يشكو مواطنون من فشل وانقطاع إتمام المكالمات الخلوية بشكل متكرر ما يسبب الإزعاج لطرفي الاتصال سواء كانوا على الشبكة نفسها او شبكات اخرى.
وتسألوا عن التكلفة الضائعة عليهم جراء انقطاع الاتصال الأمر الذي يدفعهم لإجراء المكالمة عدة مرات ودفع أضعاف تكلفة الاتصال العادية, داعين الجهة الحكومية المخولة بالرقابة على أداء شركات الاتصالات الخلوية بالحفاظ على حقوقهم.
ويرى المواطنون ان أداء وجودة الاتصالات تتراجع, بدلا من ان تستفيد من التقدم التقني, إلى العهد الذي كان إجراء المكالمة فيه يحتاج إلى التجربة أكثر من مرة, محملين المسؤولية إلى المشغلين الذين أصبح همهم التنافس على حساب الجودة.
هيئة تنظيم قطاع الاتصالات أكدت في ردها على استفسارات العرب اليوم ان النسب الإجمالية لشبكات الاتصالات الخلوية لمؤشر المكالمات الفاشلة كان بحدود (0.6 بالمئة) مع نهاية عام 2007 وقد تحسّن هذا المؤشر لتصل قيمته الإجمالية الى (0.55 بالمئة) مع نهاية النصف الأول من العام الحالي ,2009 مع العلم بأن العديد من دول العالم قد وضعت حدوداً مرجعية متفاوتة لهذا المؤشر حيث تراوحت القيم المرجعية لهذا المؤشر من (0.8 بالمئة) ولغاية (5 بالمئة).
المواطن جهاد محسن أكد ان المكالمة أصبحت تحتاج إلى إعادة الاتصال أكثر من 3 مرات أحيانا, مشيرا ان فشل المكالمات في مواسم الأعياد أصبح حالة عادية لكن الجديد انها أصبحت جميع الأوقات أشبه بأوقات الأعياد لشبكات الاتصال.
أما المواطن علي حسن أوضح ان انخفاض أسعار المكالمات كان مصحوبا بانخفاض في جودة الاتصال, مضيفا ان المواطن هو الذي يتكبد خسارة الاتصال.
المواطنة صباح البيطار ردت على استفسارات العرب اليوم بان المواطن أمام خيارات محدودة عند الاتصال بجهة اخرى, إما ان يكون المتصل به خارج التغطية او خارج الخدمة او غير متاح او ان جميع المكالمات في الجهة المتصل بها مشغولة يرجى المحاولة فيما بعد.
وكان وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابق المهندس باسم الروسان قد دعا في مقابلة مع العرب اليوم الى ضرورة ان ترتبط العروض التي تقدمها شركات الاتصالات بالجودة. داعيا ان لا يكون تخفيض الأسعار على حساب جودة الخدمات المقدمة للمواطن المشترك. مشيرا ان شبكات الاتصال شهدت خلال الأسابيع الماضية بعضا من المشاكل.
من جانبها أوضحت الهيئة في ردها انها تقوم وبشكل مستمر بمراقبة مؤشرات الأداء المختلفة لجميع المرخصين الذين يقومون بتقديم خدمات الاتصالات المختلفة في السوق الأردني, ومتابعة النتائج التي تتوصل إليها, وستقوم الهيئة بالإعلان عن نتائج جودة خدمات الاتصالات المتنقلة في الربع الاول من العام المقبل ليتسنى للمشترك التعرف على مستويات الجودة وتحفيز شركات الاتصالات المرخصة على الاستثمار في جودة الخدمات التي تقدمها.
ودعت الهيئة المواطنين المشتركين في حال وجود أي شكوى التواصل معهم عبر الرقم المجاني (080022313), حيث يتم التعامل مع الشكاوى والتأكد من دقتها وتبلغها للشركة المعنية وتعمل مع الشركات على وضع حلول لتلك المشاكل, علماً بأن بعض الشكاوى تتعلق بالتغطية أحياناً, الأمر الذي يتطلب وقتاً ليس بالقصير لتقوية البث في المناطق المختلفة أو رفع القدرات الاستيعابية والتشغيلية للمحطات المنشأة سابقاً.
