صحيفة العرّاب

الأمن يمنع مرافقي "شريان الحياة 3" من الاعتصام أمام القنصلية المصرية في العقبة

منعت قوات الأمن مرافقي قافلة (شريان الحياة 3) المضربين عن الطعام في يومهم الأول، من الاعتصام أمام القنصلية المصرية في العقبة، بحسب رئيس البعثة الأردنية المرافق للقافلة وائل السقا.

 واضطر بعض الغربيين المشاركين في القافلة الى الاعتصام والوقوف أمام "دوار هيا" لثلاث ساعات، ومن ثم طلب منهم العودة الى مقر تجمع القافلة في مجمع النقابات المهنية، إلا أن بعضهم وبشكل فردي، تجمع أمام القنصلية المصرية، ليشكلوا مجموعة من قرابة 20 شخصا قبل أن تفرقهم مرة أخرى قوات الأمن.
 
 وفرضت القوات الأمنية طوقاً كبيرا من جنود الدرك حول وأمام القنصلية المصرية، لمنع كادر القافلة من الاقتراب والاعتصام أمام القنصلية، في حين ما يزال مرافقو القافلة من الطرف الغربي، مصرين على الإضراب عن الطعام لليوم الثاني على التوالي، والى أن يسمح لهم بالدخول الى الأراضي المصرية من العقبة، وإيصال المساعدات ومواد الإغاثة الى قطاع غزة المحاصر.
 
 وقال بعض المشاركين في القافلة "إننا قطعنا أكثر من 700 ميل لتقديم مواد الإغاثة لقطاع غزة، ولكن تفاجأنا بالموقف المصري"، مضيفين "نحن مصرون على إكمال طريقنا إلى قطاع غزة، ونقول لهم انتظرونا، نحن قادمون إليكم مهما كلف الثمن".
 
 من جهته، قال رئيس القافلة النائب البريطاني جورج غالوي إن "المفاوضات مع المصريين مستمرة منذ وصول القافلة إلى العقبة، من أجل السماح لها بدخول ميناء نويبع المصري القريب من العقبة، لكن ما يزال هناك إصرار من الحكومة المصرية على استقبالنا في ميناء العريش، رغم الوساطة التركية من خلال المبعوث التركي واجتماعه مع القنصل المصري الذي لم يسفر عن أي تقدم".
 
وأضاف أن "الطريق الوحيدة للوصول إلى ميناء العريش هي من خلال سورية، وهذا الأمر صعب في الظروف الحالية، بعد وصولنا للعقبة، حيث تحتاج العودة الى سورية لمبالغ مالية كبيرة، وحوالي خمس سفن لنقل المشاركين والمساعدات، كون ميناء العريش صغيرا جدا، ولا تملك القافلة أجور السفن".
 
إلى ذلك، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في تصريحات للصحافيين في القاهرة أمس، إن "بلاده لن ترضخ"، لما سماه "ضغطا يمارسه عليها المسؤولون على القافلة التي تحمل مساعدات إنسانية لسكان قطاع غزة"، مضيفا أن القافلة "لن تدخل إلى القطاع إلا عبر المسار الذي حددته لها السلطات المصرية".
 
وقال إن "سلطات بلاده ستفتح معبر رفح لعبور القافلة بين الثالث والسادس من كانون الثاني (يناير) المقبل، وستغلقه بعد هذا التاريخ"، مؤكدا على أن القافلة "لن تدخل مرة أخرى مهما أتت بضغوط أو تصورت أنها تأتي بضغوط".
 
وتوجد القافلة حاليا في العقبة، وطلبت من المسؤولين المصريين السماح لها بالعبور من الأراضي المصرية عبر ميناء نويبع، غير أن السلطات المصرية رفضت ذلك، وقالت إنها "أخبرت المنظمين من قبل، أن الميناء المخصص لدخول القافلة هو ميناء العريش".
 
 وأضاف أبو الغيط أنه تم إبلاغ منظمي القافلة بأن "من يرد الدخول إلى مصر فعليه أن يدخل من الباب الذي تحدده له، ولا يحق لأحد أن يقرر من عنده مكان الدخول"، مشيرا إلى أن مصر قررت دخول القافلة من ميناء العريش "تسهيلا لها وحماية لها وتأمينا للبلاد".
 
 واعتبر أن مسيري القافلة التي انطلقت من العاصمة البريطانية لندن في السادس من الشهر الحالي، أرادوا أن تدخل إلى الأراضي المصرية و"تجول وتصيح وتتحرك، وكأن هذه البلاد لا يملكها هذا الشعب العظيم المسمى بالشعب المصري".
 
 وقال أيضا "رددوا أنهم وطبقا لتجربتهم، مارسوا الضغوط على مصر سابقا وأنها قبلت، ولكن هذا غير حقيقي وهذه قراءة خاطئة بالكامل، وبالتأكيد إذا لم يصلوا قبل الثالث من كانون الثاني (يناير) فلن يدخلوا، وإذا ما دخلوا فسوف يخرجون يوم السادس من كانون الثاني (يناير) أو يبقون هناك، إلى أن نقرر متى نفتح البوابة مرة أخرى".
 
 ومن جهته، أكد المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي في تصريحات صحافية أمس على "وجوب تفريغ المساعدات في ميناء العريش، وليس في أي ميناء آخر على هوى المنظمين"، وهو ما يعتبره المسؤولون عن القافلة في حكم المستحيل، لأن ذلك يحتم عليهم الدوران حول شبه جزيرة سيناء وعبور قناة السويس قبل الوصول إلى الساحل المتوسطي.
 
 واقترح المنظمون على السلطات المصرية الإبحار بالقافلة حتى ميناء نويبع، ومن ثم برا إلى العريش وفق أي مسار يحدده المصريون، لكن القاهرة لم تتجاوب مع هذا المطلب، وقال "نحن نعدهم في المستقبل أننا لن نطالب بهذا الاستثناء مرة ثانية".
 
 وقال القنصل المصري بهاء الدين الدسوقي الى "الغد" في تصريح صحافي سابق "تباحثنا مع المبعوث التركي مستشار رئاسة الوزراء التركية حول الحل والبدائل في حال عدم دخول القافلة شريان الحياة عبر ميناء نويبع المصري من العقبة"، مضيفا "أن مفاوضات جارية مع القيادة المصرية حول إمكانية دخول القافلة عبر ميناء نويبع ولغاية مساء أمس، لم تتقدم أي خطوة في اتجاه الحل".
 
 ويثير رفض مصر دخول القافلة إلا عبر ميناء العريش تساؤلات لدى مسؤولين عن القافلة، بخاصة أنه لا يوجد خط بحري بين العقبة وميناء العريش، إضافة لعدم وجود عبارات قادرة على حمل القافلة وما تحويه من مركبات ومساعدات لمسافة طويلة.
 
وكان أعضاء القافلة شاركوا مساء أمس في الاحتفال الكبير الذي نظمته الحركة الإسلامية والنقابات المهنية في العقبة بالذكرى السنوية الأولى للعدوان على قطاع غزة والذي صادف أمس.
 
وشارك في الاحتفال المئات من مختلف فئات المجتمع العقباوي، مطالبين القاهرة بوقف بناء الجدار على الحدود بين القطاع ومصر، وإنهاء الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني في غزة.