• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

العيدية .. ما أصلها وهل توجب على الزوج وولي الأمر؟

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2024-06-16
569
العيدية .. ما أصلها وهل توجب على الزوج وولي الأمر؟

  من العادات المحببة في الأعياد والمناسبات تقديم 'العيدية' لإبداء الود وتقوية أواصر الرحم، حيث تعطى للأطفال والزوجات والبنات من الأخوات وذوات القربى مثل ابنة الأخت وحتى لو كنَ متزوجات، فما أصل العيدية؟ وهل هي واجبة على رب الأسرة شرعا؟

*أصل العيدية
يعود أصل العيدية إلى العصر الفاطمي، حيث كانت توزع النقود والثياب على الشعب، بحلول العيد، وكانت تعرف بمسميات مثل، 'الرسوم' و'التوسعة'، وكان الأمراء يحرصون على تقديم العيدية للأطفال على هيئة دنانير ذهبية، ونقود للأطفال وهدايا، ومن ثم تطورت في العصر العثماني، واتخذت شكل الدنانير الذهبية والتي كانت تقدم على هيئة هدايا للأطفال.

وذكرت بعض الروايات التاريخية إن 'العيدية' عرفت في العصر المملوكي، وكانت تعرف باسم 'الجامكية'، أي المال المخصص لشراء الملابس، والتي أشارت أيضاً إلى أن العيدية كانت توزع حسب المكانة الاجتماعية للشخص، لذلك كان أصحاب المقامات العليا مثل الأمراء توزع عليهم دنانير ذهبية، وطعام فاخر وقطع حلوى، وكانت تعطى على سبيل هدية من الحاكم.

*حكم العيدية
مع تراجع الأوضاع الاقتصادية، وتدني الأجور، بدأت 'العيدية' هاجس يقلق أولياء الأمور الذين يتحملون مصاريف العيد المتنوعة من ملابس وضيافة وعيديات وهو ما أصبح يثقل كاهلهم خاصة اذا جاء العيد في منتصف الشهر او في ثلثه الأول كما هو الحال في الأضحى وسبقه الفطر اضافة الى مصاريف المنزل والالتزامات الشهرية، بحسب رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين قالوا إنهم يفضلون العزلة وتخفيف الزيارات كخيار أفضل، فيما قال آخرون أنه ورغم كل الظروف الا ان 'من يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب'.

هذا القلق دفع عمون لتوجيه سؤالها حول حكم العيدية وهل هي واجبة على رب الأسرة إلى دائرة الافتاء التي أجابت بدورها:
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله.. من المقرر شرعا أن نفقة الزوجة واجبة على الزوج، حتى لو كانت تعمل أو كان لها مال، وتشمل النفقة تأمين المسكن المستقل، والمأكل والعلاج والتعليم واللباس بحسب قدرة الزوج المادية، قال الله تعالى: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا }، صدق الله العظيم.

وأضافت: هذا، وتعد العيدية من العادات المستحبة؛ لما ينتج عنها من جبر للخواطر، ولما تدخله على النفوس من الفرح في القلوب، ومع هذا فإنها لا تعد واجبة، وتقدم حسب الاستطاعة. والله تعالى أعلم.

وتابعت: 'لا حرج في العيدية التي يقدمها الأرحام لبعضهم البعض في الأعياد، وليست العيدية واجبة ولا جبرا على الأبناء، وتكون حسب الاستطاعة'.

وحول تخلف بعض الأزواج عن زيارة بيت أهل الزوجة في العيد، أفادت دائرة الافتاء بـ : 'صلة الرحم واجبة على المسلم، وتكون بحسب حال الواصل، ولا تقتصر على تقديم الهدايا أو العيديات أو صنع الولائم في رمضان، خاصة إذا كان الواصل مديناً، بل تكون كذلك بالزيارة والاتصال الهاتفي وغيره من جوانب الصلة، والمهم في صلة الرحم دوامها، فقد قال العلماء: بأن ضابط قطيعة الرحم المحرمة قطع ما ألف القريب منه من سابق الوصلة والإحسان لغير عذر شرعي؛ لأن قطع ذلك يؤدي إلى إيحاش القلوب ونفرتها، وعليه، فيستحب للزوج زيارة أهل زوجته في العيد أو في غير العيد بحسب استطاعته، والله تعالى أعلم.

