• المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
  • يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
  • رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

الأمم المتحدة تتبنى أسبوعا أطلقه الملك للوئام بين الأديان

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2010-10-21
1360
الأمم المتحدة تتبنى أسبوعا أطلقه الملك للوئام بين الأديان
تبنت الجمعية العامة للامم المتحدة الاربعاء المبادرة التي اطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني لاقامة اسبوع عالمي للوئام بين الاديان وذلك في الاسبوع الاول من شهر شباط من كل عام.
 
وقام سمو الامير غازي بن محمد المبعوث الشخصي المستشار الخاص لجلالة الملك بتقديم القرار الخاص بالمبادرة "الاسبوع العالمي للوئام بين الاديان" امام الجمعية العامة للامم المتحدة.
 
واشار سموه الى ان هذه المبادرة تهدف الى نشر رسالة الوئام بين مختلف الاديان والمعتقدات.
 
ويشير القرار الى المبادرة الاردنية "كلمة سواء" والتي تهدف الى التركيز على احترام الاخر ونبذ تعميم الافكار السلبية تجاه اتباع مختلف الديانات والمعتقدات.
 
وفيما يلي نص كلمة سمو الامير غازي بن محمد أمام الجمعية :
 
بسم الله الرحمن الرحيم
سيادة الرئيس، بالنيابة عن المملكة الأردنية الهاشمية والراعين المشاركين الـ29 الآخرين ألبانيا وأذربيجان والبحرين وبنغلاديش وكوستاريكا وجمهورية الدومينيكان ومصر والسلفادور وجورجيا وغواتيمالا وجمهورية غويانا التعاونية وهوندوراس وكازاخستان والكويت وليبيريا وليبيا وموريشيوس والمغرب وعُمان والبارغواي وقطر والاتحاد الروسي والمملكة العربية السعودية وتنزانيا وتونس وتركيا والإمارات العربية المتحدة والأوروغواي واليمن يشرفني أن أقدم مشروع قرار/ ل 5 / 65 / ايه / /A/65/L5 بعنوان ‘أسبوع الوئام العالمي بين الأديان’.
 
اسمحوا لي أن أشرح بشكل مختصر التفكير وراء مشروع القرار هذا والذي أطلقه جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 23 ايلول 2010.
 
 يعلم الجمع الكريم الحقيقة المؤسفة أن العالم مليء بالتوترات الدينية والارتياب والكراهية والحقد. ويمكن لهذه التوترات الدينية أن تتفجر وتولد عنفاً طائفياً، كما أنها تسهل عملية تشويه صورة الآخر ليصير شيطاناً بنظرنا، والذي بدوره يسهّل على الرأي العام أن يكون ميالاً إلى دعم شنّ الحرب على من هم من أتباع الديانات الأخرى. فمثلاً بحسب استطلاع (غالوب) في عام 2008 – أحد أضخم الاستطلاعات الدينية في التاريخ – فإن آراء 53بالمئة من الغربيين في المسلمين ‘سلبية’ أو ‘سلبية جداً’ وآراء 30بالمئة من المسلمين في المسيحيين سلبية.
 
 ففي حين أنه يجدر على الأديان أن تكون أساساً يُبنى عليه السلام العالمي إلّا أن إساءة استخدام الدِين بمقدورها أن تكون مسبباً للصراع والشقاق في العالم. وعلاج هذه المشكلة لا يأتي إلّا من أديان العالم نفسها. يجب أن تكون الديانات جزءاً من الحل وليست جزءاً من المشكلة. لقد قامت مئات المجموعات الدينية من مختلف الأديان بإنجاز الكثير من العمل الجيد والصالح في هذا الاتجاه – ابتداءً بالمجمع الفاتيكاني الثاني 1962-1965.
 
