في استطلاع للرأي تم في الولايات المتحدة اشارت نتائجه إلى أن ستة من كل عشرة أمريكيين لا يثقون في قرارات الرئيس أوباما، وفي استطلاع آخر للرأي تم في الأردن أكدت نتائجه الرسمية أن ستة مواطنين اردنيين ونصف مواطن يثقون في قرارات الرئيس سمير الرفاعي، ويمكن أن ندرك هنا أن شعبية رئيسنا تتفوق على شعبية الرئيس الأمريكي، وهذه حقيقة لا يمكن أن يدحضها أي واحد منا، لأن الأرقام الرسمية دائما صحيحة وصادقة، والحاقدون وحدهم من يسعون إلى تشويه سمعة الرئيس سمير، والتقليل من شعبيته الطاغية التي لا تقل عن شعبية الرئيس جمال عبدالناصر في مصر والوطن العربي، أو شعبية الرئيس كاسترو في كوبا والعالم الثالث وشعبية نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا ولدى غالبية الشعوب والأمم، وشعبية كل زعيم يتصدى لخدمة شعبه والتخفيف من معاناته وعدم فرض الضرائب عليه والتأكيد صباح مساء أنه لن يرفع اسطوانة الغاز، وأن الأردنيين تحديدا مقبلون على ازدهار عام وبحبوحة شاملة لا يستطيعون أمامها سوى أن يحبوا رئيسهم وطاقمه الوزاري الذي لم يحتج سوى أسابيع قليلة ليؤكد لهم بالعمل لا بالقول أنه يزدريهم ويحاول استغفالهم ويسعى إلى تشحيدهم الملح والفلفل والزعتر.
هذه الأيام تقفز إلى ذاكرتي وذاكرة الكثيرين الرسالة التي كان المغفور له جلالة الملك الحسين قد وجهها إلى الرئيس عبدالكريم الكباريتي متحدثا فيها عن هوسه بالإعلام واعتبار ظهوره في الصحف وعلى الشاشة حرفة ممارسة كل يوم، واعتقد أن هذا الرئيس ظلم كثيرا وأن أصدقاءه من الإعلاميين المعروفين تخلوا عنه في اللحظة التي كان يحتاجهم فيها، وها نحن نتابع الرئيس سمير الرفاعي الذي يطارد أو تطارده وسائل الإعلام وخاصة الرسمية ومعظم الصحف اليومية والشاشات الصغيرة حتى وصلت الأمور إلى درجة أنه بات يطل كل فيلم ومانشيت كل صحيفة والخبر الأول في تلفزيون أم الحيران، يقول الكلام ذاته عن عبقرية حكومته ونزاهة وشفافية سياساته وعن عمى الألوان التي تعتز حكومته بأنه يصيبها فيما يتعلق بالإنتخابات وعن التعيينات التي لا تقف عند تكافؤ الفرص والعدالة والمؤهل، وإنما تقف و لاتتحرك عند وظيفة الآباء إذ كل أب عبقري لا بد وأن ينجب أبناء عباقرة.
أعرف أن كل شيء في هذا العالم يصغر يوما بعد يوم، وعندما اختار البريطانيون توني بلير ليتولى رئاسة الوزراء كان أول تصريح له (إنني لا أصدق أنني أجلس على الكرسي الذي كان يجلس عليه وينستون تشرتشل) ولم تعد الناس في عالمنا تحفظ أسماء رؤساء الجمهوريات ورؤساء الوزراء وحتى الوزراء كما كانت في الخمسينات والستينات، لأن الزعامات الحقيقية ذهبت ولم يأت بعدها من يخلفها، أيزنهاور أمريكا و جورباتشوف الإتحاد السوفياتي وتيتو يوغوسلافيا وعبد الناصر مصر وبن بيلا الجزائر وفيصل السعودية وصدام العراق وبشاره الخوري لبنان وديغول فرنسا، صغرت المناصب وصغر شاغلوها، وفي الدول الديمقراطية يدين كل رئيس جديد لكل رئيس سبقه ويحاول الإقتداء به، أما في العالم الثالث فإن الرؤساء ورؤساء الوزراء يعتبرون أن شعوبهم ولدت بعد مجيئهم، وحتى هذه الحكومة التي تحكمنا الآن بالإضطهاد والهروات والإزدراء والتجويع والضرائب تشعر أمام ممارساتها وكأنها جاءت بانقلاب عسكري قادته على من سبقها بقواتها البرية والبحرية والجوية الضاربة ومئات الآلاف من ميليشياتها غير الموجودة، ويمكننا الوقوف مع موقف حكومة الرفاعي مثلا من حكومة الذهبي التي كانت سترفع ثمن اسطوانة الغاز لولا أننا صحونا ليلة القدر ودعونا على هذه الحكومة فاستجاب الله لدعواتنا، هذه الحكومة التي تحكمنا لا تشير إلى كيفية تعامل الذهبي الحضاري مع الإعلام والإعلاميين و لا تتحدث عن رفض الذهبي اصدار تلك المدونة البشعة المتعلقة بالإعلام ولم تقترب من توجهات حكيمة لحكومة الذهبي على رأسها احترام الأردنيين واحترام وعيهم وليس اعتبارهم ستة ملايين غبي لا يريدون أن يتعلموا من رئيس مميز وثمانية وعشرين وزيرا (عليهم العين وربنا يحرسهم).
