يثير نص ورد في كتاب تدرسه مدارس خاصة، وأقرته وزارة التربية والتعليم استياءً لدى عدد كبير من أولياء أمور الطلاب.
أولياء الأمور أكدوا أن النص يسيء بشكل "فاضح" للإسلام والقرآن الكريم، إذ يورد كتاب الدراسات الاجتماعية "استكشف حولك" للصف السادس في الصفحة 128 منه في معرض حديثه عن معركة بدر باللغة الإنجليزية:
"He set out with three hundred and thirteen (313) of his followers. But according to the legend, the holy prophet Muhammad (PPBUH) and his men got help from angles led by Gabriel (PBUH)".
وترجمة النص: "تجهز مع 313 من أتباعه، لكن استناداً إلى الأسطورة، فإن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ورجاله تلقوا مساعدة من الملائكة بقيادة جبرائيل عليه السلام".
ولي أمر إحدى الطالبات أكدت أنها صدمت عندما قرأت هذا النص قائلة: "كيف يعتبر النص انتصار المسلمين في المعركة رغم قلتهم بمساعدة الملائكة خرافة أو أسطورة"، وتتابع شاكية: "كتبت رسالة إلى مدرّسة المادة إلا أنها لم تعبأ بالرسالة، ولم تنبّه الطالبات إلى هذا الخطأ الشنيع".
وأكد ولي أمر طالب آخر أن الأمر لا يقتصر على هذا الخطأ الفادح، إذ أن الكتاب "مليء بالأخطاء، كاستخدام كلمة wining التي تعني تذمر، بدلاً من كلمة winning التي تعني الفوز عند الإشارة إلى انتصارات الصحابة".
أستاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء الأهلية د.حسين خزاعي صرح لـ"السبيل" بأن "الأسطورة تعني كلاما غير متحقق وغير مقنع للسامعين، وعندما نذكر كلمة أسطورة، فإنما نعني شيئاً أقرب إلى القصص الخيالية (الحدوتة)".
وشرح أنه "لا يجوز وصف الوقائع الحقيقية المثبتة دينياً والمتعارف عليها اجتماعياً بأنها أسطورة"، مطالباً بوقف "تدريس الكتاب، لأنه يتعارض مع المسلّمات الدينية والمجتمعية".
"الكتاب مرخص من وزارة التربية والتعليم، ومقرر في المنهاج الإضافي للدراسات الاجتماعية المتعلقة بالثقافة العربية والإسلامية"، بحسب مدير مدرسة النظم الحديثة الخاصة د. مصطفى العفوري الذي قال لـ"السبيل": "ليس لنا يد في تأليف الكتاب، وأنا بدوري سأتحقق من الأمر، وأشاور الجهاز الفني في المدرسة، فإن كان الكلام صحيحاً فسأخاطب الوزارة في ذلك، والإجراءات عندهم".
الكتاب المذكور ألفه ثلاثة باحثين تخرجوا من جامعات أمريكية بحسب المعلومات الواردة في بداية الكتاب الذي قامت دار نشر أردنية وأخرى إماراتية بنشره وتوزيعه.
في السياق نفسه، علّق رئيس لجنة علماء الشريعة الإسلامية في حزب جبهة العمل الإسلامي د.إبراهيم زيد الكيلاني بالقول: "النص يعد تكذيبا للقرآن الكريم وللنبي صلى الله عليه وسلم، فالأسطورة هي الخرافة، وهي تعني الكلام غير الصحيح"، مؤكداً أن "القرآن نص على مساعدة الملائكة للمسلمين في معركة بدر، وذلك في قوله تعالى من سورة آل عمران (123- 125): "لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ. إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ. بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ"، فكيف يوصف ما نص عليه القرآن بأنه أسطورة؟".
وطالب الكيلاني بمحاسبة الجهات المسؤولة عن الموافقة على تدريس هذا الكتاب في المدارس وتقديمهم "إلى المحاكم بتهمة الإساءة إلى القرآن الكريم والنبي عليه الصلاة والسلام ومشاعر المسلمين".
ودعا وزير التربية والتعليم إلى التحقيق في الموضوع، إلى جانب مصادرة الكتاب ومنع تدريسه، واصفاً تدريس النص في مدارس المملكة بأنه "جريمة كبيرة تستهدف عقيدة أبنائنا، وتشككهم بدينهم ونبيهم صلى الله عليه وسلم".
على الجهة المقابلة، طلبت وزارة التربية والتعليم إمهالها حتى اليوم الاثنين للتتحقق من الأمر، واعدة بأنها ستسحب الكتاب من التداول إن ثبتت صحته.
الناطق باسم الوزارة أيمن بركات أكد أن الوزارة طلبت من مدير المناهج الدراسية التحقيق في القضية إثر إعلام "السبيل" إياه بالأمر، مشددا أن الوزارة لن تتهاون في معالجة القضية.
يشار الى أن مثل هذه الاخطاء تكررت في السابق في مجالات اخرى, وكانت "السبيل" نشرت تقريرا عن منشور سياحي يسيء للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، بدعوى انه تعلم التوحيد على يد راهب. ما يدعو للتساؤل: ما المقصود بهذه الاخطاء المسيئة للاسلام، ولماذا تتكرر؟! فضلاً عن تساؤل حول ماهية الذين يختارون هذه النصوص، ولماذا يفتقرون الى الحساسية المطلوبة تجاه النصوص الدينية، فيرتكبون الاخطاء المسيئة لها؟. السبيل