يبدو أن عقلية المحتال ليست عاجزة عن ابتداع وسائل جديدة للاحتيال. فالضحية سيدة أوهمها شاب أنه رجل أمن عام رغم أنه لا يلبس زي الشرطة لكنه برع بأسلوب سينمائي في إتقان شخصية الشرطي التي اقنعت السيدة وجعلتها تطمئن له.. لدرجة أن مركبتها سرقت أمام نظرها.
يوم الأربعاء الماضي، كانت الضحية تحاول ركن سيارتها في كراج لإحدى المولات، عندما استوقفها شاب عشريني وبادرها بلغة واثقة عن سبب استخدامها للموبايل أثناء قيادتها للمركبة وهو بحسب القانون يعد مخالفة صريحة.
ارتباك السيدة جعلها لا تنتبه إلى أن من يتحدث معها ليس شرطيا، خصوصا وأنها تؤكد أنها لاحظت كيف كان الشاب، الذي سيتضح فيما بعد انه من أرباب السوابق، ينظم حركة دخول وخروج المركبات من والى كراج المول.
هذا المحتال المتقمص لشخصية الشرطي، والذي درس دوره بعناية فائقة، كان على دراية بأسلوب رجال الأمن لدرجة أنه استخدم هاتفه النقال غير مرة موهما السيدة انه'' فعلا'' من رجال الأمن العام كون الأسلوب الذي تحدث به أوحى للسيدة انه على دراية بما يفعل.
الهاتف يرن
أول اتصال تلقاه الشاب كان أثناء إيقافه لضحيته في كراج المول، حيث تعمد أن يسمع السيدة الحوار الذي يدور بينه وبين المتصل.
تقول السيدة أن الشاب ابلغ المتصل به انه ''سيتوجه فورا إلى مكان الدورية''، ما عزز من قناعتها أنها أمام شرطي.
بعد أن تأكد للمحتال أن السيدة صارت مطمئنة له وأنها مقتنعة أنها تتعامل مع رجل أمن، بادرها بطلب أن تقله إلى مكان الدورية التي أكد انه'' ليس قريبا''.
الضحية تساعد الجاني
ثقة السيدة بالشاب دفعتها إلى أن تقبل في أن تقله وتوصله إلى غايته ''مكان الدورية'' لدرجة أنها نسيت أن تسأله عن مكانها.
هنا صعد الشاب إلى المركبة وبدأت رحلة البحث عن الدورية المزعومة التي اتضح أنها وسيلة لاستدراجها إلى مكان يستطيع فيه أن يرتكب جريمته.
أثناء السير، لم ينس الجاني أن يمارس ما يتقنه - تقمص شخصية الشرطي- فبدا في إجراء المزيد من المكالمات مع أشخاص وهميين بأسلوب أفهم السيدة انه رجل امن إذ تؤكد أن '' من طريقة حديثه زادت قناعتها انه رجل امن وان زملاءه بانتظاره في مكان بعيد وانه بالطريق إليهم'' .
الوصول إلى الجيزة
تؤكد السيدة، في إفادتها في المركز الأمني، ان الشاب استطاع إقناعها ''بطريقته التمثيلية إلى ان أوصلها إلى منطقة الجيزة بعد جسر المطار حيث طلب منها في تلك المنطقة ان يقود المركبة خوفا على سلامتها حيث ان المنطقة كانت تشهد غبارا كثيفا والرؤية شبه معدومة''.
لكن بعد نزولهما من المركبة لاستبدال المراكز ''تمكن من الصعود بالمركبة بسرعة قبل ان تصعد هي ..ليتركها ويولي هاربا''ـ تضيف السيدة .
نهاية غير سعيدة
إلا ان الجاني الذي بدأ متمكنا من جريمته، لم يكتب له النجاح في إتمام جريمته والإفلات من قبضة رجال الأمن.
فقد قال مصدر امني - فضل عدم ذكر اسمه - انه تم إلقاء القبض على الشاب في منطقة القطرانة''.
وتبين- بحسب المصدر - انه من أرباب السوابق في سرقة السيارات والخلويات وعليه قيود جرمية أخرى''.الرأي