*مخاوف من انقطاع صلة الرحم بسبب 'العيدية'
رصدت عمون بعض المخاوف المتعلقة بالوصول إلى قطع الرحم بسبب 'العيدية'، اذ عبر البعض عن قلقهم من عدم امكانية تقديم العيدية، وهو ما قد يضعهم في موقف محرج.

المختص بالطب النفسي الدكتور عمر الفاعوري، قال لـ عمون إن العيدية تعتبر وسيله للتعبير عن المحبة والتواصل والفرحة خاصه للأطفال، اذ تنعكس على صحتهم النفسية خصوصا في ظل الظروف الاقتصادية السيئة التي تعاني منها الأسرة الأردنية، وتُشكل ضغطا على رب الأسرة من حيث محاولة توفير العيديات لأهل بيته او للأقارب.

وأشار الفاعوري إلى ان الأردن شهد حالات عدة حول انقطاع صلة الرحم بسبب العيدية، وعدم قدرة الشخص على تقديمها لمن يتوقعونها منه بسبب الظروف المالية، وهو ما يدفع البعض إلى عدم تبادل الزيارات خلال العيد، ناصحا أنه من الأفضل تبادل الزيارات والمحافظة على هذه العادة واستبدال العيديات بهدية رمزية أو لفتة لطيفة.

*الانعاكس الاقتصادي للعيدية
بدوره قال المحلل الاقتصادي مازن ارشيد لـ عمون، إن العيدية تعد من العادات المهمة التي يحرص الأفراد على اتباعها، رغم التحديات الاقتصادية، فبالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الأردن حاليا ، إلا أن العيدية تبقى جزءاً لا يتجزأ من الاحتفال بالعيد، رغم الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، حيث تشير التقارير إلى أن نسبة الفقر في الأردن تجاوزت 15.7% في عام 2023، الا أن العيدية تظل رمزاً للأمل والفرح لدى الكثير من الأسر، حتى وإن كانت المبالغ التي تُعطى أقل من السابق.

وتابع: “الانعكاس الاقتصادي للعيدية على الأسرة الأردنية في ظل هذه الظروف يمكن أن يكون سلاحاً ذو حدين. فمن جهة، قد تُساهم العيدية في تخفيف بعض الأعباء المالية عن كاهل الأسر، حيث يتم استخدامها لشراء احتياجات الأطفال أو بعض المستلزمات الضرورية. ولكن من جهة أخرى، قد تُشكل عبئاً إضافياً على الأفراد الذين يجدون أنفسهم مضطرين لتقديم العيدية رغم صعوبة الأوضاع المالية.

وضرب ارشيد مثالا على ذلك، ما أظهره تقرير صادر عن البنك الدولي يفيد بأن نسبة البطالة في الأردن بلغت حوالي 23.9% في عام 2023، مما يزيد من الأعباء على العائلات”.

واختتم: “بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون العيدية سبباً للقطيعة بين الأسر في بعض الحالات، خاصة إذا كانت هناك فروقات مالية كبيرة بين العائلات. ففي بعض الأحيان، قد يشعر بعض الأفراد بالإحراج أو الحرج إذا لم يتمكنوا من تقديم العيدية بنفس المستوى الذي يقدمه الآخرون، مما قد يؤدي إلى نوع من التباعد الاجتماعي. كما أن تقديم العيدية بشكل غير متوازن يمكن أن يُسبب مشاعر الغيرة أو الحسد بين الأطفال، مما يؤثر سلباً على العلاقات الأسرية”.

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.