يستطيع دولة الرئيس على ضوء استطلاع رأي مركز الدراسات استراتيجية التابع للجامعة الأردنية وسعة وعمق محبة الأردنيين للحكومة التي تحتقرهم وتواصل فرض الضرائب عليهم وتتصدى لكل احتجاج أو اعتصام بالضرب المبرح والإهانة المبالغة، أقول يستطيع دولته أن يخرج من بيته في أية ساعة من النهار أو الليل داخل سيارته أو على صهوة دراجته الهوائية أو النارية، ويتجول في أحياء عمان الغربية والشرقية والشمالية والجنوبية وحتى في أحياء المدن الأردنية التي بلا شوارع، فوقوف ثلثي الأردنيين معه عشاقا له ومؤيدين له وشاكرين يجعل من المؤكد أن ليس هناك أردني واحد يكرهه أو يحقد عليه أو يشتمه أو لا يصفق له شخصيا أو من خلال صورته المعلقة في كل بيوت الأردنيين حتى الذين لا خبز ولا ماء ولا سكر ولا دواء ولا ملابس لديهم، فوجوده فوق رؤوسنا يغني عن كل حاجة لنا، وخلال جولاته المغطاة اعلاميا بتفاصيلها يستطيع أن يزعم ويقسم أنه صائم إذا تورط مواطن وطلّق عليه أن يشرب كأسا من الشاي، فأباريقنا ليست نظيفة، وأيدينا ليست نظيفة ونوايانا ليست نظيفة لأن الماء شحيح ولأن جيوبنا ليس فيها نصف دينار ولأن المطلوب منا من ضرائب وبدل خدمات – على رأي وزير المالية – يجب أن ندفعه ولو على شكل ابناء لنا أو بنات تستلمهم منا الحكومة وتسلمهم للموساد تنفيذا لمعاهدة وادي عربه أو تطبيقا لفك الإرتباط.
تقوم سياسة دولة الرئيس على مرتكزات يعرفها الأردنيون، وأحاول هنا أن اختصرها في البنود التالية:
1. من ليس معي فهو ضدي
2. من لا يحبني لا يحب الأردن ولا دبي
3. لا رفع لأسطوانة الغاز حتى لو رفعت ضغطكم وسكركم
4. أنا الأردن والأردن أنا
5. سأعمر في منصبي حتى مطلع 2011 وموتوا في غيظكم
6. أن لا أكذب ولا أقول الحقيقة وتابعوا تصريحاتي
7. كل صحفي يفتح فمه سأغلقه بمدونة أو هراوة دركي
8. سأدملكم دملا بالضرائب والفوائد والقهر والجوع والاستيداع
9. سأجوعكم جوعا لم يعرفه الصوماليون ولا فقراء اليمن والهند والباكستان
10. كل أردني لا تعجبه سياساتي وقراراتي ومنطلقاتي وأهدافي وممارساتي يمكنه مراجعة أي فرع للأحوال المدنية ويسلم جواز سفره ويقلب وجهه من البلد.
11. حتى لو تم إقالتي أو اجبرت على الإستقالة فقد دخلت تاريخكم كواحد من أكثر رؤساء الوزارات كراهية للأردنيين ومن الأردنيين
12. لدي الآن مئات الكتبة الذين يزينون لي أعمالي وينظمون في حكومتي المقالات والقصائد والمواويل وضدي عشرة كتاب محترمين يحبون الوطن ويدافعون عن المواطنيين وسيظلون يقولون كلمتهم مهما قدمت لهم من اغراءات أو وجهت إليهم من تهديدات، وكل ما يبنيه المئات خلال شهر تهدمه مقالة واحدة من هؤلاء العشرة والسلام عليكم
موقع الخندق الألكتروني