الشريط الاخباري
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
تحذير شديد اللهجة..العنف الاجتماعي يتفاقم
خاص: الدكتور حسين الخزاعي استاذ علم الاجتماع المشارك في جامعة البلقاء التطبيقية اكد ان أهم أسباب العنف في المجتمع الاردني يتمثل في أن العنف يتسلسل ضمن حلقات ومؤسسات تؤدي كلها الى التحفيز لممارسة السلوك العنيف داخل المجتمع وهذه كلها تدعم عدم تماثل ابناء المجتمع لمؤسسات الضبط الاجتماعي غير الرسمي وعدم قيام هذه المؤسسات بدورها في حماية الابناء وتوجيههم لنبذ العنف مبينا ان وسائل الضبط غير الرسمي في المجتمع التي تراجع دورها هي ´ الأسرة والمدرسة والجامعة والمختار والجار والجد المسجد والعشيرة والاعلام ´ . وهذه الوسائل تلعب دورا كبيرا في ممارسة الضبط على أفراد المجتمع وحفظهم من اللجوء للعنف والانحراف والمحافظة على نظم المجتمع وقواعد السلوك والتعامل الايجابي البناء بين الأفراد .
واضاف الدكتور الخزاعي ان ابشع انواع الجرائم واكثرها وحشية هي التي يكون فيها مرتكب الجريمة من داخل الاسرة ، وخاصة الاب او الام والذين يفترض ان يكونا مصدر الامن والامان والدفاع عن الابناء وحفظهم ومتابعة نموهم وتطورهم وتأمين كافة احتياجاتهم والحرص والسهر على راحتهم ، وفي هذا الصدد يوضح الخزاعي قائلا : بالرغم من محدودية الجرائم البشعة والمنفرة التي ترتكب من قبل الام او الاب في حق الابناء او احد افراد الاسرة الا أن وحشية هذه الجريمة تبقى عالقة في ذهن وفكر وافراد المجتمع لانها تعتبر خروجا عن المألوف والمنطق بان الاب والام هو مصدر الحب والحنان والرعاية للابناء ، ووحشية هذه الجرائم والتحدث وتدوالها من قبل وسائل الاعلام يبين وكأن الجريمة تتفشى في المجتمع ، كون وحشية هذا الجرائم يتم التحدث عنها من قبل افراد المجتمع .وقال الخزاعي للاسف (26) جريمة اسرية تم رصدها منذ مطلع هذا العام من اصل (57) جريمة ، وكان الجاني فيها هو الاب او الام او الزوج او الاخ .
وقال الدكتور الخزاعي ان ثقافة التحمل التي تتسلح بها الزوجة بعد زوجها تدفع الى ارتكاب العنف في المجتمع ، ونحن مع ثقافة التحمل الايجابي وليس السلبي داخل الاسرة ونشجع على ان تكون العلاقة بين الازواج مبنية على معرفة وتطبيق الحقوق والواجبات المشتركة بين الزوجين والمبنية على التسامح والتعاون والغيرة المشتركة والحوار الايجابي والشراكة في القرار الاقتصادي والتربوي والاجتماعي داخل الاسرة وعدم تهميش اي دور للاخر ، والاهم من كل ذلك ان تكون الحوارات الاسرية ايجابية وليست حوارات تصادمية سلبية تؤدي الى مزيد من العنف وتعليم الابناء العنف حيث ان الابناء في مراحل ما قبل المدرسة يتعلمون من الاباء عن طريق التقليد الاعمى للاب او الام ، واذا كان الاب عنيف فانه يقدم نموذج لأبن عنيف في المجتمع .
