• يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
  • رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

سخونة الجدل حول الحوارات مع الأمريكان لم يبّردها نفي الإسلاميين العلاقة مع إدارة اوباما

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2009-03-08
1807
سخونة الجدل حول الحوارات مع الأمريكان لم يبّردها نفي الإسلاميين العلاقة مع إدارة اوباما

شهدت العلاقة بين الاسلاميين والمؤسسات الامريكية الاهلية منذ بداية التسعينيات حوارات متعددة شابها الكثير من المد والجزر. وتزامنت هذه الحوارات مع احداث في المنطقة ارتبطت بالولايات المتحدة بصورة خاصة وعلى رأسها الملف العراقي منذ بداية الحصار وحتى سقوط بغداد واحتلال العراق اضافة الى الموقف الامريكي غير المتوازن في القضية الفلسطينية.

 ولم يكف المعنيون عن طرح العديد من الاستفسارات والاسئلة سواء تلك التي جاءت بحسن نية او بسوء نية حول ما يجري طرحه على طاولة الحوارات الثنائية, وما هي حدودها والمناطق الساخنة فيها.
 
ويفرق الاسلاميون بين اجرائهم اي حوار مع الادارة الامريكية وبين حوارات يجرونها مع منظمات اهلية امريكية ومراكز دراسات وابحاث, وهو ما يشير اليه رفض نائب امين عام حزب جبهة العمل الاسلامي ارحيل الغرايبة مشاركته بأي فعالية في واشنطن تشارك فيها اي شخصية امريكية رسمية.
 
ولكن ذلك لم يبّرد سخونة الجدل محليا حول علاقة الاسلاميين مع امريكان تابعين لمنظمات أهلية, وتتساءل أطراف أردنية حول الضمانات التي يمكن ان تتوفر بان الطرف الاهلي الامريكي ليس طرفا يمثل المنظمات الاهلية كما يمثل الجهات الرسمية الامريكية, والشواهد امريكيا على ذلك لا تنقصها الامثلة.
 
لكن الحركة الاسلامية سخرت من أن تمضي التوقعات إلى حد اعتلائهم للتحالف مع الولايات المتحدة عبر عربة الحوارات, مشككة في نية الاطراف صاحب التوقع ذاك, أو على حد تعبير قيادات في الحركة الاسلامية الاشاعات التي يهم أطراف محلية بثها للنيل منا.
 
على أن هذه التأكيدات لا يبدو أنها تجدي نفعا مع الأطراف السياسية المنافسة للاسلاميين في الساحة المحلية, كما لن تجد تأكيدات الحركة السياسية بانها تدين السياسات الامريكية المنحازة للكيان الصهيوني في المنطقة خاصة في فلسطين والعراق اذانا صاغية لمن يمتلك قراءة خاصة للمشهد السياسي للحركة الاسلامية.
 
هذا تماما ما اشار اليه الناطق باسم جماعة الاخوان المسلمين جميل ابو بكر في تصريح ل¯ العرب اليوم إن مخاوف تحالف الاسلاميين مع امريكا لا اصل لها وقال: هناك جهات عديدة تتنافس للحصول على اي دعم امريكي وهي ذاتها التي من صالحها بث الاشاعات ضد الحركة الاسلامية.
 
ولكن ابو بكر يرى في المقابل انه من الطبيعي ان تكون هناك رغبة من دول عديدة لاجراء حوارات مع الحركة الاسلامية كونها حركة معارضة سياسية شعبية كبيرة موجودة في أقطار عربية كبيرة, الا انه يشترط لهذا الحوار الوقوف على قاعدة الاحترام المتبادل ورفض التدخل في شؤون البلاد العربية والاسلامية.
 
ونوه إلى أن الاسلاميين لم يغلقوا باب الحوار مع مؤسسة بحثية أو اهلية سواء محلية او عربية او اجنبية باستثناء الادارة الامريكية في العام 2003م. وقال: إن الحركة الاسلامية قررت التوقف عن حوار امريكا الرسمية عام 2003 كموقف احتجاجي لاحتلال العراق وبقيت المقاطعة محصورة مع الجهات الرسمية.
 
