قالت وكالة الأنباء الألمانية في تقرير لها من عمان ان المملكة تقف على أعتاب عهد من الإصلاحات السياسية قد تكون الأبرز منذ عشرين عاما.
وجاء في تقرير الوكالة الألمانية أن جلالة الملك عبد الله الثاني ألقى حجرا كبيرا في البركة السياسية الراكدة في البلاد في نهاية تشرين ثان/ نوفمبر الماضي ما دفع إلى الاعتقاد بأنه قد يكون أبرز إصلاح سياسي تشهده المملكة خلال عقدين من الزمان.
وأوضحت الوكالة أن قرار جلالته نال استحسانا مدويا من جانب رجل الشارع والنخبة السياسية عندما حل مجلس النواب.
وأمر الملك حكومة رئيس الوزراء نادر الذهبي - الذي قدم استقالته لاحقا وتم تكليف سمير الرفاعي بتشكيل حكومة جديدة - باتخاذ ترتيبات فورية لإجراء انتخابات لترسيخ الأردن باعتباره "نموذجا للشفافية والنزاهة وأن تصبح أيضا علامة بارزة في الطريق نحو الإصلاح والتحديث".
ودعا الملك على وجه الخصوص إلى تعديل قانون الانتخابات والذي تعتقد المعارضة وسياسيون مستقلون في البلاد أنه أوجد برلمانا فاشلا وكان السبب المباشر وراء عرقلة التطور السياسي في البلاد منذ مطلعات تسعينيات القرن الماضي.
ورحبت المعارضة التي يقودها الإسلاميون بالخطوات التي اتخذها الملك بيد أنها طالبت بتقديم تغييرات حقيقية في قانون الانتخاب ليصبح أداة لإحداث إصلاح سياسي جاد في البلاد.
ونقلت الوكالة عن عبد اللطيف عربيات رئيس مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين قوله :" نحتاج بشكل ماس إلى قانون انتخابات يؤدي لتشكيل مجلس يمثل إرادة الشعب... المجلس المنتهية ولايته أضر بالسمعة البرلمانية في الأردن وأخفق في القيام بمسؤولياته".
وأقر محللون بأن إخفاق مجلس النواب في القيام بمهامه التشريعية والإشرافية كان أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت جلالة الملك إلى حله.
وأظهرت سلسلة من استطلاعات الرأي أجريت على مدار العام الماضي أن غالبية الأردنيين يعتقدون أن أداء مجلس النواب المنتخب في تشرين ثان/ نوفمبر 2007 لم يكن مرضيا ويجب عدم السماح له بإكمال فترته القانونية ومدتها أربع سنوات.
ويؤكد عربيات أن وجود مجلس جديد يمثل الشعب بشكل حقيقي أمر ضروري لكي تنجح البلاد في مواجهة التحديات التي تتمثل في الفساد وعجز الموازنة غير المسبوق ومؤامرات إسرائيل ضد المملكة.
وقال وزير الداخلية الأسبق سمير الحباشنة إن أحد الأسباب وراء قرار الملك حل مجلس النواب في هذه الفترة الحاسمة يتمثل في "العناد" الذي أظهرته الحكومة المتطرفة الحاكمة حاليا في إسرائيل.
وأشار الحباشنة على وجه التحديد إلى خطوات إسرائيلية تدركها الأردن ودول عربية أخرى على نطاق واسع بأنها تهدف إلى "تهويد" القدس الشرقية. د ب أ