• يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
  • رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

شعور الناخبين ومشاعر المرشحين ،قراءة في الشعارات الانتخابية

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2010-10-27
2277
شعور الناخبين ومشاعر المرشحين ،قراءة في الشعارات الانتخابية

متابعة وتحليل د. حسين الخزاعي

من يتجول في شوارع المدن الاردنية يجد اليافطات والصور والاعلانات والدعايات الانتخابية للمرشحين تغزو الشوارع والطرقات وحتى الازقة والارصفة واسطح العمارات وجوانب السيارات ، مشاعر وعقول وتفكير المرشحين للانتخابات لا ينشغل الا في شعور الناخبين والتركيز على احتياجاتهم وتحقيق رغباتهم والتخفيف من حدة المشكلات والقضايا التي تؤرق المواطنين ، عيون المرشحين لا تنام والوسائد اصبحت خالية ، والتفكير كله اصبح بالمواطن وقضاياه ، نحن في موسم التفكير ،( 840) مرشحا حائرون، يفكرون في هذا المواطن الغلبان ، الذي يحفظ عن ظهر قلب اغنية ام كلثوم ما خطرتش على بالك يوم تسأل عني «، نقول الدعاية الإنتخابية حق مشروع من اجل التعريف بالمرشّح وما يدعمه في الترشيح من خبرات ومؤهلات علمية وبرنامج انتخابي يستطيع أن يتبناه ويحققه للمجتمع والوطن وينطلق من هموم واحتياجات ومشكلات المواطن الاجتماعية والاقتصادية والخدماتية، ومع دخول مرحلة الحسم والانتهاء من تقديم طلبات الترشيح للمنافسة على مقعد في المجلس النيابي القادم، فقد انطلقت إيقاعات الحملات الإعلانية والدعائية للمرشحين باستخدام كافة الوسائل الإعلامية الحديثة والتقليدية للوصول إلى اكبر عدد من الناخبين وتعزيز المؤازرين والاحتفاظ بهم واستقطاب المحايدين الذين لم يقرروا بعد من هو المرشح الذي سوف يساندونه وينتخبونه إننا مع الدعاية الانتخابية ولكن نذكر بأنه لا يجوز وبأي شكل من الأشكال استخدام المفرقعات والألعاب النارية آو إطلاق الأعيرة النارية في الحملات الانتخابية كون هذه الطرق والوسائل تعرض أفراد المجتمع للمعاناة والإزعاج والألم وتعرض الأبرياء للإصابة والخطر وهذه ليست وسائل دعاية انتخابية وإنما وسائل إزعاج ونفور اجتماعي وتؤثر على سمعة المرشحين وتعمل على الإحجام عن انتخابهم والحضور إلى مقراتهم الانتخابية ومعرفة برامجهم الانتخابية ويخسرون الدعم والتأييد من المؤازرين والناخبين كون هذه الوسائل ستعرضهم للخطر . 
 
من خلال رصد الدعاية الانتخابية التي بدأ المرشحون الاعتماد عليها للوصول إلى جمهور الناخبين وبعد جولة ميدانية على عدد من المحافظات تبين أن هناك تنوعا في أشكال الدعاية المستخدمة والتي انطلقت صباح يوم الأحد 10/10/2010 يوم تقديم الطلبات بشكل رسمي للترشيح بوضع الصور الشخصية للمرشحين على شكل لوحات متوسطة وكبيرة وتدعم هذه الصور الملونة والمصممة بأساليب أنيقة تشد الناظرين وتلفت الانتباه لها من خلال الاعتماد على اختيار ألوان مريحة للبصر ومدعمة بعبارة مختصرة جدا لا تزيد على (10) كلمات في معظمها تشير إلى الهدف الرئيس الذي يسعى المرشح لتحقيقه.
 
 وهناك لوحات كبيرة لمرشحين ومرشحات تخلو من الكلمات والوعود واعتمدت فقط على ذكر اسم المرشح أو المرشحة المدعمة بصورة أنيقة للمرشح أو المرشحة، واعتمد بعض المرشحين على أسلوب اليافطات الكبيرة وإعلانات تشير إلى أماكن وجود المقر الانتخابي ويلاحظ أن الأماكن العامة وخاصة الشوارع الرئيسية والدواوير وأماكن ارتياد الجمهور هي أكثر الأماكن التي تم وضع دعايات ترويجية للمرشحين وتركزت هذه اليافطات واللوحات في المناطق والدوائر التي سيترشح فيها المرشحون وأماكن ارتياد الناخبين. واعتمد الكثير من المرشحين على طباعة منشورات وبروشورات ويتم توزيعها على الجمهور في الأماكن العامة وأسلوب آخر يتمثل في وضع صور المرشحين على المركبات الخصوصية للمرشحين وأفراد حملته الانتخابية ، وتم الاعتماد على أسلوب نشر الإعلانات في الصحف اليومية والأسبوعية والمواقع الالكترونية.
 