وقال الدكتور الخزاعي للاسف اصبح دور الاب في بعض الاسر هامشيا ويعتبر ممولا فقط لطلبات واحتياجات الأبناء وان دور الأسرة في التنشئة الاجتماعية بدء يتلاشى وأصبح هناك تنشئة اجتماعية من وسائل أخرى مثل رفاق السوء, التكنولوجيا الحديثة, الإنترنت, فأصبح التهميش واضحا لدور هؤلاء الناس في المجتمع، لذلك فإن حصر دور الأب في كونه ممولا اقتصاديا يعزل الآباء عن الأبناء ويؤدي إلى ضعف القيود على الأبناء وعدم تعلمهم الطاعة والامتثال، الأمر الذي يؤدي إلى عدم ضبط سلوكهم. لذا فان على الأسرة يقع عبء كبير في عملية تعلم نماذج السلوك السوي، وممارسة الضبط الذاتي لأفرادها وللمجتمع. ولكن الذي يجري في المجتمع الأردني مؤسف للغاية حيث انه تم تسجيل (52250) اثنين وخمسين الف ومائتنين وخمسين حالة طلاق خلال الخمس سنوات الماضية، اي انه من كل خمس حالات زواج يوجد حالة زواج فاشلة، اما بالنسبة ´ للخلع ´ فالرقم مزعج ومقلق حيث انه منذ ان تقررمنح المرأة حق طلب الخلع من زوجها في نهاية عام 2001 وحجم حالات الخلع بازدياد حتى بلغ ما مجموعه 10957 قضية ما بين قضايا مدورة وواردة وقضايا مفصولة ومسقطة. وهذا يعني المزيد من القهر للأبناء والتفكك الأسري وسيدفع الثمن الأبناء والمجتمع والأرقام المقلقة تتمثل في عنف ووحشية العنف الذي يمارس داخل الأسرة الأردنية ، فقد سجل في العام الماضي (6416 ) حالة وقضية عنف اسري في الوقت الذي تزداد به عدد حالات العنف المسجلة بشكل شنيو باستمرار، كان العنف والإيذاء الجسدي من داخل الأسرة يشكل (97%) والمعتدين في الدرجة الاولى هو الزوج اوالباقين من الأبناء والبنات والإخوة والأخوات . ماذا سنجني من الأسرة العنيفة غير العنف .
ويقول الخزاعي في المدرسة الحال ليس بافضل من الاسرة عندما نتحدث عن دور الأسرة في الضبط الاجتماعي فان الواجب يقتضي ان نشير الى اهمية المدرسة في عملية تعليم الابناء وتوجيههم وغرس روح المحبة والتعاون بين الطلبة وتهيئة اجواء المنافسة الشريفة بين الطلبة وبين اعضاء الهيئة التدريسية في المدرسة حتى يكون دور المدرسة اساسيا في التنشئة الاجتماعية. ولكن الذي يجري هو بما لا تشتهي السفن حيث ان الدراسات الرسمية التي تصدر عن وزارة التربية والتعليم ان نسبة الضرب الموجه من المعلم نحو الطالب في العصا بلغت (40%) فيما بلغت نسبة الصراخ ( 45%) والتهديد بالضرب او حسم العلامات فكانت نسبتها (38%) وهناك ايضا حالات اساءة لفظية انفعالية يتعرض لها الطلاب ولا ننسى ايضا ان المعلم يتعرض الى اساءة واعتداء من الطلبة ولكن حالات قليلة مقارنة في العنف الموجه من المعلم للطالب لذا يجب اعداد برنامج مهني للمعلمين والإداريين والمرشدين في الميدان حول الاساليب البديلة التي يجب استخدامها للتقليل من كافة انواع العنف الموجه نحو الطلبة، وهؤلاء الطلبة الذين يتخرجون من المدارس بهذه الطريقة نتيجة للظروف التي تعرضوا لها من العنف سيلتحقون في الجامعة وهم متشربون نفس السلوكيات العنيفة التي تعلموها في المدرسة في ظل فشل الجامعات في صقل شخصية الطلاب وترسيخ اواصر المحبة والتعاون والتنافس الشريف بين الطلبة . ولا ننس حالات التسرب المدرسي بازدياد حيث يتسرب سنويا بحدود (6300) متسرب من المدارس، وعدد عمالة الاطفال في الاردن وصل إلى (32) الف عامل يعملون في ظروف صعبة وشاقة، ولا ننسى جرائم الاحداث الاطفال الذين اتموا السابعة من العمر ولم يكملوا الثامنة عشرة وهؤلاء بلغ عددهم في العام الماضي ( 5072) حدثا وتنوعت الجرائم التي ارتكبوها ولا نستغرب اذا عرفنا ان منها جرائم سرقة وايذاء واضرار بمال الغير ومحاولات انتحار وقضايا اتجار وتعاطي مخدرات. وللأسف هؤلاء الفئات (عمالة الاطفال، المتسربين من المدارس، الأحداث الجانحين) هؤلاء خارج الضبط الاجتماعي.