ولكن القوى التي تحرض على التوتر بين الأديان (وأهمها التزمُّت بكافة أشكاله) أكثر تنظيماً وأكثر خبرة وأكثر تنسيقاً وأكثر تحفزاً وأكثر شراسة وقساوة. ولهذه القوى استراتيجيات أكثر ومؤسسات أكثر ومال أكثر وقوة أكبر وتحظى بتغطية إعلامية أكثر بحيث أنها تطغى على كل العمل الإيجابي الذي تقوم به مبادرات حوار الأديان المختلفة. والإثبات المؤسف على هذا هو أن التوترات الدينية لا تتضاءل وإنما هي في ازدياد.
سيادة الرئيس، يسعى مشروع القرار هذا إلى قلب الموازين على هذه الحركة السلبية من خلال: 1) تنسيق وتوحيد جهود كافة مجموعات حوار الأديان التي تقوم بأعمال إيجابية لتركز على موضوع محدد في فترة معينة من كل عام ليزيد زخم هذه المجموعات الجماعي ولتفادي التكرار.
 
2) تسخير واستغلال القوة الجماعية لأماكن العبادة (وهي ثاني أضخم بنية تحتية في العالم – بعد التعليم) لتحقيق السلام والوئام: وذلك بمثابة استعمالنا للبرنامج الصحيح في الحاسوب الديني.
 
3) تشجيع الأغلبية الصامتة من الواعظين أن يعلنوا دعمهم للسلام والوئام بشكل دائم ومستمر والقيام بتوفير وسيلة جاهزة لهم ليقوموا بذلك. فحين يعلن الواعظون والمعلمون دعمهم للسلام والوئام مرة في السنة بشكل علني ورسمي لا يمكنهم الارتداد والعودة للخوف والارتياب محدود الأفق عندما يواجهون أزمة أو استفزازاً بين الأديان ويزيد ذلك فرص مقاومتهم لعصف رياح الديماغوجية الشعبية وسياسة تملق الجماهير.
 
سيادة الرئيس، لنحوّل اهتمامنا إلى النصّ نفسه ... اسمحوا لي أن أشرح بعض أهم المصطلحات والمفاهيم.
 
1) كلمة "وئام" في عنوان القرار وفي الفقرة الرئيسية الثانية وفي أماكن أخرى مقصودة في المعنى والمفهوم الصيني لهذه الكلمة. نضيفها إلى كلمة "تسامح" (التي استعملناها أيضاً) لأن "التسامح" قد يوحي بأن الآخر سلبي إلى درجة تتطلب "التسامح"؛ لا يمكننا استعمال كلمة "تقبّل" لأنها توحي بأن الديانات تتقبّل عقائد بعضها البعض – بدلاً من حقّ الإيمان بتلك العقائد – وهذا ليس هو الحال؛ لا يمكننا استعمال مصطلح "السلام" وحده لأنه يوحي بانعدام الحرب وليس بالضرورة انعدام الكراهية. مفهوم "الوئام" الكونفوشيّ وحده هو الذي ينقذنا هنا لأنه لا يوحي بالـ "سلام" فحسب بل وبالـ "تفاعل الحسن المفعم بالحيوية بين عناصر الشيء الواحد المكتمل".
 
2) نجد في الفقرة الرئيسية الثالثة "حُبّ الله وحُبّ الجار أو حُبّ البَرّ وحُبّ الجار". ما ضرورة هذا المرجع الديني في قرار للأمم المتحدة؟ للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نلتفت أولاً إلى أن مشروع القرار هذا فريد من نوعه لأنه يدور حول الدين على وجه التحديد وليس أمراً آخر لذا فإن استخدام مرجعٍ ديني أمر طبيعي جداً.
 
لو فعلنا العكس سيكون ذلك تزمتاً علمانياً لا يختلف عن التزمُّت الذي يحاول هذا القرار مواجهته وسيكون تجاهلاً لـ85 بالمئة من سكان العالم الذين يعتنقون ديانة أو أخرى.
 
