حرائر بين مطرقة الجهل بحقوقهن القانونية وسندان نظرة المجتمع

 احدى الجارات اخذت على عاتقها مسؤولية التخفيف عن هذه الانسانة المكلومة التي فقدت والدتها والأمان في آن واحد ، واصطحبتها بحسب قولها لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) الى جمعية حرائر الاردن الخيرية التي الحقتها بدورة تدريبية تعرفها بحقوقها القانونية .

 

شعرت هذه الانسانة بالطمأنينة والراحة النفسية عندما عرفت أن لها حقا قانونيا بالمنزل الذي تقيم به ، بامتلاكها حصة من تركة والدها ، ومن بعده والدتها "ولن تكون عالة على أحد " وفقا لقولها .

 

تقول رئيسة الجمعية زكية البوريني ان الدافع وراء تأسيس اول جمعية مسجلة بوزارة التنمية الاجتماعية تعنى بالحرائر العازبات ممن تجاوزت أعمارهن الثلاثين عاما هو ان هذه الفئة لا يوجد من يعنى بأمورها ويدافع عنها .

 

وتضيف ان الجمعية قدمت خلال عامين من تأسيسها المشورة القانونية ،والمعرفة الاقتصادية الى مئة من الحرائر " مؤكدة انه تم تمكينهن من الانخراط بسوق العمل وتوفير مصدر دخل لهن من خلال الحاقهن بدورات تأهيلية في مجالات مختلفة .

 

وتحرص الجمعية على تقديم النصح والمشورة الى اعضائها من المتقاعدات والاميات والعاملات ، وذوي الاحتياجات الخاصة من خلال إكسابهن المهارات القانونية ليحافظن على حقوقهن الاسرية .

 

ولافساح مجال العمل أمام من لا يمتلكن مصدر دخل ، ولا يتقن مهنة ،تقوم الجمعية بتأهيلهن من خلال تنظيم دورات في مجالات مهنية مثل فن الخياطة والتطريز والرسم على الزجاج والسيراميك ،والتدريب على أعمال السكرتاريا والكمبيوتر كما توفر لهن مجالات تدريبية على كيفية تربية النحل وزراعة الفطر المنزلي لايجاد فرص عمل لهن بحسب البوريني .

 

ودور الجمعية لا يقف عند تقديم التدريب ، بل ايجاد فرص عمل ، من خلال توفير المواد الخام لانتاج وتسويق اعمالهن وتوفير مصدر رزق لهن .

 

تصف احدى المنتسبات للجمعية كيف انتقلت من حالة العوز إلى الكفاية ، بعد أن انضمت الى الجمعية وانخرطت في العمل من خلال اعداد المخللات والمونة البيتية مثل اللبنة والمقدوس والمفتول وبيعها من خلال الجمعية ، الأمر الذي وفر لها ولوالدتها الطاعنة بالسن وشقيقتها الأرملة ولابنائها الاربعة مصدر دخل سد رمقهم ، وجنبهم انتظار الحسنة من الغير .

 

وتصف اخرى من المنتسبات مشوارها مع القائمين على الجمعية في اقناع شقيقها بالالتحاق بالجمعية والسماح لها بالخروج من المنزل يوما بالأسبوع للاستماع للمحاضرات التثقيفية التي تعقد هناك وتقول " قمت بعد ذلك باقناع شقيقي بضرورة العمل في مجال الخياطة التي أتقنها لمساعدته في تحمل مصروف المنزل الذي أصبح يثقل كاهله " .

 

وتشير البوريني الى انه وحسب آخر احصائيات لدائرة الاحصاءات العامة فان عدد العازبات يصل في المملكة الى 300 ألف . بترا