وقع اكثر من 75 شخصا من اصحاب المشروعات السياحية والتجارية في مادبا مذكرة حصلت "الدستور" امس عليها ، اشاروا فيها حسب قولهم تضررهم من مشروعي تطوير المنشآت السياحية وسط مدينة مادبا ، وطالبوا فيها"الحكومة" التدخل لحل مشكلاتهم وهمومهم ومعاناتهم بسبب خسارتهم وتعثر مشروعاتهم نتيجة لتنفيذ وزارة السياحة والاثار لهذين المشروعين .
وبينوا في مذكرتهم ان برنامج تطوير قطاع السياحة في الاردن الممول من الوكالة الامريكية للانماء الدولي انها قدمت دعما لبعض اصحاب المشروعات ، ولم تقدم الدعم للآخرين والذي ادى بهم الى خسائر مادية ومعنوية والحق بمشروعاتهم اضرارا كبيرة .
وطالبوا بالوقوف على التجاوزات والاخطاء التي ارتكبها القائمون على مشروع تطوير المنشآت ووسط مدينة مادبا .
وبينوا ان صاحب المشروع وحتى يستفيد من المنحة ضمن الاتفاقية الموقعة بينهما عليه المساهمة بنسبة %70 من قيمة اجمالي كلفة تطوير المشروع فيما يساهم البرنامج بنسبة %30 من الكلفة الاجمالية للمشروع ، لافتين ان عددا من اصحاب المشروعات وبعلم القائمين على البرنامج تمت الموافقة لهم بتننفيذ مشروعاتهم دون دفع نسبة مساهمتهم بالمشروع .
وقالوا ان القائمين على برنامج تطوير السياحة في الاردن (سياحة) وبحجة تطوير الواجهات الخارجية لمحالهم التجارية في المدينة ، طلبوا من اصحاب هذه المحال دفع نسبة %30 من قيمة تطوير الواجهات الى جمعية تطوير السياحة في مادبا التي يجب دفعها للمتعهد الذي نفذ المشروع او دفع القيمة لمشروع تطوير السياحة في الاردن مبينين ان جمعية تطوير السياحة في مادبا ممولة اصلا من المشروع ذاته .
وبينت المذكرة انه وبعد ان قام اصحاب المشروعات السياحية والمحال التجارية تنفيذ مشروعاتهم ودفعوا ما عليهم من نسب وجدوا انفسهم قد رجعوا الى نقطة الصفر نتيجة لاغلاق وزارة السياحة والآثار شوارع وسط المدينة التي تقع فيها مشروعاتهم ومحالهم لمدة عام ونصف العام بهدف القيام بأعمال البنية التحتية للشوارع مما اثر سلبا على تطوير مشروعاتهم السياحية وفشلها .
وقالو ان ما زاد الامر سوءا يتمثل باغلاق الشوارع وعدم وجود طرق بديلة تؤدي الى المحال التجارية الواقعة ضمن منطقة التطوير ، مبينين ان مشروع التطوير كان يستخدم الكهرباء من المحال التجارية لعملية صيانة الشوارع مما ادى الى تراكم فواتير الكهرباء والماء واجرة محالهم وتراكم الديون عليهم والذي الحق بهم ضررا آخر يتمثل بطلب مالكي المباني المستأجرة من اصحاب المحال برفع الاجرة بدعوى ان هذه المحال تقع ضمن شارع سياحي من الدرجة الاولى .
واشارت المذكرة الى ان صاحب احد المشروعات المستفيد من المنح تقدم الى هيئة مكافحة الفساد بشكوى طالب فيها بالتحقيق بموضوع المنحة المقدمة لمشروعه ، وكان رد الهيئة بعد اربعة شهور بعدم اختصاصها بالقضية وانه يستطيع رفع شكواه الى القضاء .
من جهته قال احد اصحاب المشروعات السياحية في مادبا معتز صوابحة المفوض بالحديث عن اصحاب المشروعات السياحية والتجارية المتضررين من تطوير مشروع وسط مدينة مادبا ، ومشروع تطوير المشروعات والمحال التجارية ، انه قرر اغلاق مشروعي السياحي وسط مدينة مادبا "حمام مادبا التركي"وتقديمه هدية لوزارة السياحة نظرا لتعثر المشروع والخسارة التي لحقت به.
