اصبح الكثير من الشباب الاردني يتعاطى الحشيش كنوع من انواع الموضة ، او حتى للبحث عن "المزاج الحلو" كما يسمونه ، والغريب بالامر انهم يتبادلون احاديث بأن هذا المخدر غير مضر ولا يؤدي الى الادمان بل هو مسألة اعطاء جو جميل وترفيه عن النفس ، ولكن الاصح ان هذا السم لا تظهر اعراضه الا في المستقبل اذ انه يصيب الدماغ بالضمور والهلوسات ، ومن هذا الباب انطلقت مع بعض هؤلاء الذين اعتادوا تعاطي الحشيش لأعاين بنفسي ممارساتهم هذه ، فلاحظت ان هناك من يروج لهذا المنتج بين فئة الشباب الذكور منهم والاناث على حد سواء ، ويستخدم هؤلاء لغة تكثر فيها الرموز والبعد عن المعاني المتعارف عليها ، مثل استخدامهم كلمة "صاروخ"وهم يقصدون بها السيجارة التي تحتوي على الحشيش ، و" فجّر" بمعنى اولع هذه السيجارة ودخنها و"منلوق" أي لم يعد يستطيع الكلام من الحشيش ، او "مسطول" او "اخذته الحشيش" أي انه لم يعد يميز لأن الحشيش اضعفت ادراكه .
تعاطي وترويج
وفي احد الاماكن المغلقة التف هؤلاء الشباب والحذر يلفهم من ان يراهم احد ، فاغلقوا النوافذ حتى يكون تأثير الحشيش اكثر ثم بدأوا بلف "صواريخهم" لتدخينها ، وكان منهم من يفضل الحشيش على الارجيلة ، وشيئا فشيئا بدأ الضحك بدون سبب وبدأ البعض منهم يتكلم بكلام غير مفهوم ، واصبحت الغرفة مليئة بالدخان ، وعندها انتهزت الفرصة واخرجت هاتفي وبدأت بتصويرهم ، والغريب ان احدا لم يسألني لماذا اصور ، مع انهم يعرفون اني صحفي ، وقبل مغادرتنا لهذا المكان قام صاحب البيت بأحضار "لبن مخيض" وهو يقول ان اللبن يخرجهم من حالتهم اللاطبيعية ، وحين فتحت النوافذ بدأت اسألهم عن الحشيش وتاثيراته ، وقد اجاب احدهم بان الحشيش ليس ممنوعا في كثير من الدول الاجنبية ، مثل هولندا وامريكا ، وان معظم الحشيش يأتينا من لبنان حيث يزرع هناك بكثرة ، اما في الاردن فسمى لي هذا الشاب اسم منطقة يزرع فيها الحشيش ، ثم قال: إن الحشيش غير مضر ولا يدمن عليه الانسان مثله مثل الدخان او المعسل .
اما الثاني فقال: ان اجمل ما في الدنيا هو الحشيش على حد تعبيره . واضاف انها تجعل الانسان يظهر على طبيعته المسجلة في دماغه الباطن ، واضاف انه جديد بالتعاطي ، وعبر عن استغرابه لحياته في السابق بدونه ، ولكنه شكا من ان الحشيشة مكلفة وسعرها مرتفع لأن الدولة تمنعها ، اما صديقي الذي قادني الى هذه المجموعة وهو غير متعاطْ كان له رأي آخر حيث قال: الغريب اننا طلاب في الجامعات ، ولا اعرف من اين يحصل هؤلاء على الاموال لشراء الحشيش ، واضاف : كنت الاحظ عليهم في مرات عديدة انهم يتعاطون المخدرات ، فهذا كان واضحا من تصرفاتهم الغبية و الهالات السوداء الموجودة تحت اعينهم بالإضافة للرجفة التي كنت الاحظها في ايديهم ، واكد مختتما كلامه ان هؤلاء الشباب هم ضحية لأستغلال احد المروجين داخل الجامعه .
