الشريط الاخباري
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
سكان في الراشدية: مصنع الاسمنت ألحق ضررا بالغطاء النباتي لا يمكن تعويضه
يرى سكان منطقة لحظة أنَّ عمليات التعدين اللازمة في مصنع اسمنت الرَّاشدية، حوَّلت عددا من المناطق التي تعد من المناطق الجميلة بطبيعتها، وكانت تغطيها أشجار حرجية طبيعية كالبطم والعرعر والبلوط، إلى مقالع وكسارات.
وكانت منطقة لحظة وفق مواطنين تعد من أشهر الأماكن الحرجية الجميلة في الطفيلة؛ لوجود مساحات واسعة تنمو فيها الأشجار المختلفة الأصناف، من بقايا الغابات المنتشرة في العديد من المناطق المجاورة، والتي تعرضت إلى جانب عوامل الجفاف لسنوات طويلة متتالية، إلى تطاول يد مصنع اسمنت الرشادية عليها، لتسهم في تراجع أعداد الأشجار فيها.
الغابات كانت، وفق مواطنين، تكتنفُ مساحات واسعة من المنطقة، وتتنوَّعُ بين اللزاب والبلوط والبطم، إضافة إلى مساحات عملت وزارة الزراعة على زراعتها بأنواع من الأشجار التي تتلاءم وطبيعة المنطقة، التي ترتفع عن سطح البحر نحو أكثر من 1600 متر.
بيد أنَّ سكانا في القادسية والمناطق المجاورة يجدون أنَّ الضررَ الذي لحق بالغطاء النباتي لا يمكن تعويضه، رغم مشروع لإعادة تأهيل المساحات التي اقتلعت منها في تلك المنطقة، وفق ما تدَّعيه شركة الاسمنت الأردنية حول مزاعم بزراعة نحو 30 ألف شجرة حرجيَّة.
وفي دراسة أعدَّها الدكتور محمد الغزيوات في جامعة مؤتة في العام 2005، وهو أحد سكان المنطقة، خلصت إلى حدوث وجود آثار بيئية سلبية على السكان والغطاء النباتي سواء الزراعة التي تأثرت سلبا من خلال تراجع معدلات الإنتاج، أو في مجال آثارها على الثروة الحرجية في المنطقة.
ويرى الدكتور الغزيوات أنه منذ إقامة مصنع الاسمنت في العام 1983، "بدأت المشاكل الناجمة عنه تظهر تباعا، وتدخلت الشركة بشكل سافر في النظام البيئي في منطقة القادسية محدثة خللا كبيرا في توازنها الطبيعي".
ويضيفُ أنَّ الشركة إن لم تتعامل مع البيئة المحلية حسب قوانينها وأنظمتها، فإنَّ الضرر لن يصيب المنطقة بل سيصيب الشركة نفسها. ورأى أنَّ "التعامل غير العقلاني للشركة مع البيئة المحيطة أدَّى إلى ظهور مشاكل بيئيَّة رئيسيَّة، منها مشكلة تلوُّث الهواء والماء والتربة".
واعتبر أنَّ مصنع اسمنت لافارج من "أكبر ملوِّثات الهواء في المنطقة"، مبيِّنا أنه يعتمدُ على "الوقود الأحفوري وهو النفط"، حيث تنطلق منها عند انطلاقها كميات كبيرة من الغازات والجسيمات التي تعمل من خلال تراكمها في الغلاف الجوي على تغير التركيب الطبيعي للهواء، ويصبحُ الهواءُ مصدرا لكثير من الأذى والضرر.
ووفق الدراسة، فقد بيَّنَت التجاربُ أنَّ الغازَ يؤدي إلى الموت خلال عشر دقائق، إذا كانت كمياته مركزة، وكان تركيزه في الهواء ما بين 100-150ملغم - لتر.
كما يُسبِّبُ انخفاضا في إنتاجية المحاصيل، وصعوبة في نمو الأشجار الحرجية، أما غاز ثاني أكسيد الكربون فهو غاز سام، ويعد من أخطر أنواع الغازات على صحة الإنسان، فعندما يتحد مع "هيموغلبين" الدم يمنعُ وصول الأكسجين إلى القلب.
كما يعتبر الغزيوات الغبار المنبعث من المصنع من أخطر مصادر التلوث؛ حيث يُسبِّبُ اتساخا للبيئة ونقصا للغطاء النباتي، إذ يُمكنُ ملاحظة تناقص الغطاء النباتي في المنطقة، علاوة على مساهمتها في رفع أعداد المصابين بالربو وأمراض الجهاز التنفسي عند سكان تلك المنطقة، إضافة إلى زيادة احتمالية الإصابة بالسرطان.
مواطنون من سكان المنطقة يشكون آثارا سلبيَّة ملحوظة للتفجيرات التي تنفذُها الشركة في بعض مناطق التعدين على منازلهم، حيث أسهمت بزيادة التشققات والتصدعات بصورة لم يعرفوها من قبل، وتضرَّرَت عشراتُ المنازل في القادسية، فالمواطن علي بشير الخوالدة يؤكد تأثر منزله وعدد من المنازل المجاورة بالتفجيرات التي يقوم بها المصنعُ؛ للحصول على مواد تدخل في صناعة الاسمنت.