واضاف في حديث لــ"الدســتور" انه وضع على باب محله يافطات كتب عليها عبارات منها"اغلاق الحمام بسبب مشروع تدمير السياحة في محافظة مادبا بدل التطوير" ، وعبارة اخرى 00 "هذا المشروع اقدمه هدية لوزيرة السياحة والآثار ووزارة التخطيط والتعاون الدولي ، وبرنامج تطوير السياحة في الاردن وجمعية تطوير (تدمير) السياحة في مادبا .
وفي متابعة ل"الدستور" ردا على ما جاء في المذكرة قال مدير سياحة مادبا وائل الجعنيني انه تم تقديم دعم ومنح لــ "26"محلا تجاريا في محافظة مادبا لتطوير وتحسين الواجهات الامامية لمحالهم التجارية من خلال دراسة الجدوى الاقتصادي لكل مشروع ضمن المسار السياحي لوسط المدينة ، حيث تم تشكيل لجنة لتقييم قيمة الدقع لكل مشروع ومعرفة مدى حاجتها للدعم المالي من اجل تحسينها .
وقال انه على ضوء هذه الدراسة قام مشروع سياحة بتوزيع الدعم المالي اللازم لكل محل مبينا ان قيمة الدعم المالي كانت نسبتها تتراوح بين 30 الى 40 % حسب الاحتياجات التي قررتها اللجنة والتي هي صاحبة الصلاحية لدراسة الجدوى الاقتصادية وتحديد قيمة الدعم للمشروع . وبين الجعنيني ان مشروع تطوير وسط مادبا سيساهم باطالة مدة اقامة السائح داخل المحافظة وزيادة معدل انفاقه وتحسين حركة مرور السائح من مركز زوار مادبا الى المواقع السياحية والاثرية في المحافظة ، لافتا انه خلال مدة العمل بالمشروع يتم التعاون والتنسيق بين وزارة السياحة والمقاول والاستشاري وبلدية مادبا باغلاق بعض الشوارع ومدة الانتهاء منها بحيث يتم ابلاغ اصحاب المحال التجارية والساكنين في المنطقة عن موعد الاغلاق لاجراء عمليات الحفر وتجهيز البنية التحتية اللازمة للشوارع .
واكد الجعنيني ان وزارة السياحة حريصة كل الحرص على تنفيذ المشروع خلال المدة الزمنية المقررة لتنفيذ المشروع بدءا من الفترة (9 ـ 7 ـ )2008 ولغاية (9 ـ 7 ـ )2010 .
وقال ان هذا المشروع منفعة عامة جاء بهدف تشجيع الاستثمار ومشاركة المجتمع المحلي في التنمية السياحية وتوفير ايدي عاملة في المحلات التجارية لافتا انه تم فتح مشاريع جديدة في مادبا ضمن المسار السياحي مثل كوفي شوب ، مطعم ، متجر ، غاليري لفنان التشكيلي المادبي مشيل عجيلات ، وفتح مشروع مطعم بوابة مادبا ، ومطعم للبيتزا حيث ساعد المشروع على زيادة الاستثمار في محافظة مادبا .
واضاف ان عدد المشروعات المرخصة في محافظة مادبا بلغت 88 فعالية سياحية علما انه يوجد هناك في المحافظة خمس فعاليات لمشروعات سياحية (متجر) وهي الآن بمراحل الترخيص .
وقال ان المشروع ساعد على اقامة مشاريع سياحية في المحافظة لتقديم افضل الخدمات السياحية لزوار المحافظة ، وقامت وزارة السياحة باستملاك مركز امن المدينة القديم وسط مدينة مادبا المحاذي لدير اللاتين من اجل تحويلة الى متحف للتراث يجسد مراحل تطور محافظة مادبا عبر العصور المختلفة مؤكدا ان مشروع تطوير وسط مدينة مادبا ناجح 100 % والهدف منه تحقيق الاهداف المرجوة وساهم بزيادة الاستثمار في المحافظة.
يشار الى ان كلفة مشروع تطوير وسط مدينة مأدبا يبلغ 5,6مليون دينار ممولة من البنك الدولي بنسبة 85% والحكومة الاردنية بنسبة 15% ، وبدأ العمل به في التاسع من شهر تموز عام 2008 لمدة سنتين وبلغت نسبة الانجاز 85 % حتى الآن حيث سيتم الانتهاء من المشروع في شهر نيسان القادم اي بأقل من المدة المقررة . الدستور