تعود مطالبات أهالي بلدة الحصن بالغاء دمج بلديتهم مع بلدية إربد الكبرى لتطفو على السطح مجدَّدا، جرَّاء شكاوى أهالي البلدة المتصلة بالطرق الرئيسة والفرعية التي أصابها الدمار من تنفيذ مشروع الصرف الصحي، حتى إن البعض يؤكد أن أعمال الصيانة لم تطاولها منذ سريان قرار الدمج قبل 9 أعوام.
ويؤكد هؤلاء أن دمج بلديتهم مع بلدية إربد أدى إلى تجيير الخدمات والحصة الأكبر من الموازنة لصالح مدينة إربد، فيما بقيت بلدتهم على حالها منذ 9 أعوام وهي عمر الدمج، منتقدين ما أقدمت عليه بلدية اربد أخيرا، حيث تسلمت مشروع الصرف الصحي، رغم تردي وضع الطرق الفرعية التي تدمرت بنيتها التحتية بفعل أعمال المشروع الذي دام تنفيذه 3 أعوام.
ويقول رئيس مؤسسة إعمار الحصن مازن مرجي إن "شوارع البلدة الرئيسة منها والفرعية لم تجر لها أعمال صيانة منذ حوالي 9 أعوام"، مشيرا إلى أن البلدية تبرِّرُ توانيها عن تصويب أوضاعها بإلقاء المسؤولية على سلطة المياه التي قامت عبر عطاءاتها بتنفيذ مشروع الصرف الصحي، وأن الأخير تسبب بدمار البنية التحتية.
ويبين أن أهالي البلدة ما يزالون ينتظرون من رئيس البلدية تنفيذ وعوده التي أطلقها عقب تسلمه للمشروع، إذ أكد اعتزام البلدية تخصيص جزء من الموازنة لتوفير خلطات إسفلتية لإعادة تعبيد كافة طرق البلدة.
من جانبه، يؤكد رئيس بلدية اربد الكبرى عبدالرؤوف التل أن "شكاوى عديدة حطت على مكتبه من أهالي بلدة الحصن بخصوص تصويب أوضاع الطرق"، لافتا إلى أن "جزءا لا يستهان به من البنية التحتية للطرق تعرض للتدمير بسبب أعمال مشروع الصرف الصحي".
ويؤكد أنه بالرغم من تسلم البلدية للمشروع، إلا أنها تعمل على رصد المواقع التي تضررت، ووقع فيها هبوطات أو تصدعات لمخاطبة الشركات التي نفذت المشروع وإلزامها بالتصويب.
وتابع:"ما يزال هناك ما لا يقل عن 3 أشهر من مدة انتهاء الكفالة التي تلزم تلك الشركات بإجراء أعمال التصويب"، مشيرا إلى أنَّ البلدية تعتزم طرح عطاء بقيمة 4-5 ملايين دينار لتعبيد شوارع في مناطق إربد الكبرى، ومن ضمنها الحصن بخلطة إسفلتية، وأن مساحة العطاء تبلغ مليون متر مربع.
ولفت التل إلى أن "عطاءات مشاريع الصرف الصحي كانت مركزية"، وأنها "تمت من دون تنسيق مسبق مع البلدية". ويذهب إلى أنَّ ذلك تسبَّبَ بوقوع عثرات في تنفيذ المشروع، وهو ما ينبغي أن تلتفت إليه وزارة المياه مستقبلا.
إلى ذلك، يصفُ مرجي حالة الطرق بقوله إن "حالتها يرثى لها"، مشيرا إلى وجود تشققات وتصدعات تتوسطها، فضلا عن أن غالبيتها أصبحت تشكل خطرا على مستخدمي الطرق بسبب وجود الحفر، وعدم جدوى مناهل تصريف مياه الأمطار التي نفذتها البلدية منذ حوالي 6 أعوام.
ويشير إلى أن "كوادر البلدية لا تقوم بدورها في متابعة تسليك المصارف"، لافتا إلى أن غالبية مناهل التصريف الواقعة في المناطق الرئيسة من شوارع البلدة بقيت مغلقة في الشتوة الأخيرة بسبب تراكم الطمم داخلها ما أدى الى تشكل تجمعات وبرك مائية خطرة.
ويؤكد مرجي أن "إهمال البلدية لبلدة الحصن وباقي مناطق لواء بني عبيد متعمد"، مبيِّنا أن "تحسين الخدمات بات مقتصرا على المدينة ذاتها". ويشير إلى أن جزءا كبيرا من إيراداتها وموازنتها يشارك في تنميته لواء بني عبيد، مستدركا أنه لا يلقى تحسنا في الخدمات يوازي الإيرادات التي يحققها.
ويضيف أنه منذ سريان قرار الدمج لم تنفذ أعمال صيانة لطرق البلدة، ولم يتم فتح طرق جديدة، لافتا إلى أنَّ التوسعات التي شهدتها بعض الطرق نفذت بطريقة مخالفة للمواصفات المطلوبة. وينوِّه إلى أنه تمَّ وضع خلطات إسفلتية خفيفة تعرَّضت للتصدع في غضون فترة زمنية قليلة.
وفي السياق ذاته، يؤكد أحد سكان بلدة الحصن إبراهيم فياض أنَّ غالبية الطرق الفرعية للبلدة بحاجة إلى صيانة، مشيرا إلى أنَّ "الأمطار التي هطلت قبل أيام تسببت في تشكل برك مائية كان يصعب تجاوزها بالمركبة".
ويضيف أن "مستخدمي الطرق من أصحاب المركبات كانوا يتفادون المرور بالتجمعات المائية التي تشكلت ما يعرضهم لخطر التصادم"، مشيرا إلى أن حال الطرق "ازداد سوءا بعد انتهاء مشروع الصرف الصحي".
ويبين فياض أن أعطالا تصيب مركبته بسبب تردي حال الطرق، وأنَّ مواطني البلدة يفضلون التوجه إلى مدينة إربد للتسوق لتجنب المرور بطرق البلدة التي وصفها بالهالكة.
ويصف أبو أشرف الشرع، وهو من سكان البلدة، حال البنية التحتية المجاورة للمؤسسة العسكرية والمخازن الممتدة إلى جانبها بأنها "مدمرة وغير مهيأة لاستخدامات المارة أو اصطفاف المركبات"، مشيرا إلى "وجود هبوطات فيها وحفر تتحول إلى برك مع تساقط مياه الأمطار". الغد