لم تتمكن احدى الامهات الاردنيات من توفير علاج لطفلها البالغ من العمر -6 - سنوات لانه غير خاضع للتامين الصحي الحكومي او في القطاع الخاص كونه لا يحمل الجنسية الأردنية ، واخريات يعانين من مشاكل توفير الاقامة ، و التعليم لابنائهن .
قضية تتكرر يوميا فتقف الامهات الاردنيات المتزوجات من غير اردنيين عاجزات امام اطفالهن لاسباب تتعلق بجنسية الزوج .... لكن اللافت للأنتباه هو الزيادة الملحوظة في اقبال الفتيات الاردنيات على الزواج من جنسيات عربية متعددة و الانتقال للعيش خارج الاردن .
وكشفت دراسة اجتماعية حديثة ان ثلاثة الاف وستمائة امراة اردنية تزوجن خلال العام الماضي من 36 جنسية غير اردنية ، منها ( 16) عربية و (20) اجنبية .
وقال استاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور حسين الخزاعي الذي اعد الدراسة استنادا الى سجلات القيود المدنية ان هذه الارقام تعني ان ما نسبته 6% من النساء الاردنيات يتزوجن رجالا غير اردنيين ومن جنسيات متعددة كاشفا ان هذه الظاهرة جديدة ولم تشهد سجلات الزواج هذا الامر من قبل .
وعزا الدكتور الخزاعي اسباب تسجيل واقعات الزواج هذه لغير الأردنيين برغبة الفتاة الاردنية بالزواج وخوفها من ان يفوتها قطار الزواج - كما يطلقون عليه - دون ان تستطيع اللحاق به .
مضيفا انه لا بد من الاعتراف بان الانفتاح على العالم الخارجي و الحضارات الاخرى وتغيير نمط العادات و التقاليد ادى الى قبول اسر الفتيات لفكرة زواج بناتهن من غير الأردنيين بالرغم من ضرورة الانتباه لبعض جوانب هذه الخطوة وان كانت في مجملها تساعد الفتاة على الزواج وتوفر لها حياة اسرية مستقلة .
واكد الخزاعي على اهمية الزواج من الناحية الاجتماعية بالنسبة للفتاة التي من خلاله تحاول الشعور بالاستقلالية وبكيانها وبامومتها لكنه لافتا في ذات الوقت الا ان عدم الزواج يجب ان لا يعني نهاية الحياة فهناك بدائل كثيرة بالحياة تستطيع من خلالها المراة الشعور بذاتها وكيانها من خلال العمل و النجاح .
ويرى الخزاعي ان زواج الفتيات الاردنيات بغير الأردنيين قد يسهم في تعريض المراة واطفالها الى اعباء جديدة تتعلق بعدم قدرة المراة على توفير ما يحتاجه طفلها من خدمات في بلدها خاصة و ان الاطفال يتبعون اباءهم في جنسياتهم .
وفي هذا الجانب هناك مئات القصص لاطفال لا يستطيعون ان يحصلوا على علاج او اعفاءات بسبب كونهم غير اردنيين ... الا انه تبعا للخزاعي فان المراة يجب ان تكون مدركة لقرار زواجها خاصة ان جاء الزواج لرجل من جنسية غير اردنية كونها ستدخل على حياة جديدة بمفاهيم وعادات قد تختلف عن حياتها وطبيعتها.
ولكن السؤال امام تسجيل هذه الاعداد للزواج بغير الأردنيين هل السبب في اقدام الفتاة الاردنية على الزواج بغير الاردني سببه عائد على انخفاض نسب الزواج وعدم اقبال الشباب بسبب صعوبات الحياة للزواج كونها خطوة تحتاج الى تكاليف مالية ليست بمتناول اغلب الشباب في الوقت الحاضر ؟
في هذا المجال يؤكد الدكتور الخزاعي انه لا توجد مشكلة تاخر الزواج في الاردن فهناك حالات زواج عديدة خاصة و ان السن المتوقع للزواج بالوقت الحالي بالنسبة للفتاة ( 27 ) عاما و (31) عاما للذكور مشيرا الى ان فكر الشباب قد تغير مما يعني ان تاخر الزواج لما بعد سن - 27 - عاما قد يؤدي بالفتاة إلى القبول بالزواج من غير الاردني .
واكد الخزاعي ان الزواج بغير الأردنيين وإقبال الشباب من الجنسيات الاخرى على الزواج بالفتاة الاردنية يعكس مدى السمعة الطيبة التي تتمتع بها الفتاة الاردنية والتي تتحلى بميزات كثيرة اصبحت جذابة للأخرين لتكوين اسرة .
و يشير الى انه بالرغم من تبعات هذه الخطوة الى انها تسير سبل الزواج للعديد من الفتيات اللواتي يخترن مثل هذا الخيار على اعتبار انه الافضل .... ومن يدري فبلوغ السعادة في الحياة و الشعور بالرضا النفسي و الحياتي قد لا يقف عند ابواب الشباب الاردني فقط وان كان يبقى الخيار الاكثر استقرارا و الحامل بطياته شعورا بالامن النفسي للفتاة الاردنية . الرأي