 ثانياً – ولعل هذه النقطة هي الأهم – نستخدم هذه المراجع الدينية لأنه في حين أننا نتفق على أن عمل الأمم المتحدة ليس التعاطي في اللاهوت نعرف أيضاً أن هدفها الرئيسي هو صناعة السلام والحفاظ عليه ومن دون ذكر الله ووصيّتي الحُبّ بشكل خاص [انظر: مَتّى، 22 : 34 – 40 ومرقس، 12 : 28 – 31] سيعتبر كثير من – والأرجح معظم – المسلمين والمسيحيين واليهود دعوة لأسبوع من الوئام بين الأديان ابتذالاً فارغاً لا يمكنهم دعمه بشكل كامل أو صادق. يقول السيد المسيح في الكتاب المقدس هذه الكلمات التي تذكرنا بالتثنية:
 
"أنْ ليس بالخُبز وحده يحيا الإنسان، بل بكلّ كلمة مِن الله’ [لوقا، 4 : 4 ومَتّى، 4 : 4 وانظر التثنية، 8 : 2 - 3] وليتقدّس اسمك [مَتّى، 6 : 9] ونجد هذا المعنى في القرآن الكريم في الآية الكريمة "وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى" [سورة الليل، 92 : 19 – 20] وأيضاً "ولذكر الله أكبر" [سورة العنكبوت، 29 : 45].
 
 وبكلمات أخرى فإنه بالنسبة للمسلمين والمسيحيين واليهود – والذين يشكّلون معاً حوالي 55 بالمئة من سكان العالم و(يؤسفني أن أقول أنهم) مشتبكون في معظم صراعات العالم – من الضروري ذكر جوهر دينهم.
 
وإلّا فإن الأمل في تعزيز السلام بين الأديان من خلال دسّ لغة خارجية وعلمانية وبيروقراطية لا ينفع بل ويذكرنا بقول السيد المسيح: كل مدينة أو بيت منقسم على ذاته لا يثبت [مَتّى، 12:25].
ثالثاً، يجب أن نلتفت إلى أن هذه اللغة لا تستثني أحداً من أيّ ديانة أو مَن لا ديانة لهم: أيّ شخص حسن النية سواء كان يعتنق ديانة أو لا يجدر به أن يُلزم نفسه إلى مفهوم حُبّ الجار وحُبّ الله أو حُبّ الجار وحُبّ البَرّ. ففي النهاية حُبّ الجار والبَرّ جوهر النية الحسنة. ذِكر "البَرّ" لا يضمن الإيمان بالله أو بأية ديانة مع أنه بالنسبة للكثير من المؤمنين فإن "البَرّ" هو الله بالضبط: يقول السيد المسيح: ليس أحدٌ صالحاً إلّا واحدٌ وهو الله [مرقس، 10 : 18؛ لوقا، 18 – 19 ومَتّى، 19 : 17]، و"البَرّ" اسم من أسماء الله الحسنى في القرآن الكريم [الطور، 52 : 28]. وهكذا فإن الحديث عن "البَرّ" صيغة شاملة وصحيحة دينياً وتخلق الوحدة بين البشر ولا تستثني أحداً.
 
رابعاً، هناك سبب آخر يستوجب علينا ذكر حُبّ الجار؛ فهو يحدد مقياساً عملياً معيارياً يمكن للإنسان أن يسأل نفسه، ويسأل الناس بعضهم بعضاً إن كانت أفعالهم نابعة من كاريتاس (أي المحبة) للجار أم لا. وفعلاً قال سيدنا محمد: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لجاره ما يحبه لنفسه" [صحيح مسلم، كتاب الإيمان، حديث رقم45، ص. 67].
 
3) في الفقرة الرئيسية الثالثة استُعملت العبارة "على أساس طوعي" لأن المقترح كلّه يجب أن يكون طوعياً بشكل خالص. يجب ألّا يُفرض أسبوع الوئام العالمي بين الأديان على أي دار عبادة، ففي حين أننا نأمل أن نشجع الوئام بين الأديان فإن آخر ما نريده هو أن يشعر أي شخص على الإطلاق بأن هناك أمرا مفروضا على إيمانه ومعتقداته وقَناعاته. ولكن يستطيع المرء تصور حوافز إيجابية تشجع وتدعم وتتابع تطبيق هذا القرار.
 