ويُثني على رأيه المواطن علي الخوالدة الذي يشير إلى تضرُّر العديد من المنازل بالتفجيرات القوية للكشف عن طبقات ترابية معينة للحصول على مواد تشكل جزءا مهما من مادة الاسمنت.
ولفت طالب الخوالدة إلى أنَّ متخصصين من وزارة البيئة كشفوا على الأبنية المتصدعة، ولم يحصل أصحابها على تقرير حول ذلك.
ويؤكد أنَّ إدارة المصنع التي تدّعي دائما بتركيب فلاتر ذات فعالية عالية في الحد من الغبار والغازات المنبعثة، لم تسهم في التقليل من آثارها، حيث تسجل تقارير طبية للعديد من السكان إصابتهم بالربو وضيق التنفس وخلل في الجهاز التنفسي.
ويؤكد إبراهيم النعانعة أن أثرا سلبيا لتصنيع الاسمنت طرأ على البيئة المحيطة بالمصنع ومناطق التعدين حيث باتت ملحوظة، في ظل غياب الرقابة البيئية الحقيقية عليه كمصدر من مصادر التلوث؛ إذ تأثرت الأراضي الزراعية بذلك، حيث أصبح إنتاجها متدنيا، إضافة إلى ترك العديد من المزارعين لمهنة الزراعة التي صارت مستحيلة في ظل أشكال من انبعاث الغبار والغازات.
وأضاف أنَّ ينابيع المياه تأثرت سلبا بالتفجيرات التي يقوم بها المصنع، حيث بات بعضها أثرا بعد عين؛ نتيجة ما قد يحدثه ذلك من تشققات وتصدُّعات في الأرض ما يسهم في ضياع مياه الينابيع.
من جانبه، قال مدير مصنع اسمنت الرشادية جمال ارشيد إن الشركة ومن خلال المصنع تحرصُ كلَّ الحرص على الحفاظ على البيئة، مؤكدا أنَّ نسبة الانبعاث من الغبار والغازات بحدودها الدنيا، وضمن المقاييس الأردنية والتي تشرف عليها وزارة البيئة، علاوة على زيارات مستمرة من قبل الوزارة لجهة التدقيق في موضوع الحفاظ على البيئة سليمة من آثار الانبعاثات.
ولفت إلى أنَّ المصنع، وبالتعاون مع وزارة الصحة بصدَدِ القيام بيوم طبي مجاني؛ بهدف فحص المواطنين للتأكد من حالات حقيقة للأعداد المصابة بالربو أو أمراض الجهاز التنفسي؛ للتعرُّفِ على أن النسب هي ضمن النسب الطبيعية التي يمكنُ أن تنتشر في مناطق بعيدة عن المصنع لأسباب أخرى، وبيان حقيقية مدى العلاقة بين الإصابات بالربو، في حال كانت النسب مرتفعة وآثار الغبار المنبعث من المصنع.
وأشار إلى أنَّ المصنع يعمل وفق القوانين والأنظمة والضوابط المعمول بها من قبل وزارة البيئة، فيما أكدَ أنَّ التفجيرات التي استخدمت بشكل قليل في منطقة لحظة، والتي كان الهدف منها استخراج الصخر الجيري لاستخدامه لتنقية الغازات المنبعثة، وللحدِّ من نسب مادة ثاني أكسيد الكبريت الذي ينبعث أثناءَ عمليات التصنيع والذي يعد الأقل لدى الشركة، وفق ارشيد، حيثُ لا يزيدُ على 300 جزيء لكل متر مكعب، فيما بعض المصانع ومصافي البترول تصل فيها النسبة إلى أكثر من 6000 جزيء لكل متر مكعب، والنسبة لدينا هي في حدودها الدنيا، والمسموح بها.
وبالنسبة لقطاع التعدين، فقد أكد ارشيد أنَّ أيَّ مصنع لا بد له من عمليات تعدين، ولا بدَّ من القيام بالحفريات والتفجير للطبقات الحاملة للمواد المطلوبة، لافتا إلى أنَّ التفجيرات التي تقوم بها الشركة، هي ضمن مقاييس معقولة لا تؤثر على المناطق المحيطة بها.
وعزا تراجع الإنتاج في الأراضي الزراعية في المنطقة إلى عوامل توالي سنوات الجفاف، الذي تأثرت به مناطق عديدة في المحفظة، مؤكدا أن الشركة قامت بتنفيذ برامج تأهيل للمقالع.
وحول إسهامات الشركة في خدمة المجتمع المحلي، فأشار ارشيد إلى أنَّ المصنع قام بعقد اتفاقيات مع بلديتي بصيرا والقادسية بدعم مشاريع حيوية في المنطقتين، حيث تقدِّمُ الشركة نحو 330 ألف دينار سنويا لتنفيذ عدد من المشاريع فيهما، تنعكسُ آثارهما إيجابا على البنى التحتية.
وبيّّنَ أنَّ الشركة قامت بإقامة مبنى لبلدية بصيرا، ومبنى لنادي الشباب وقدمت وحدة عيادة بيطرية متنقلة، إلى جانب إقامة مسجد في منطقة القادسية وقاعة متعددة الأغراض بلغت كلفتها أكثر من 300 ألف دينار.الغد
إقرأايضاً
الأكثر قراءة
مصطفى العوامله23-02-2010
وزير ليبرلي23-02-2010