اكتشاف اثري في خربة عطاروز من العصر الحديدي

 واكد مدير عام الدائرة الدكتور زياد السعد خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم الاربعاء اهمية هذا الاكتشاف الاثري في خربة عطاروز الذي يدل على عمق الحضارة المؤابية وتطورها في تلك الحقبة من الزمن والذي سيغير من نظرة الدارسين للعصر الحديدي في الاردن.

 

واشار السعد الى اهمية ما تقوم به الدائرة من اعمال تنقيب وترميم في المواقع الاثرية لتسليط الضوء على العمق الحضاري والتاريخي للاردن والعمل على تاهيل المواقع الاثرية وترويجها سياحيا ونشر والوعي الاثري من اجل تعميق الانتماء لهذا البلد والتعريف بالدور الذي كانت تلعبه هذه المنطقة في التاريخ الانساني.

 

وقال إن عطاروز تعتبر واحدة من اهم المدن المؤابية التي جاء ذكرها في المصادر التاريخية، مبينا ان الملك ميشع المؤابي خلد اسمها في مسلته المشهورة وان المعبد المكتشف يعتبر الاكبر حجما والاكثر اكتمالا في المنطقة ويتكون من غرفة رئيسة تحيط بها غرفتان متماثلتان من الشمال والجنوب والى الشرق من الغرفة الرئيسة تمتد ساحة مكشوفة تنتشر داخلها المذابح المربعة المبنية من الحجر والنصب الحجرية.

 

واضاف السعد انه تم العثورعلى مذبح يعلوه مجسم لمعبد مصنوع من الفخار، موضحا ان المجسم مكون من طابقين يزين الطابق الاول تمثالان للالهة تحمل قرابين وفتحات جانبية لادخال الاسرجة للانارة والطابق الثاني للمجسم على شكل مبخرة ويظهر على هذا المجسم تاثيرات مصرية واشورية مما يدل على اتصال اهل المنطقة بالحضارات المجاورة.

 

واشار السعد الى ان الموسم الحالي ياتي تتويجا لجهود البحث العلمي حيث تم الكشف عن واحدة من اكثر القطع الاثرية تميزا وهي عبارة عن تمثال مصنوع من الفخار وهو الوحيد من نوعه من حيث الحجم ودقة الصنع، مبينا انه تم العثور في ذات الموقع على تمثال لاسد مصنوع من الطين المشوي وهو قطعة فريدة من حيث مادة الصنع وطريقة تنفيذ الفنان للقطعة ومجموعة من الاسرجة والمذابح الحجرية المنحوتة التي كانت تستخدم في تقديم القرابين اضافة الى مباخر مصنوعة من البازلت والحجر الكلسي والعديد من الجرار الفخارية المميزة.

 

واكد ان هذا الاكتشاف يدل على العمق الحضاري المهم لمملكة مؤاب والتي امتازت بثقافة واستقرار وتميزت بالازدهار والقوة مما يؤكد ما ورد عن مسلة ميشع بالحقائق الاثرية الواردة في المصادر، مشيرا الى انه لازال العمل جاريا على دراسة هذه القطع.

 

يذكر ان خربة عطاروز تقع على الطريق المؤدي الى قلعة مكاور جنوب غرب مادبا بمسافة25 كيلومترا و13 كيلومترا شمالي غربي ذيبان ولها اطلالة ساحرة على سيل الهيدان والبحر الميت مما جعل لها اهمية عسكرية كبرى لدى الدولة المؤابية.

(بترا)