4) وأخيراً في الفقرة الرئيسية الثالثة أيضاً فإن عبارة ‘كلّ حسب معتقداته الدينية’ مهمة جداً لأن الديانات المختلفة لا تترجم "حُبّ الله والجار" بنفس الطريقة بالضرورة ولا تريد أن يُقال أنها تفعل ذلك. فهذه العبارة تقينا أخطار الاختزالية أو محاولة التوفيق بين المعتقدات الدينية المتعارضة وتفسح المجال للاختلافات الدينية ضمن نطاق هدف السلام والوئام بين الأديان.
 
في الختام نطلب بتواضع من الدول الأعضاء في الجمعية العمومية للأمم المتحدة أن تتبنّى مشروع القرار المقترح لأسبوع الوئام العالمي بين الأديان كما هو، ملتفتين إلى أنه لا يستثني أيّ فرد كان ولا يطلب التسوية من أحد ولا يُلزم أحداً ولا يُجبر أحداً ولا يؤذي أحداً ولا يكلّف شيئاً بل – على العكس – يشمل الجميع ويحتفي بالجميع ويفيد الجميع ويوحِّد الجميع ويملك القدرة الكامنة على نشر السلام والوئام في العالم أجمع إن شاء الله.
 
شكراً سيادة الرئيس.
 
وفيما يلي نص مشروع القرار :
 
مشروع قرار اي/65/ال5 - A/65/L5 الجلسة الخامسة عشرة البند 15 على جدول الأعمال :
 
 مشروع 9 : أسبوع الوئام العالمي بين الأديان الجمعية العمومية.
 
 مستذكرين القرارات 53/243 في تشرين الاول 1990 المتعلق بإعلان ثقافة السلام وبرنامج العمل المتعلق به؛ و57/6 في تشرين الثاني 2002 المتعلق بالترويج لثقافة السلام واللاعنف؛ و58 / 128 في 19 كانون الاول 2003 المتعلق بالترويج للتفاهم والوئام والتعاون الديني والحضاري و64 / 164 في 18 كانون الاول 2009 المتعلق بالقضاء على كل أشكال التعصب وعدم التسامح الديني؛ و64 / 81 في 7 كانون الاول 2009 المتعلق بترويج حوار الأديان والحضارات والتفاهم والتعاون من أجل السلام و64 / 14 في 10 تشرين الثاني 2009 المتعلق بتحالف الحضارات؛ معترفين بالحاجة الملحَّة للحوار بين الأديان المختلفة من أجل تعزيز التفاهم والوئام والتعاون المتبادل بين الناس؛ مستذكرين وبامتنان المبادرات العالمية والإقليمية والشبه إقليمية حول التفاهم المتبادل والوئام بين الأديان ومن ضمنها المنتدى الثلاثي للتعاون بين الأديان من أجل السلام ومبادرة "كلمة سواء"؛ معترفين بأن الضرورة الأخلاقية لكل الأديان والمعتقدات تدعو إلى السلام والتسامح والتفاهم المتبادل:
 
 1. نؤكد من جديد أن التفاهم المتبادل والحوار بين الأديان يشكّلان بُعدَين مهمَّين في ثقافة السلام.
 
 2. نعلن الأسبوع الأول من شهر شباط من كل عام أسبوع الوئام العالمي بين الأديان.
 
3. نشجع كل الدول أن تدعم، على أساس طوعي، نشر رسالة الوئام بين الأديان وحسن النية في كنائس العالم ومساجده ومعابده وغيرها من دور العبادة في ذلك الأسبوع بناءً على حُبّ الله وحُبّ الجار أو بناءً على حُبّ البَرّ وحُبّ الجار كلّ حسب معتقداته الدينية.
 
 4. نطلب من الأمين العام أن يُبقي الجمعية العمومية على اطّلاع بتطورات تطبيق القرار الحالي. بترا
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.