وأوضح الخزاعي أن العنف الاجتماعي أصبح بمثابة العدوى ينتقل من شخص لأخر ويمارس باستهتار ويمارسه الجميع ضد الجميع, فيتعرض له الطبيب والممرض والصحافي والوزير ورئيس الجامعة والأب والأم ورجل الامن والطفل والطالب.
وأشار ان ذات الاسلوب يمكن تطبيقه على الأسر مشيرا الى ان الحل يكمن في الحوار الأسري لتوعية أفراد الأسرة بمخاطر هذا العنف, واكد الدكتور الخزاعي على بروز وتفشي ظاهرة الفزعة والنخوة وهناك الكثير من الذين يشاركون في المشاجرات من يشاركون فيها من باب الفزعة للاقارب والاصدقاء فقط, من دون معرفة بأسباب المشاجرات وأحيانا اطرافها, مشيرا الى ان الخلويات هي وسيلة اتصال وتبليغ سريعة تساهم تجميع اكبر عدد ممكن من المتشاجرين وتلعب دورا كبيرا في زيادة هذه الظاهرة مشيرا الى قضية مهمة جدا وهي تسلح الشباب في الفهم الخاطيء لدور العشيرة في المجتمع . فالعشيرة تنبذ العنف والاعتداء عل حقوق الاخرين وتخريب ممتلكاتهم وتحارب الظلم والاعتداء كل من يعتدي على حقوق الاخرين والعشائر لها دور كبير يساهم في حفظ القانون وتنفيذه وتحقيق الأمن الاجتماعي للأفراد في المجتمع ، وترفض العشائر أي سلبيات او خروج عن القانون باسم العشائر وتتبرأ منها وتدينه ، فرجال العشائر صنعتهم الخبرة والتجربة والحكمه وعركتهم الحياه ولهم دور مشهود لوقوفهم بحزم وقوة لاي مظهر من مظاهر العصبوية القبلية كونها تساهم في تفتيت المجتمع . فنحن دولة القانون والمؤسسات ورجال العشائر نذروا أنفسهم لخدمة الصالح العام للمجتمع والدولة والمحافظة على القيم والأخلاق والردع الاجتماعي.
ويقول الخزاعي ان الفراغ والبطالة يلعبان دورا مهما في بروز ظاهرة العنف وخاصة البطالة بين الشباب الجامعيين الذين يحملون درجة البكالوريوس فما فوق تصل إلى 25% ومن الجنسين,. مشيرا الى إن الخطير في هذا الأمر أن البطالة بين المتزوجين التي تصل إلى 28%, مشيرا الى ان ذلك يسبب كبتا وقلقا إضافة الى الفراغ الذي يعيشه الشاب.
وقال الخزاعي اذا كانت أدوات الضبط الاجتماعي، غير فعالة في المجتمع، وازدادت التجاوزات غير القانونية من الأفراد، فان وسائل الضبط الرسمي المتمثلة في اجهزة الامن العام وقوات الدرك يجب ان تتدخل لمعالجة السلوك الذي يهدد سلامة المجتمع او الاعتداء على المواطنين الأبرياء ومحاولة تخريب ممتلكاتهم وصحتهم او إتلاف ممتلكات الدولة ، والأجهزة الأمنية تتعامل بمنتهى الرقي والحضاره مع هؤلاء الخارجين عن القانون وتتابع وتعالج كل السلوكيات التي تحاول التأثير في بنية المجتمع، وبالتالي فالشكل الرسمي من العقاب وضع كي يعالج السلوك الذي يعرض المجتمع للأخطار، فهو سلوك فاعل في التأثير على الأفراد أو الجماعات التي تحاول التأثير من خلال سلوكياتهم الشاذة أو جرائمهم التي يرتكبونها بحق الأبرياء في المجتمع.
الأكثر قراءة