المواطنون يستغيثون..عصابة مسلحة تعيث فسادا في "نزهة سحاب"

وناشد ساكنو منطقة "نزهة سحاب" الجهات الأمنية تكثيف وجودها في المنطقة والمناطق المجاورة، وعدم منح الخارجين عن القانون الفرصة بتأخير محاسبتهم والتغاضي عن جرائمهم بحق المواطنين.

وأكد عدد من أهالي "نزهة سحاب والرجيب" لـ"السبيل" أن "المجرمين وأصحاب الأسبقيات يعيثون في المنطقة فسادا، ويمارسون البطش بالمواطنين، وإرهابهم، سعيا منهم إلى بسط نفوذهم وسيطرتهم على الأهالي". واستعرض المواطنون بعضا من ممارسات الخارجين عن القانون وأصحاب الأسبقيات، وقالوا: "إنهم يتبادلون إطلاق العيارات النارية في منتصف الليل بشكل عشوائي، ويسطون على المحلات التجارية والبيوت، ويسرقون المحتويات والقاصات، وكل ما تطاله أيديهم"، إضافة إلى قيامهم "بحرق سيارات تعود ملكيتها لمواطنين يعتاشون من العمل عليها، وتعتبر مصدر رزقهم الوحيد، فضلاً عن سلبهم أموالا من مواطنين، مستغلين جنح الظلام لممارسة إرهابهم على السكان".

وأكد مواطن من سكن المنطقة – فضل عدم ذكر اسمه تلافيا لملاحقته من قبلهم- أن "عصابات مسلحة، منتشرة في المنطقة لا تحكمها قوانين ولا أخلاق، يتجمعون من مختلف مناطق عمان، ويعتبرون "نزهة سحاب" وكرا لهم". وأضاف أن افراد هذه العصابات "اعتدوا عليه وعلى أبنائه وأحرقوا سيارته، والبكب أب العائد له وأطلقوا العيارات النارية على منزله من الخارج".

وساق المواطن حادثة وقعت لأحد جيرانه الذي كان متوجها إلى صلاة الفجر عندما "أطلق مجهولون النار تجاهه، ما دفعه إلى الاختباء في حاوية النفايات، حتى غادروا المنطقة".

وأضاف مواطنون أنه على الرغم من تنفيذ حملات أمنية في المنطقة، إلا أن "المنفلتين لا يزالون يصولون ويجولون"، لافتين إلى أن "الحملات الأمنية لم تستهدف الكبار، من مروجي المخدرات، وتجار السلاح". بل "تم ملاحقة المجرمين الصغار، ومن لا سند له في الدولة"، مؤكدين أنه "لن يكون هناك حل للانفلات الأمني في سحاب إلا بالقبض على كبار تجار السلاح، والذين يزودون الصغار به"، معتبرين أن "الجهات المختصة تعرفهم، إلا أنها تتغاضى عما يقومون به"، وفق قولهم.

وبحسب مواطنين في المنطقة "فإن بعضا من أفراد الجهات المختصة بملاحقة المجرمين، توفر غطاء للمطلوبين، وتقوم بإخبارهم عند تنفيذ حملات أمنية ليغادروا المنطقة".

ووصف الأهالي أوضاعهم الأمنية بـ"السيئة للغاية، والصعبة جدا". وكأنهم –وفق قولهم "لا يعيشون في دولة قانون ومؤسسات". وأكدوا أنهم "قدموا شكاوى تلو الأخرى للجهات الأمنية، إلا أن الأوضاع لم تتحسن، ولا يزال أصحاب الأسبقيات طلقاء".

ويتساءل السكان عن الوقت الذي يتم فيه "إبعاد كبار المجرمين" عن منطقة سحاب؟ وأضافوا "لم يبق أمام سكان المنطقة إلا أن يحملوا السلاح ويواجهوا به هؤلاء، وعندها ستقع كارثة لا أحد يعرف الى أين سيصل مداها".

وأكد السكان هناك أنهم "يتبادلون حراسة بيوتهم وممتلكاتهم كل ليلة، ويخشون إذا أغمضوا عيونهم أن يتعرضوا للنهب أو السلب، أو إطلاق النار أحيانا". وأعربوا عن استعدادهم "للتعاون مع الأجهزة الأمنية وتزويدها بمعلومات تتضمن عناوين المنفلتين، وأصحاب السوابق، وأماكن تواجدهم، وأنواع الأسلحة التي يتقلدونها".

وناشد المواطنون الملك عبد الله الثاني اتخاذ إجراءات صارمة بحق أصحاب الأسبقيات، وذكروا أنهم "ينوون الاعتصام أمام الديوان الملكي بصحبة أطفالهم ونسائهم لرفع مظلمتهم إليه".

وأكدوا أن المنفلتين يسعون من خلال ما يقومون به، إلى تعطيل الحياة وتشجيع الانحراف، كما تسببت أعمالهم في قطع بعض الشوارع، وإرهاب مواطنين ارتأوا ألا يتحركوا في طرقات وأسواق المدينة خشية الفتك بهم.

وفي السياق ذاته قال الناطق الإعلامي للأمن العام المقدم محمد الخطيب إن مرتبات الأمن العام لا يتهاونون مع أي شخص يريد زعزعة الأمن والاستقرار بالبلاد. وأضاف إن مجريات التحقيق في مختلف القضايا تتطلب وقتا لإتمامها يستغرق أشهرا في بعض الأحيان، حتى تكتمل جميع خيوطها. مشيرا إلى أن ذلك قد يؤخر القبض على المطلوبين، وهو بخلاف ما يريده المواطن الذي يطالب بسرعة القبض على أصحاب الأسبقيات.

وحول ما ذكره المواطنون من أن "الجهات المختصة تعرفهم إلا أنها تتغاضى عما يقومون به"، استهجن الخطيب قولهم، معتبرا أن هذا مجرد أحاديث، والمواطنون أحرار فيما يطلقون منها. ودعا الخطيب المواطنين إلى مراجعة مديرية الأمن العام لتحقيق الأمن لهم في أماكن سكناهم. السبيل