وأعلنت الخارجية أن قرار إعفاء المندوب الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة يعود "لاعتبارات مهنية بحتة تتعلق بضعف الأداء وغياب التنسيق والتفاعل مع الوزارة في مسائل هامة مطروحة للبحث في المنتظم الأممي".
وأشار البيان إلى أن "عضوية تونس غير الدائمة بمجلس الأمن تقتضي التشاور الدائم والتنسيق المسبق مع الوزارة بما ينسجم مع مواقف تونس المبدئية ويحفظ مصالحها".
واستدعت تونس مندوبها لدى الأمم المتحدة على نحو مفاجئ. ولم يشارك الخميس في الاجتماع الذي نظمته الولايات المتحدة بين عراب خطتها للسلام جاريد كوشنر ومجلس الأمن.
وكانت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة ذكرت الخميس، أنه تم وضع حد لمهام البعتي على خلفية موقفه من مشروع قرار فلسطيني يدين خطة السلام الأمريكية التي أعلن عنها مؤخرا.
وقال مصدر إن البعتي ذهب أبعد مما أرادت السلطات التونسية في ملف الشرق الأوسط، وقدم دعما كبيرا للفلسطينيين يهدد بإفساد العلاقة بين تونس والولايات المتحدة.
وعلق رئيس مجلس الأمن لشهر فبراير، مندوب بلجيكا، مارك بكستين دو بويتسويرف، قائلا "شكل تبلغنا صدمة.. لا أعرف كل التفاصيل والسبب خلف ذلك.. كان زميلا جيدا للغاية وآسف جدا لرؤيته يغادر".
من جهته، قال دبلوماسي آخر في مجلس الأمن طلب عدم الكشف عن هويته، إن الدبلوماسي التونسي "مفاوض بارع وهو الشخصية المناسبة لإجراء مفاوضات بشأن مشروع القرار الذي يرغب فيه الفلسطينيون"، علما أن تونس تشغل منذ بداية 1 يناير 2020، ولمدة عامين، مقعدا في مجلس الأمن الدولي وتمثل البلدان العربية.
وكان المنصف البعتي، وهو دبلوماسي من ذوي الخبرة ويحظى بتقدير نظرائه، متقاعدا حين استدعي عام 2019 لاستئناف نشاطه وتولي منصب سفير في الأمم المتحدة فترة وجود تونس في مجلس الأمن، علما أنه ظل ناشطا في الأوساط الدبلوماسية أثناء تقاعده بصفته رئيس "الجمعية التونسية للأمم المتحدة".
جدير بالذكر أن تونس وإندونيسيا قدمتا يوم الثلاثاء مسودة قرار تدين الخطة الأمريكية، وستطرح للنقاش يوم الخميس بين الدول 15 الأعضاء في مجلس الأمن، وفق ما صرح به دبلوماسيون.