن نسبة استهلاك الطاقة والانبعاث الصادرة منها نسبة ضئيلة جدا فالمواطن الأميركي الواحد يستهلك من الطاقة أكثر مما يستهلكه 50 مواطنا من دولة زي أثيوبيا وربما 40 من الهند وهكذا ولذلك هذه دول بمجموعها تعتبر من الدول غير المؤثرة حاليا في تخريب طبقة الغلاف الجوي ومساهمة في تسخين المناخ، أما الأضرار التي سنعاني نحن منها وتعاني كثير من دول العالم الثالث منها هي، أولا زيادة الأعاصير في مناطق لم تعرفها الدول سابقا زيادة العواصف الثلجية التصحر لمناطق كانت خصبة وكان أهلها يستفيدون من زراعتها نمو أسراب جراد رهيبة وهائلة ستغزو بلدان لم تكن تعرف ذلك حرائق الغابات التي ستتم وستقضي على مساحات شاسعة من الرئة التي يتنفس منها سكان الكرة الأرضية، الفيضانات كما قلنا التي ستقضي على المياه العذبة لأنه الفيضانات ستأتي من البحار والمحيطات وتغرق المياه والأنهار العذبة التي يشرب منها الناس، ذوبان القمم الجليدية التي نشاهدها باستمرار على شاشات الفضائيات والتي لا تستطيع الولايات المتحدة أن تنكر ذلك كما كل المحاولات التي تطرحها الولايات المتحدة لمزيد من الدراسات محاولات غير مقبولة من كل العلماء لأنه من الثمانينات ومن السبعينات نُشرت خرائط لدراسات قامت بها الأمم المتحدة وأنا ألقيت فيها عدة محاضرات وكتبت فيها نشرت خارطة لدول شمال أوروبا وتنبأت بمعدل عشر درجات زيادة في حرارتها وحدث ذلك نعيشه الآن في كل سنة نقول هذه السنة هي أسخن سنة في اسكندنافيا وفي أوروبا ماذا تريد الولايات المتحدة حقائق أكثر من كل هذه الحقائق، بعد الآن ماذا تريد الولايات المتحدة بعد أن تخلى كل حلفائها الأساسيين عنها تخلت عنها إنجلترا..فيصل القاسم: ألمانيا.
سفيان التل: وأصبحوا يهاجمونها في المؤتمرات الدولية، تخلى عنها رئيس وزراء كندا الذي قال يتوجب على الولايات المتحدة الاستماع إلى ضميرها العالمي ولكن على ما يبدو أنه لم يبق لدى الولايات المتحدة ضمير عالمي حتى تخاطب نفسها من خلاله، وزير البيئة الياباني دعا كل دول العالم النامي لإعلان الحرب والمساهمة في الحرب على تغير المناخ، لم يبق في الصف إلا دولة مارقة منعزلة على المجتمع الدولي تجنده إذا توافق مع مصالحها وتتخلى عنه إذا تعارض مع مصالحة.
فيصل القاسم: دكتور التل، باختصار الآن ماذا بالإمكان.. يعني أنت تحدثت عن الضغوط الكثيرة التي تمارسها بقية دول العالم على الولايات المتحدة من أجل الالتزام بالسياسات البيئية، ماذا فعلنا نحن في العالم العربي خاصة إذا ما علمنا أن هناك الكثير من الصناعات الموجودة في بلادنا خاصة كصناعة الأسمنت وإلى ما هنالك تسبب أضرارا كبيرة للبيئة وللناس وتؤدي إلى آلاف الوفيات إلى ما هنالك من هذا الكلام، ماذا بإمكاننا أن نفعل إذا ما علمنا أن الكثير من الدول العربية تستجدي الاستثمارات الغربية؟ هل يستطيعون التوفيق بين الاستثمارات وبين يعني المحافظة على البيئة؟
سفيان التل: بصراحة أقول لكل زعماء العالم العربي الذين يستجدون هذا النوع من الاستثمارات أنهم يستجدون تسميم شعوبهم، الصناعات التي تأتي إلى دولنا كصناعة الألمونيوم وصناعة الأسمنت وصناعة جلفنة المعادن وما شابهها أصبحت صناعات مرفوضة في الدول الغربية لكثرة تلويث البيئة التي تقوم به وتسميها للشعوب ولذلك أخذت الدول الغربية تطرح على الدول.. دول العالم الثالث إقامة هذه الصناعات في أراضيها لأن أنظمتها وقوانينها لا تفرض شروطا قاسية لحماية البيئة وهي على استعداد أن تشتري منتجاتها لعشرات السنين .