الشريط الاخباري
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
مهرجان جرش 33 وتحديات جديدة..
ابراهيم عبدالمجيد القيسي
قد يقول قائل «مش وقته» أو «إحنا بإيش وانت بإيش !»..وقد يكون القائل محقا ظاهريا، لكنه ليس كذلك إن تذكرنا بأننا نتحدث عن دولة، اسمها المملكة الأردنية الهاشمية، وفيها وزارة للثقافة، ومؤسسات ثقافية أخرى، وتقيم مهرجانا سنويا موسميا اسمه «مهرجان جرش»، الذي ربما نجد من لا يعرفه أو يهتم به ويسكن في قرية أو حتى مدينة بعيدة عن جرش، لكنه «مهرجان جرش»، الذي بات معروفا على مستوى عالمي ويعرفه كل فنان في المنطقة العربية وحولها، لأنه؛ وبعد 32 موسما ناجحا، أصبح حلما لدى بعض النجوم أن يقيم حفلة في هذا المهرجان، يستند الى الحديث عنها في كل لقاء اعلامي يجمعه بأية وسيلة اعلام حول العالم، حين يتحدث عن مشاركاته الفنية والثقافية، وكثير من المواطنين العرب عرفوا الأردن من خلال مهرجان جرش فقط، وربما لم يحضر كثيرون منهم لزيارة الأردن لأي سبب آخر، سوى من أجل حضور حفل فني يقيمه نجم او نجمة على مسرح جرش الجنوبي.. مهرجان جرش بهذا المعنى أصبح تقليدا ثقافيا موسميا ينتظره جمهور عريض من المواطنين العرب المهتمين بالفن وبالثقافة، وكثير من الجمهور الأردني المقيم في الأردن، أو القادم في إجازة صيفية من خارج الوطن.
وعلى الرغم من أنني كنت أفضل الحديث بداية عن وزارة الثقافة والوزيرة الجديدة، التي نالت ما نالت من أصحاب الثقافة المتطايرة التي لا تنحو سوى الى التشكيك والاشاعة الاجرامية، فنحن وبلمح البصر أصبح لدينا مؤرخون ونسّابة أصول وفروع وبطون وظهور، شن بعضهم هجوما على الوزيرة الجديدة بسبب ما وصفوه بأنها تقدم تعريفا جديدا للثقافة، ولا أدافع هنا عن بسمة النسور، المثقفة التي قالت يوما في لقاء تلفزيوني كلاما عاديا حين يخرج من مواطنة، وتم اجتزاؤه وتقديمه في سوق الاشاعة التي تمر بفترة ذهبية من الازدهار.. وهذا موضوع يحتاج الى مقالة منفردة على الأقل، لكن الثقافة ومهرجان جرش كما كل القطاعات والمؤسسات والفعاليات الأخرى، تعاني تحديات استثنائية في هذه الظروف سيما وأن الحكومة الجديدة وعدت بترشيد الانفاق العام، وهو الأمر الذي ينعكس بقوة على مهرجان جرش لهذا الموسم.
بمناسبة مرور 50 عاما على معركة الكرامة، يقوم مهرجان جرش33 بتثبيت شعار «الكرامة» على مختلف فعالياته ومسارحها ومنشوراتها، وفي هذا العام يتسع برنامج المهرجان، ويشهد تسهيلات كثيرة يقدمها لزائريه، ومع هذا فإن موازنته تقل عن آخر موازنة برقم يصل الى 100 الف دينار، ويقوم موظفوا المركز الثقافي الملكي بأعمال كثيرة بأنفسهم لترشيد الانفاق، فهم من سيطلقون حملات الترويج وسائر أعمال الدعاية على الشوارع وفي المؤسسات المعنية، وبجهودهم الشخصية، علاوة على أن المهرجان يشهد نشاطا شبابيا مميزا، من خلال إشراكه لهيئة شباب كلنا الأردن ليقوموا بأعمال تطوعية في الترويج والتنسيق والتنظيم، وعلى الرغم من كل المعيقات المالية وغيرها فإننا معنيون بأن ينجح المهرجان ككل عام، لأنه لم يعد موسما ثقافيا أردنيا، فهو قد اكتسب صفة العالمية بسبب انتشاره الواسع في الوسط الثقافي العالمي من خلال مشاركة نجوم الفن العربي فيه، حيث أصبح كما أسلفنا حلما لدى بعضهم، بسبب فرادة المنظر المنقول عن الحفلات التي تجري على مختلف مسارح المهرجان في مدينة جرش الأثرية الثرية بالتاريخ الثقافي العالمي المتميز.
ولنا وقفة أخرى مع هذا المهرجان الأردني العريق وتحضيراته حتى انطلاقه، متمنين النجاح لجهود كل الجنود الذين يقفون خلف تلك الأعمال الأردنية المميزة، التي لا تحتاج لعمل كثير لتسويقها لأنها حاضرة تماما في الذاكرة العربية، وبات كثيرون ينتظرون مثل هذا الموسم السنوي، ليقدموا فيه جديدا في مجالهم او ليشهدوه عن كثب، وهنا أنوه للقارىء الكريم والمتابع بأن هيئة تنشيط السياحة، وهي الجهة التي يجب أن تتصدر كل الجهات المهتمة والمطالبة بدعم المهرجان، قد توقفت فعلا عن دعمه ماليا، حيث لم تقدم هذا العام دعما ماليا من أي نوع للمهرجان، ولست أعلم ان كان مهرجان بهذه الأهمية التسويقية للأردن لا ينال دعم هيئة تنشيط السياحة في الأردن، فما الذي ينال اهتمامها ورعايتها؟!
ما بعرف !.
الأكثر قراءة