ودخل أسلوب جديد بدأ يستخدم من قبل المرشحين وهو»الاتصال التكنولوجي السريع مع الناخبين عن طريق رسائل الموبايل والفيس بوك والإيميلات الشخصية وهي أساليب حديثة جديدة بهدف الوصول إلى اكبر عدد ممكن من الناخبين لجذب الانتباه لبرامجهم وأهداف ترشيهم للبرلمان وهناك من بدأ استخدام الدعاية عن طريق القنوات التلفزيونية الفضائية والإذاعات الخاصة.
 
وهذه طرق حضارية وتساند الجهود الحكومية في تشجيع المواطنين للمشاركة الفعالة في الانتخابات وهذا أسلوب حضاري يدل على رقيه ومنهجية الأساليب التي تتبع لدعوة المواطنين وتحفيزهم للانتخاب خاصة وأن معظم المرشحين قد قاموا بجهود اجتماعية كبيرة مع ناخبيهم في الدوائر الانتخابية في وقت يسبق هذه الدعاية عن طريق المشاركة في الأفراح والأحزان والزيارات المنزلية لحشد تأييد اكبر عدد ممكن الناخبين.في القرى الأردنية لا نلمس الاعتماد على اليافطات في الدعاية الانتخابية أو أي وسيلة من الوسائل التكنولوجية وإنما تعتمد على الاتصال الشخصي والزيارات بين أفراد المجتمع والالتقاء في دواوين العشائر ومضافاتهم .
 
الشعارات المرفوعة في الانتخابات يجب أن تلامس الواقع وعدم المبالغة في طرح الشعارات التي لا يمكن تحقيقها ، نحن بحاجة إلى برامج خاصة تدعم المجتمع في كافة فئاته وخاصة الشباب والبطالة والعمل والفقر ووقف الفوضى والفساد الذي بدأ ينخر في جسم التعليم العالي وتحقيق العدالة والمساواة وتفعيل الدستور وحفظ حقوق المواطنين والعدالة في توزيع مكتسبات التنمية وتعزيز قيم التسامح ونبذ التطرف والعنف والغلو والجشع والطمع ومحاربة الإرهاب الفكري ومواجهة العنف الاجتماعي الذي بدأ يتسلل إلى المجتمع الأردني المتسامح المتعاون المتحاب وهذه هي التي تولد القناعة عند الناخبين وتسحبهم إلى المشاركة في الانتخابات .
 
ومن خلال قراءة سريعة لمضمون الدعايات الانتخابية نجد معظمها يتمحور حول البعد الوطني « والتركيز على قضايا الخدمات والفقر البطالة والحريات العامة وتطبيق العدالة والمساواة بين كافة أفراد المجتمع في التعيين والتعليم والتعليم العالي والأمانة في إيصال الكلمة للمسؤولين وخدمة الوطن ويلاحظ أن معظم اليافطات والدعايات ركزت على تبني شعر « الجرأة في قول الحق وعدم الخوف ، والصراحة والوضوح ومحاربة الفساد وخدمة المواطن « ، وهناك يافطات ركزت على القضية الفلسطينية وعدم قبول التوطين والتنازل عن الحقوق في فلسطين وحق العودة مقدس ، وشعارات تشير إلى أن دعم العراق واجب . ؟! نطالب المرشحين الواقعية في طرح الشعارات الانتخابية حتى لا يصدم المواطن في برامج تعجز الحكومة وموازاناتها واحتياطياتها عن تنفيذها .
 
وبعد ،،، للمرة الأولى تشارك الحكومة من خلال وزارة التنمية السياسية في الحملة الدعائية من خلال وضع لوحات او توزيع نشرات تحث المواطنين على المشاركة في الانتخابات والتأكيد على حق المرأة في الانتخاب من خلال شعار « حقك تختاري , حصتك محفوظة «، ولوحات أخرى تؤكد على أن « مشاركتك في الانتخابات واجب عليك وجزء من مسؤوليتك تجاه وطنك .» ومدعمة هذه اللوحات في صورة لصندوق انتخابي يكتب عليه « وحدة وطنية « . وهناك لوحات تؤكد   محاربة شراء الأصوات والذمم عبر لوحات ويافطات كتب عليها ( عيب والله عيب , لا تكن شريكا في جريمة التزوير , وصوت بنزاهة وشرف ) , في حين ركزت تلك الإعلانات على أهمية الوحدة الوطنية عبر تعزيز تنوع المشاركة السياسية في الانتخابات. كما أن التلفزيون الأردني بدأ تقديم لقاء لمدة دقيقة لكل مرشح أو مرشحه لعرض برنامجه الانتخابي وأيضا منحت الأحزاب وقتا للحديث عن برامجها وهذا يؤكد تفاعل الحكومة ونزاهتها وتعاملها مع الانتخابات بصورة حضارية وتأكيدها على المساواة وعدم التحيز أو دعم مرشح على حساب مرشح آخر . مسك الكلام ،،، مشاعر المرشحين كلها موجهه للتفكير بالناخبين ، والاهم والمهم مشاعر الناخبين الى اين تتجه ؟!

 

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.