الشريط الاخباري
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
مخلفات معاصر الزيتون مواد خطرة على البيئة في عجلون
رغم مضي أكثر من أربعة أشهر أو يزيد على انتهاء موسم عصر الزيتون, إلا أن بعض معاصر الزيتون لم تتخلص من مخلفاتها الناتجة عن عملية العصر وبقيت بجانبها أو أمامها خاصة تلك المعاصر الممتدة بين محافظتي جرش وعجلون والموجودة أصلا على الطرق الرئيسية وضمن أراض زراعية رغم تأثير هذه المخلفات على البيئة والمياه الجوفية.
وبين عدد من المواطنين انه ينتج عن مخلفات عصر الزيتون الموجودة عند المعاصر رائحة سيئة تزكم الأنوف كما أنها تتسبب بحساسية في الأنوف والعيون للسكان المتواجدين في تلك المناطق, أو أولئك السالكين هذه الطرق.
وأشاروا أنهم استغربوا تكدس مادة (الجفت) ووجودها أمام المعاصر رغم أن الكثير من العائلات في الأردن تستخدمها للتدفئة بعد أن يتم كبسها على شكل قوالب, كما أن هناك مصنعا في كفرنجة يقوم بتصنيع هذه المخلفات بعد كبسها على شكل قطع مختلفة الاحجام تستخدم وقودا, متسائلين عن سبب استمرار وجود هذه الكميات عند المعاصر رغم علم أصحابها أنها تتسبب بمشاكل بيئية.
وطالبوا الجهات المعنية خاصة وزارتي البيئة والبلديات بضرورة اتخاذ الإجراءات بحق هذه المعاصر التي تقوم بتكديس (الجفت) من دون التخلص منه والقيام بدورها في الحفاظ على البيئة من أية ملوثات قد تلحق الضرر بها وتكثيف جهودها في هذا المجال من خلال الجولات المستمرة على أي منشأة من شأنها أن تلحق الضرر بالبيئة وتلوثها ومنها لجان السلامة العامة, خاصة أننا على أبواب فصل الصيف حيث سيزداد تأثير هذه المخلفات مع ارتفاع درجات الحرارة.
وتشكل مادة (الجفت) التي تتكون من مخلفات ثمار الزيتون وهي المادة الصلبة الناتجة عن عصره 40% من ثمر الزيتون, كما أنه يحتاج لمعالجة بسيطة حتى يصبح جاهزا للاستعمال وقودا.
ورغبة من أهالي لواء كفرنجة في محافظة عجلون في التخلص من مادة الجفت التي كانت تشكل آفة تؤثر على البيئة والأراضي الزراعية, اضافة لكونها تشكل مكرهة صحية ذات آثار سلبية على المياه الجوفية, وكذلك إصدار الروائح الكريهة قاموا قبل عدة سنوات بإنشاء مصنع للجفت, الذي حقق نجاحات متتالية الآن وذلك بعد اعتماد الكثير من العائلات من ذوي الدخل المتدني والمحدود على الجفت للتدفئة, حيث وصل سعر الطن إلى 100 دينار وأحيانا يزيد على ذلك خاصة في فصل الشتاء حيث يكثر الطلب عليه.
وتشير المعلومات أن 70% من معاصر الزيتون في الأردن والبالغ عددها ما يقارب 100 معصرة في مختلف مناطق المملكة تقوم بإلقاء مادة الجفت كنفايات أو يتم إهمالها, كما أن 30 ألف طن من الزيتون تخلف نحو 12 ألف طن من الجفت الذي إما يتم إهماله أو يستخدم وقودا.
أما مادة (الزيبار) فهي أيضا من مخلفات عصر الزيتون وهي عبارة عن ماء عادم ذي لون اسود ويحدث ضررا بيئيا كبيرا لاحتوائه على نسبه عالية من المواد الخطرة على حياة الإنسان كالاحماض العضوية, كما تؤثر على المياه الجوفية والأراضي الزراعية حيث تقتل الأشجار والنباتات, ويقوم أصحاب الصهاريج الذين ينقلون مادة الزيبار إلى مكب نفايات الأكيدر بطرحها في أي منطقة زراعية كما ذكر عدد من المواطنين في محافظتي جرش وعجلون, وبالتالي فان هذا الأمر يلحق الضرر بأراضيهم وبالمياه الجوفية ويؤدي بالتالي إلى تلويثها.
وزارة البيئة كانت أكدت في تصريحات صحافية سابقة على لسان مستشارها الإعلامي عيسى الشبول نية الوزارة اتخاذ الإجراءات القانونية بحق أصحاب معاصر الزيتون المخالفين للاشتراطات البيئية, مؤكدا ضرورة التزامهم بالتخلص الآمن من مادة الجفت والمخلفات السائلة(الزيبار) من خلال عدم تكدسها أمام المعاصر, وضمان عدم تسرب المياه العادمة في برك التجميع والتخلص منها بشكل سليم في الأماكن المخصصة لذلك والمعتمدة من الوزارة.
وكان عميد كلية عجلون الجامعية الدكتور زكريا القضاة اعد دراسة حول أثر مخلفات معاصر الزيتون على البيئة في الأردن طالبا من خلالها ضرورة العمل على تحليل مياه الشرب بشكل دوري للتأكد من خلوها من الملوثات العضوية, وضرورة إنشاء محطة لمعالجة مخلفات معاصر الزيتون المنتشرة في محافظة عجلون بدلا من نقلها إلى مكب الأكيدر, وأن تكبد النفقات الكبيرة لنقلها يضطر الكثيرين لإلقاء هذه المخلفات في الأودية والمناطق المجاورة وبالتالي يحدث تلوثا وأضرارا بالبيئة.
كما طالب القضاة ومن خلال الدراسة أصحاب المعاصر بتخزين المياه العادمة الناجمة عن معاصرهم في برك إسمنتية صماء قبل النقل والتخزين الصحيح لجفت الزيتون على ارض إسمنتية بدلا من الترابية.
وأظهرت الدراسات البيئية أن كمية المخلفات السائلة الناتجة عن معاصر الزيتون تقدر بنحو 220 ألف م3 خلال الموسم الماضي 30 ألف م3 منها في محافظة عجلون وهذه الكمية تشكل خطرا على البيئة وعلى المياه الجوفية لاحتوائها على المركبات العضوية والكيميائية.
الأكثر قراءة