واصلت أسعار اللحوم البلدية ارتفاعها في السوق المحلية خلال الأيام الماضية، إذ تراوح سعر كيلو اللحوم البلدية أمس بين 9 و10 دنانير مقارنة بـ8.5 دينار وبارتفاع تراوح بين 11 و17%.
وعزا تجار ارتفاع أسعار اللحوم البلدية الى تراجع حجم المعروض منها في السوق المحلية جراء ارتفاع كميات الأغنام الحية المصدرة الى الخارج.
وتراوحت أسعار اللحوم المستوردة (الاسترالي ودبي والسوداني) بين 5.5 و6 دنانير، وذلك حسب الجودة.
وأكد تاجر اللحوم محمود الحلبي أن تصدير الأغنام الحية إلى السعودية وقطر بكميات كبيرة خفض حجم المعروض من الأغنام المذبوحة في السوق المحلية، وبالتالي رفع من أسعار اللحوم البلدية.
وبين الحلبي أن استمرار فتح باب تصدير الاغنام بكميات كبيرة الى الخارج خلال الفترة المقبلة سيرفع أسعار الأغنام الحية والمذبوحة في السوق المحلية، مشيرا الى أن "التاجر الذي كان يذبح 20 خاروفا سابقا، أصبح حاليا يذبح 3 الى 4 خراف، الامر الذي زاد من أسعار اللحوم البلدية".
وأشار الحلبي إلى أن عامل العرض والطلب يؤثر بشكل كبير على أسعار اللحوم البلدية، لافتا الى أن سوء الأوضاع الاقتصادية وضعف قدرة المواطنين الشرائية وارتفاع أسعار المواد والسلع الأساسية جعلت الكثير من المواطنين يتخلون عن أكل اللحوم الحمراء، الامر الذي قلل من إقبال المواطنين على الشراء وتحديدا خلال الفترة الحالية التي تشهد ارتفاعا في الأسعار.
وحول أسعار اللحوم المستوردة، قال الحلبي إنه ومقارنة بالأسبوع الماضي، ما تزال أسعار اللحوم المستوردة محافظة على ارتفاعها جراء زيادة أسعارها من بلد المنشأ، بحسب ما يقوله مستوردو لحوم، لافتا الى أن هنالك تجارا يتحكمون في أسعار اللحوم المستوردة من خلال توريد كميات بأقل من حاجة السوق لغاية التحكم بالأسعار.
وقال صاحب إحدى الملاحم سمير المصري، إن فتح باب التصدير إلى الخارج قلل من كمية الأغنام الموجودة في السوق المحلية، وبالتالي انعكس على أسعار اللحوم البلدية التي ارتفعت دينارا للكيلو الواحد.
ولفت المصري الى أن ارتفاع أسعار اللحوم المستوردة وقربها من أسعار البلدية أسهم برفع التجار لأسعار اللحوم البلدية.
مربي وتاجر الاغنام أحمد أبو يحيى أكد ارتفاع أسعار الاغنام الحية في السوق المحلية خلال الفترة الحالية جراء زيادة حجم التصدير الى كل من السعودية وقطر، ما أسهم في انخفاض كميات الاغنام المذبوحة في السوق.
وأشار أبو يحيى الى قيام بعض تجار الأغنام بتأجيل بيعهم لكميات من الأغنام الى حين تشهد السوق تراجعا بكمية العرض ليتحكموا بالسعر.
وارتفع سعر الأغنام الحية في السوق المحلية أمس، إذ بلغ سعر الذبيحة التي تزن 35 الى 40 كغم 180 دينارا مقارنة بـ150 دينارا خلال الأسابيع الماضية بارتفاع قدره 20%، بحسب تجار.
وبين أبو يحيى أن إيجاد الحكومة بديلا للحوم البلدية سيهبط بأسعارها في السوق المحلية، مشيرا الى أن فتح باب استيراد الاغنام من سورية لقرب جودتها من اللحوم البلدية وعرضها بأسعار متدنية يجبر تجار اللحوم البلدية على تخفيض الأسعار ويحفز المواطنين على الإقبال على شرائها.
وكان مساعد الأمين العام ومسؤول الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة ناصر الحوامدة أكد لـ"الغد" أن الارتفاع في أسعار اللحوم البلدية في السوق المحلية ناتج عن ارتفاع في تكاليف تربية الأغنام وأنه لا علاقة للكميات المصدرة من الأغنام بارتفاع أسعار اللحوم البلدية.
وبين الحوامدة أن الكميات المصدرة من الأغنام والخراف الى الخارج لم تؤثر على أسعار اللحوم البلدية في السوق وأن هذه الكميات ذات مواصفات خاصة بشروط التصدير، مشيرا الى أنه لم تتجاوز أعداد الأغنام والخراف المصدرة الى الخارج 60 ألف رأس العام الماضي، وأن أوزانها لا تقل عن 50 كغم وهي مخصصة لغايات التصدير كون الأسواق التقليدية المستوردة من الخراف والأغنام الأردنية تتطلب أوزانا ثقيلة، وهي تساعد على تحقيق عوائد ربحية مجزية لمربي الثروة الحيوانية.
ويشار الى أن كميات الأغنام المذبوحة في السوق المحلية العام الماضي بلغت 1.5 مليون ذبيحة، وهي كمية تكفي احتياجات الطلب في السوق المحلية، وأن تصدير 60 ألف رأس لا يؤثر على أسعار الأغنام واللحوم البلدية في السوق المحلية، بحسب الحوامدة.