الشريط الاخباري
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
غدير تتخذ من تدوير المخلفات مهنة لها حفاظا على البيئة
تتخذ من تدوير المخلفات مهنة لها، ليس "من أجل الربح، وإنما سعيا وراء الحفاظ على البيئة" في جهد تطوعي يفتح آفاقا للبحث عن أفكار جديدة للعمل.
منذ ثلاثين شهراً، افتتحت غدير عبدالجواد مشغلها البسيط في منطقة جبل النظيف بعمان، وهي حاليا تنتج ما بين 20 - 30 سلعة "تباع بأسعار رمزية"، كما تقول.
وبعد أن تلفت إلى أن المشغل "لا يدر دخلا كبيرا، لأن المشكلة تكمن في التسويق، فليس هناك أماكن وأسواق مفتوحة أمام المنتوجات لبيعها"، تقول "طوال حياتي أعشق الزراعة منذ أن كنت أقطن في العاصمة العراقية بغداد، كما كنت أقوم بعمل منتجات مختلفة من متبقيات الخياطة التي كانت والدتي تعمل بها".
وكان لحصار بغداد، رغم سلبياته الكبيرة، فضل في توجه آلاف العراقيين نحو العمل في إعادة التدوير "من دون أن يكون لديهم علم بأنهم يقومون بإعادة التدوير فالحاجة أم الاختراع"، بحسب غدير التي كانت تقطن في بغداد خلال تلك الفترة، والتي تقول "أول كمبيوتر اشتريته كان قد تم إعادة تدويره وكنت سعيدة جدا به".
وتتابع "عندما جئنا إلى الأردن العام 2006 قررت إنشاء مشغلي الخاص، الذي أعمل به حاليا مع أختي ووالدي، نظرا لكون البيئة أصبحت جزءا مهما وضرورة في حياتنا".
وتشرح "لكوني في منطقة جبل النظيف، والتي تعد من جيوب الفقر، فإن أهالي المنطقة هناك متقبلون لفكرة شراء المنتجات بعد إعادة تدويرها لكونها تباع بأسعار رمزية".
ويشكل "جمع النفايات من الشوارع ومن جوانب الحاويات، وخصوصاً الملابس"، أساس مدخلات الإنتاج في المشغل، وفق عبدالجواد التي توضح أنها تعمل على فرز ما تجمعه وتنظفه داخل مشغلها، تمهيدا لاستعماله في إعادة التدوير.
في البدايات، كانت تواجه عبدالجواد، صعوبات اجتماعية. وفي ذلك تقول "كان ينظر إلي في السابق نظرات استغراب من الأهالي، وأنا أقوم بجمع النفايات لكن بعد معرفتهم واستخدامهم لمنتوجاتي تغيرت الفكرة تماما".
وتشير عبدالجواد إلى أنها ترسل الزجاج وزيت القلي الذي تجمعه إلى مصانع مختلفة تعمل على إعادة تدويره، وتضيف "أقوم بجمع النفايات كذلك من المركز الصحي في جبل النظيف ومؤسسة نهر الأردن في المنطقة، إلى جانب مؤسسة رواد التنمية ومركز تكنولوجيا المعلومات التابع لأمانة عمان الكبرى ومدرسة عاتكة بنت زيد الأساسية الثانية".
وتتمنى مهندسة الميكانيك عبدالجواد أن "يكبر عملها وتستطيع تشغيل الفتيات والنساء الفقراء"، لكنها تضيف "أن ضعف التسويق يعتبر عائقا أمامها لمساعدة تلك الفئات".
وتقبع في قائمة ما يمكن إعادة تدويره، لدى عبدالجواد، مخلفات البلاستيك والعلب المعدنية والورق والكرتون والزجاج الشفاف وزيت الطعام التالف وصناديق الخضار والفواكه.
ومن ذلك وسواه، تصنع عبدالجواد، أدوات منزلية بلاستيكية بسيطة منها جوارير وعلب وألعاب وسلات غسيل، وأدوات معدنية منزلية بسيطة منها أرفف وطاولة كوي وسرير أطفال، فضلا عن تصليح الملابس القديمة.
وعلى الأخص، يعتمد التدوير، الذي تمتهنه عبدالجواد، على الملابس والأقمشة القديمة وبقايا الإسفنج وخياطة الستائر، وبقايا الجلود، وأكياس النايلون، والأزرار القديمة، وورق الصحف، والكرتون وبقايا الإكسسوارات.
وبحسب دراسات بحثية متخصصة، يمكن للأردن أن يوفر ما يقرب من 150 مليون دينار من إعادة تدوير تلك المخلفات، والتي تقدر كميتها بـ1.6 مليون طن سنوياً.
ووفق نفس الدراسات، تبلغ كمية الورق الممكن إنتاجها من القمامة نحو ربع مليون طن سنوياً، فيما تصل قيمتها إلى حوالي 4.5 مليون دينار، وتوفر نحو 150 فرصة عمل.
ويمكن للأردن أن ينتج من القمامة نصف مليون طن وقود سنوياً، أي ما يعادل 0.2 مليون طن بترول أو تعادل 0.2 بليون كيلو واط كهرباء.
كما يمكن للأردن أن ينتج ربع مليون طن سماد عضوي تكفي لزراعة 150 ألف دونم سنوياً مع توفير أسمدة كيماوية بمقدار 1.6 مليون دينار، في حين يمكن إعادة تدوير ما يقارب 67 ألف طن سنوياً من الحديد قيمتها 51 مليون دينار. الغد
الأكثر قراءة