على مقربة من سحب الدخان السوداء التي ارتفعت في السماء نتيجة للقصف الاسرائيلي للمنطقة الحدودية لغزة صباح اليوم الخميس، اعتصم وفد مبادرة "مثقفون اردنيون من اجل غزة" امام البوابة الخارجية لمعبر رفح الحدودي بعد ان نجحوا في الوصول اليه ولكن منعوا لليوم الثاني على التوالي من دخوله او العبور الى داخل قطاع غزة المحاصر باحكام.
وحسب القائمين على المبادرة فان نفس العذر الذي استخدم يوم امس لايقاف الوفد قبل الوصول الى مدينة رفح، كان هو المستخدم اليوم لمنعهم من دخول مبنى المعبر الحدودي او التوجه الى غزة: عدم الحصول على كتاب "تسهيل مرور" من السفارة الاردنية في القاهرة.
وفي اتصال اجراه منسق المبادرة الدكتور هشام البستاني مع السفير الاردني في القاهرة الدكتور هاني الملقي، اوضح السفير ان لديه تعليمات مشددة جدا من قبل الخارجية المصرية بعدم اصدار اي كتاب تسهيل مرور لأي كان من الافراد او الوفود الراغبين بالدخول الى غزة، وأن اي كتاب مثل هذا لم يصدر عن السفارة منذ تاريخ 3/2/2009. وبالتالي فمن المستحيل الحصول على مثل هذا الكتاب.
وفود أخرى على المعبرتمنع من الدخول لنفس الاسباب. فأمام مبنى المعبر يتواجد بشكل يومي وفود من ماليزيا وفرنسا وبريطانيا على أمل السماح بالدخول دون طائل، والسبب المعطى في كل الحالات هو "عدم توفر كتاب تسهيل مرور" من قبل سفارة البلد المعني. ولكن حتى اولئك الحاصلين على مثل هذا الكتاب لا يدخلون، فهناك فريق انتاج تلفزيوني اردني يحمل كتاب تسهيل مرور ممنوع من الدخول منذ خمسة وعشرين يوماَ، وهناك بعض الفرنسيين يحملون مثل هذا الكتاب، لكن المنع يشملهم أيضا.
مصادر مبادرة "مثقفون اردنيون من اجل غزة" رأت ان هناك توافقاً حكومياً بين الحكومة المصرية وحكومات الدول الاخرى لعزل قطاع غزة بالكامل عن اي تواصل حقيقي وجسدي مع العالم الخارجي، فضباط المعبر يقولون ان لا مانع لديهم من دخول الوفود التضامنية والانسانية شرط الحصول على كتاب تسهيل مرور من سفارات الدول المعنية، والسفارات تقول ان لديها تعليمات مشددة من قبل الخارجية المصرية بعدم اعطاء اية كتب من هذا النوع أو تعطي كتبا لا تأثير لها، وتضيع الوفود بين الجهتين. عمان نت