وأكدت الهيئة ان عنصري الجودة والسعر هما من أهم العناصر المستخدمة لتقييم الخدمة وهما مرتبطان معاً بشكل وثيق, وأن توفير مستوى جودة معين يتطلب رصد تكلفة مكافئة لتحقيقه, ولكن هناك نقطة تتطلع جميع الشركات لتحقيقها وهي ان يتم تقديم الخدمة فيها بمستوى يحقق رضا الزبون وبسعر منافس بنفس الوقت, وتقوم التنافسية في سوق الاتصالات الأردني بدفع الشركات العاملة لتحقيق جزء من ذلك الهدف, هذا من جانب ومن جانب اخر فإن الهيئة قد اعتمدت تعليمات تطبيق الإطار التنظيمي لمراقبة الجودة, وتُعنى هذه التعليمات بمراقبة جودة خدمات الاتصالات التي تقدمها شركات الاتصالات المرخصة لزبائنها, وأحد أهم أهدافها هو ضمان جودة خدمات الاتصالات من وجهة نظر المستخدم النهائي.
وتقوم الهيئة بمتابعة أداء مرخصي الاتصالات من خلال تقارير دورية مبنية على مؤشرات الأداء المعتمدة ضمن هذه التعليمات حيث تقوم بتحليلها وبحثها مع شركات الاتصالات المعنية وتقف على أسباب ومبررات النتائج التي تحققها الشركات والتي يتم عكسها في تقارير الجودة التي تصل الى الهيئة بشكل مستمر.
من جانبها بينت شركة زين ان عامي 2008-2009 شهدا طرح عروض مميزة جدا من قبل زين محليا وعلى مستوى المجموعة, الأمر الذي ساهم في نمو قاعدة زبائنها بنسبة تقارب 25 بالمئة.
وأوضحت الشركة في ردها على استفسارات العرب اليوم ان العروض التي طرحت لم تكن على نوعية وجودة الخدمات سواء الصوتية منها او الخدمات المضافة, حيث قامت زين وبالتزامن مع إطلاق العروض بتخصيص أكثر من 100 مليون دينار في توسعة وتحديث شبكتها خلال العامين الماضيين, كما ستستثمر الشركة خلال العام المقبل مبلغ 100 مليون دينار لإعادة بناء الشبكة بشكل كامل وزيادة كفاءتها.
وأضافت ان العروض التي تم إطلاقها والتي تتضمن مكالمات مجانية وتعرفات بتكلفة مخفضة, تسببت بازدياد كثافة وحجم المكالمات التي تتم عبر الشبكة وبالتالي ساهم في زيادة الضغط على الشبكة, حيث تتعامل شبكة زين الاردن مع حوالي 40 مليون مكالمة يوميا مقارنة مع 30 مليون مكالمة خلال عام ,2007 كما بلغت نسبة المكالمات غير الناجحة 0.5 بالمئة أي لكل عشرة آلاف مكالمة يوجد خمسون مكالمة مسجلة, مرتفعة طفيفة عن معدلها مقارنة مع عام ,2007 وذلك بالنظر الى حجم الازدياد في عدد المكالمات التي يتم التعامل معها والتي بلغت زيادتها 10 ملايين مكالمة يوميا, مشيرة ان هذه النسبة تعد أقل بكثير عن النسبة العالمية والبالغة 1 بالمئة. أي مئة مكالمة غير ناجحة لكل عشرة آلاف مكالمة, حيث تتوزع هذه النسبة على مختلف مناطق المملكة تزيد بنسبة طفيفة في المناطق النائية والبعيدة عن مراكز المدن مع بقائها أقل بكثير من النسبة العالمية.
واشارت زين ان لديها حوالي 1400 موقع في جميع أنحاء المملكة, و10 مقاسم رئيسية, كما يقوم فريق متخصص من مهندسي الشبكة وبشكل يومي, بإجراء اختبارات لقياس كفاءة الشبكة في التعامل مع المكالمات والتي تثبت أن مؤشر نسبة نجاح إجراء المكالمات من المحاولة الأولى ضمن المقاييس العالمية التي تحرص الشركة على التقيد بها.
وبحسب الاحصاءات الصادرة عن الهيئة للربع الثالث من عام ,2009 بلغ عدد مشتركي خدمات الهواتف المتنقلة في المملكة ما يزيد على ستة ملايين مشترك وبنسبة انتشار بلغت 101 بالمئة, فيما تجاوز عدد مستخدمي خدمة الانترنت 1.6 مليون مشترك وبنسبة انتشار بلغت 28 بالمئة, أما عدد المشتركين فقد بلغ حوالي ربع مليون مشترك.