أفتى الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأن الجدار الفولاذي الذي تقيمه مصر هذه الأيام على الحدود بينها وبين غزَّة عمل محرَّم شرعاً المقصود به سد كل المنافذ على غزَّة، للزيادة في حصارهم وتجويعهم وإذلالهم والضغط عليهم، حتى يركعوا ويستسلموا لما تريده إسرائيل.
ونقلت صحيفة "الراية" عن بيان للقرضاوي أصدره أمس إن مصر ليست حرَّة في المساعدة على قتل قومها وإخوانها وجيرانها من الفلسطينيين بدعوة السيادة الوطنية على أراضيها.
وتأتي فتوى القرضاوي في الوقت تصاعدت فيه ردود الأفعال على المستويات الفلسطيني والعربي والدولي المنددة بالخطوة التي اتخذتها القيادة المصرية والقاضية ببناء جدار من الفولاذ على الحدود بين الأراضي الفلسطينية ومصر.
وتمحورت ردود الأفعال حول استنكار هذه الخطوة التي اعتبر عددٌ كبيرٌ من المتابعين والمحللين أنها تأتي كخطوةٍ إضافيةٍ تهدف إلى تشديد الحصار على أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني مُحاصَرين في قطاع غزة منذ أكثر من ثلاثة أعوام متواصلة.
حيث اعتبر أستاذ العلوم السياسية ومنسق الحركة المصرية لمواجهة التوريث، الدكتور حسن نافعة، الجدار الفولاذي بأنه عار لاسيما مع دخول وخروج الإسرائيليين من مصر وهو ما يشير إلي عجز فاضح في موازين القوي، علي حد قوله.
ونقلت صحيفة "الدستور" المصرية المستقلة عن نافعة قوله: "الخارجية المصرية قالت إنه جدار من أجل أمن مصر وسيادتها دون أن تفسر ما الفائدة التي ستعود علي الشعب المصري من الناحية الأمنية من ورائه فلا أحد ضد أمن مصر وسيادتها، ولكن عليهم شرح الأمر للناس".
وأعرب نافعة عن اعتقاده بأن مشروع الجدار سيستمر رغم الرفض الشعبي، لأن السلطة لا تقيم اعتباراً لرأي الشعب المصري ولا تعتبره موجوداً من الأساس،
مضيفاً أن هناك خلطاً بين أمن مصر وأمن نظام الحكم الذي يري أن الأهم بالنسبة له هو مشروع التوريث لذلك فإنه يقيم مثل هذه المشروعات الغريبة.
أما عضو البرلمان المصري سعد عبود، فأكد أن هذا الجدار العار معناه ببساطة أن مصر تتساوي مع إسرائيل في حصار الفلسطينيين، مضيفاً أن الشعب الفلسطيني حتي إذا كان لا ينتمي إلي الأمة العربية فإن المفروض علينا مساعدته من الناحية الإنسانية لا أن نحاصره، كما تفعل إسرائيل.
وأضاف: "أن التكنولوجيا المستخدمة في بناء هذا الجدار معناها أنها إملاءات إسرائيلية أمريكية علي الجانب المصري الذي لا يملك هذه التكنولوجيا أصلاً، قائلاً: النظام لابد أن يطيع أمريكا وإسرائيل حتي يمرر مشروع التوريث الذي يحلم به".
وتأتي فتوى القرضاوي أيضا بعد ساعات من كشف صحيفة "الوفد" المصرية المعارضة في عددها الصادر الاحد الحصول على مستندات تؤكد، ان الجدار الفولاذي الذي يقام حاليا على الحدود بين مصر وقطاع غزة، يتم بناؤه على نفقة الحكومة المصرية.
وقالت الصحيفة انها حصلت على شهادات تفيد بقيام جهة مصرية باستيراد الحديد المستخدم في البناء ، ومجموعة الفولاذ عبارة عن 3 قطع يبلغ وزنها 16 طنا.
كما تبين استيراد الفولاذ المستخدم من روسيا، حيث تم انتاجه في أكبر شركات الحديد في العالم " المجموعة الروسية للفولاذ- ايفراز"، والتي تقوم بتوريد الحديد لالولايات المتحدة الامريكية ويمتلكها المياردير الروسي ابراموفيتش صالحب نادي تشيلسي الانجليزي.
يذكر ان صحيفة "الشروق" المصرية المستقلة كانت قد ذكرت في عدد سابق لها أن الألواح المستخدمة في إنشاء الجدار صنعت فى الولايات المتحدة ووصلت عبر أحد الموانئ المصرية، وهى من الصلب المعالج الذى تم اختبار تفجيره بالديناميت.
وقالت ان هذه الألواح يتم دقها عبر آلات ضخمة تحدد مقاييسها بالليزر، ثم سيتم لصقها معا بطريقة "العاشق والمعشوق" على غرار الجدار الحديدى الذى أنشأته إسرائيل على الحدود بين قطاع غزة ومصر وقامت الفصائل الفلسطينية بهدمه فى يناير 2008 ولم تتمكن الفصائل الفلسطينية حينها من تدميره بالمتفجرات وقاموا بقصه من أسفل بلهيب أنابيب الأكسجين.
في هذه الأثناء، دعا رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة إسماعيل هنية الرئيس المصري حسني مبارك إلى وقف بناء الجدار الفولاذي على الحدود.
وجدد هنية دعوته في خطاب له مساء أمس بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لحرب غزة الى المصالحة والوفاق والاتفاق، مشيراً الى انه لايوجد طريق آخر أمام الفلسطينيين سوى طريق المصالحة والشراكة السياسية.