ولمتابعة الموضوع طلبت من احد المتعاطين ان يوصلني "للبائع" لأنني اريد ان اشتري منه الحشيش ، وقد اتصل المتعاطي "بالمروج" ليخبره بما طلبت منه الا ان "المروج" رفض تماما مقابلتي ، وقال للمتعاطي على الهاتف انا لا ابيع لأحد غيرك ، وايضا ذكر لي صديقي ان احد الفتيات في الجامعة تبيع الحشيش في حمام البنات ولا احد يعرفها لأنها ترتدي نقابا ، وحاولت ان ابعث احد الفتيات لتصويرها داخل الحمام ولكن لم تجدها هناك فهي لاتتواجد دائما ، ولا تبيع بدون سابق معرفة للشخص المشتري .اما آخر الاشخاص الذين تحدثت معهم فبدأ يشرح لي عن انواع الحشيش وقال: أوراق الحشيش معروفة باسم "الماريجوانا" ، ويتم لف أوراق الماريجوانا وتدخينها ، أما زهرة الحشيش أو ثمرة الحشيش فإنه يتم تصنيعها بطرق متقدمة لتُنتج مادة تشبه الطين اللين ، وكذلك يُعصر الحشيش (ثمرة الحشيش) حيث يستخرج منه زيت الحشيش ويُستخدم في أغراضْ كثيرة ، ومن استخداماته علاج الشعر ، ولكن سعر زيت الحشيش مرتفع جدا ، والحشيش المُصنع والذي يُستخدم للتدخين هو أكثر أنواع الحشيش استخداماً حيث يتم خلطه مع التبغ و يتم تدخينه عن طريق لفه مع السجاير أو مع الأرجيلة ، واضاف ان الحشيش ليس كما يظن الناس بأنه ليس له أضرار و أنه لا يؤدي الى الادمان عليه .. فهذا خطأ شائع حتى بين المتعلمين والمثقفين ، حيث يرّوج البعض بأن الحشيش يُساعد على الإبداع ويوسع الخيال ما يدفع بعض المثقفين الى تدخين الحشيش ، وهذه أيضاً شائعة غير صحيحة. فالحشيش مادة مخدرة تؤثر على الدماغ بشكل كبير ، و تعاطي الحشيش لسنواتْ طويلة يؤدي إلى ضمور في الدماغ والإضرار بالوظائف العقلية للمدمن على الحشيش ، ويضيف هذا الشاب بأن هذه اول مرة يتعاطى فيها هذه المادة الخطرة ، ويؤكد انه لن يعود لتعاطيها ابدا وان كل ما في الأمر انه اراد تجريبها فقط ، واضاف ان الحشيش انواع من حيث اللون فمنه الحشيش الاشقر ، ومنه الاسود والذي يكون مثل المعجون ، وهذا في اصله حشيش ولكنه فسد بفعل الطبيعة والظروف الجوية ، فتم خلطه بمواد كالحناء والبيرة وجوزة الطيب ومواد اخرى ، وهناك الحشيش الاحمر وهو مثل الاسود الا انه يحتوي على القليل من مخدر الهروين وهذا نادر بالاردن لأرتفاع سعره وقوة تأثيره على المتعاطي .
لا تعتبر ظاهرة
ومن جهة اخرى اوضح مدير دائرة مكافحة المخدرات السابق العميد طايل المجالي : ان ما يدفع الشباب لتعاطي الحشيش هو الفضول وتجربة الاحساس لهذه المادة المضرة وقال :لكن نحن بالمملكة لم نصل لحدود الظاهرة ، وتوجد بعض حالات التعاطي الفردية المسيطر عليها ، واضاف المجالي لا توجد زراعة للحشيش بالاردن بتاتا ، واي حديث لوجود زراعة لهذه المادة بالمملكة ينم عن جهل القائل لأن كل اراضي المملكة مراقبة بوسائل متطورة لا تخطئ مثل الاقمار الصناعية ، اذ يوجد تعاون بين دول العالم لمكافحة المخدرات كافة ، وقال المجالي: اوصي ابنائي الشباب بانه لا تجربة ولا فضول بالمخدرات .
لا وجود لمزارع حشيش
ومن جهة اخرى اوضح مدير دائرة المخدرات العقيد مهند العطار بالانابة :بانه لا يوجد مزارع حشيش في الاردن واذا وجدت فهى ليست تجارية وانما فردية بمعنى ان يزرع احد المتعاطين امام بيته او داخله عددا قليلا من نبتات الحشيش لاستهلاكه وليس للتجارة.
واضاف : ان تعاطي المخدرات بشكل عام لم يشكل ظاهرة في الاردن ، ولكن يجب ألا ننتظر حتى تصبح ظاهرة ، اذ ان دورنا هو مكافحة هذه الآفة قبل انتشارها ، واضاف العطار ان دوافع الشباب نحو المخدرات تكمن في رفقاء السوء ثم الفضول لدى هذه الفئة وايضا المال الزائد عن حاجتهم. وزاد العطار انصح ابنائي الشباب البعد عن رفقاء السوء . الدستور – محمد الشوابكة