أعرب طلبة وأولياء أمورهم عن استيائهم من فرض ضرائب وغرامات تأخير على دفع الرسوم التي تتخذها ادارات الجامعات الحكومية والخاصة بين الفصلين الدراسيين, وأشار أولياء الامور أن ادارات الجامعات الحكومية تفرض مبلغ (15) دينارا على كل طالب يتأخر عن تسديد أقساط الفصل الدراسي, فيما تفرض الجامعات الخاصة مبلغ 20 دينارا عن كل تأخير عن الدفع.
وبينوا أن الجامعات تنتهج أساليب تعجيزية مع أولياء الامور والطلاب حيث أنهم يطلبون الاقساط المترتبة في الاوقات الحرجة ولا يراعون الظروف المادية للاهالي ودائما ما تكون الغرامات قبل نهاية الامتحان الاول للفصل الذي لم ينته بعد كما يفرضون رسوما وضرائب وغرامات على الطلبة عن الفصل الثاني وأمتحانات الفصل الاول لم تنته بعد, واوضحوا أن امكانيات بعض العائلات لا تسمح بدفع الرسوم المستحقة التي يتم تدبيرها من بعد جهد وجاءت الغرامات التعسفية كنهج وضريبة جديدة تغزو جيوب أولياء الامور والطلبة على حد سواء لانهم يريدون الانفاق على التزامات أخرى عدا الاقساط متمثلة بشراء الكتب والقرطاسية والكراسات اضافة الى المصروف الخاص للطالب.
ويقول المواطن راشد محسن ان دماء الاباء أصبحت ضريبة التعليم للابناء خاصة الطلبة الذين لا يحالفهم الحظ في الجامعات الحكومية ورغم الظروف المادية الصعبة وقساوة معركة الحياة وكذلك الازمات المالية التي تمر فيها البلد الا أن الجامعات الخاصة يبدو أنها خارج التغطية حيث تفرض مبلغ 20 دينارا عن تأخير كل قسط وقبل نهاية الفصل مطالبا وزير التعليم العالي أن يضع حدا لمثل هذه التجاوزات لان الطالب الاردني في الجامعة الخاصة يكلف الاهل ما يزيد عن عشرة الاف دينار وهو الرقم الاعلى عالميا ودوليا واقليميا ويكاد يكون فلكيا, مبينا أن الغرامات التعسفية التي تفرضها الجامعات على رسوم التأخير هي سرقة من جيوب الطلاب ولكن بطريقة مهذبة وعلى حساب ساندويشة الطالب ومصروفه الخاص.
فيما تذهب المواطنة هناء علي بالقول أن لها ابنين في جامعات خاصة ومنذ سنتين لم يسلما من ظلم وتغول الضرائب الجامعية التي جاءت تحت مسمى (بدل تأخير التسجيل) علما بأن الفصل لم ينته والطالب لن يهرب لانه في نهاية المطاف سيدفع الرسوم المستحقة عليه. كما طالبت أن يصار الى تقسيم الرسوم المستحقة على مدار العام الدراسي من دون فرض غرامات على أن يسدد الطالب التزاماته خلال العام ولا يسجل للعام الذي يليه الا اذا كان مسددا ما عليه من التزامات.
ويقول الطالب ضياء محمد (جامعة خاصة) أننا قبل أن ننهي الفصل الدراسي الاول الذي ينتهي في 30/1/2010 الحالي قامت ادارة الجامعة في نهاية شهر كانون الاول 2009 بتعليق التحذيرات والانذارات للطلبة بالمبادرة بالدفع لتكملة أقساط الفصل الاول علما بأن المدة الممنوحة هي أسبوع وهل من المعقول أن يتوجة (6) الاف طالب على شباك الدفع خلال هذا الاسبوع لان الهدف في النهاية هي فرض الغرامات, واضاف ضياء بعد أن دفعنا تكملة الفصل الاول واقترضنا المبلغ من الاهل والاقارب والاصدقاء والجيران تفاجأنا بأنها تطلبنا أن نبادر لدفع أقساط الفصل الدراسي الثاني الذي سيبدأ بشهر شباط وأي طالب يتأخرعن التسديد قبل تاريخ 15/1/2010 الحالي سيتم تغريمة مبلغ 20 دينارا أيضا مما يعني أن ادارات الجامعات قاصدة وبكل شكل من الاشكال أن يدفع الطلبة ضرائب بدل التأخير.
ويرى الطالب أنور خليل (جامعة خاصة) أنه أصبح يشكل مشكلة لعائلته بسبب المبالغ المالية الكبيرة التي يطلبها لدفعها للجامعة ورغم ذلك يأمل أن تكون تكاليف العلم أقل كون التعليم أستثمار للاسرة والمجتمع منوها أن الحكومات أشبعتنا شعارات براقة حول الشباب جيل المستقبل والشباب لا يستطيع أن يشتري ساندويشة أو فنجان قهوة في ظل تغول حيتان العلم والاستثمار, ولفت خليل الى أن بعض التخصصات في الجامعات أصبحت لا يطلبها سوق العمل بتاتا لكن الجامعات ما زالت ترفع أسعار هذة التخصصات التي ستزيد أفواج الخريجين الى سوق البطالة متمنيا على وزير التعليم العالي أن يعيد النظر بالتخصصات التي جاءت تحت بند تعبئة المقاعد, وأشار خليل على سبيل المثال لا الحصر سعر ساعة التعليم الجرافي في بعض الجامعات تتراوح ما بين (70-100) دينار للساعة وكأن الطالب يريد أن يتخرج طبيبا جراح أو عالم ذرة أو رائد فضاء أو طيارا.
وتذهب أم عماد أن بعض العائلات الاردنية لها ثلاثة أبناء في الجامعات الخاصة مطالبة أن يكون للحكومة مساعدة لهذه الاسر التي لم يعرف دخلها الشهري أو السنوي الاستقرار وبينت أن راتب زوجها المحدود منذ 30عاما وهو يعاني الاقتراض البنكي والسلف الداخلية والديون الذاتية والحكومة لا تقدم أي شيء لهذه العائلات المنكوبة ماديا وجسديا, والان يطل علينا أخطبوط بدل تأخير الرسوم التي تفرضها الجامعات الحكومية والخاصة. العرب اليوم