وجدد ابو بكر تأكيده على موقف الحركة الاسلامية وادانتها للسياسات الامريكية المنحازة للكيان الصهيوني في المنطقة خاصة في فلسطين والعراق الى جانب المصطلحات والمفاهيم التي تسعى الادارة الامريكية لترويجها عن الاسلام كنموذج للارهاب.
 
ونوه الى ان الحركة الاسلامية التي تنتطلق من تاريخ معروف وكتاب مفتوح تفرق بين الشعب والادارة, لكن هناك اناس يستغلون ذلك ويحرفون المواقف للنيل من الحركة الاسلامية.
 
وكانت جماعة الاخوان المسلمين قد اكدت في بيان اصدرته رفضها منهجية التدخل الاستعماري في الشؤون المحلية للدول حتى ولو تعلق الامر بالاصلاح السياسي او الدفاع عن حقوق الانسان الى جانب رفضها استقواء أي جهة بامريكا او غيرها.
 
ونوهت أنها لم تعد النظر بعد في موقفها من مقاطعة القيادات الرسمية الامريكية وهو الموقف الذي كانت قد اتخذته ابان عدوان الادارة الامريكية السابقة على العراق, مشيرة أنها تؤمن بالحوار كقيمة حضارية وإنسانية ولا نمانع من توضيح رؤيتنا للاصلاح الشامل لأي منظمة أو مركز ابحاث او جهة اعلامية امريكية.
 
لكن ما هو المبرر الذي وضعه حاملو رأي ان حوارات الاسلاميين استقواء بالاخر ضد الدولة? لدى إحالة السؤال لامين عام حزب الجبهة الاردنية الموحدة أمجد المجالي قال إنهم ليسوا ضد مشاركة الحركة الاسلامية في أية حوارات مع الغرب او امريكا لكنهم ضد طرح شأن وطني محلي أمام الاجنبي وليس في محافل وطنية.
 
وقال المجالي في تصريح ل¯ العرب اليوم ان رأي الجبهة لا يختلف معه العديد من الاخوان المسلمين وهو المتمثل في رفض طرح القضايا الوطنية المفصلية في محافل غير وطنية.
 
وهو ذات الرأي الذي حمله الناطق باسم لجنة التنسيق العليا لاحزاب المعارضة امين عام الحزب الشيوعي الدكتور منير حمارنة بقوله إن أي حزب سياسي في البلد له حرية التفكير مع جميع القوى المختلفة لكن الشيء غير المرغوب فيه هو ان يناقش شأنا داخليا مع أية جهة خارجية.
 
وزاد مهما ادعت مراكز الدراسات في الولايات المتحدة انها جهات غير رسمية الا ان الجميع يدرك صلتها الوثيقة بالادارة الامريكية.
 
لهذا نحن لا نرحب بمثل هذه الحوارات يقول د. حمارنة ويضيف: انها تفتح الباب واسعا لتدخلات أجنبية عديدة محذرا من المخاطر التي تكمن في الحديث عن موضوع الديمقراطية من الخارج وكأنه أحد الشروط التي تأتي من الخارج رغم مطالبات داخلية بضرورة التغيير.
 
المفارقة أن علاقة لا يمكن وصفها بالحميمة تربط الحركة الاسلامية في الاردن بنظيرتها السورية والعراقية وذلك على خلفية اللقاءات بين جماعة الاخوان في سورية والعراق مع الادارة الامريكية.
 
وفي حينه سمعت على لسان اكثر من قيادي اسلامي في الاردن انتقادات لاذعة لزعيم الحركة الاسلامية في العراق محسن عبد الحميد لترؤسه مجلسي الحكم الانتقالي كما وجهت انتقادات لجماعة الاخوان في سورية اثر انباء عن لقاءات بين ما يسمى اعلان دمشق الذي وقعت عليه جماعة الاخوان المسلمين في سورية مع قيادات سياسية امريكية.
 
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.