تحميل مالك الأرض المجاورة مسؤولية عمارات الأشرفية المهددة بالانهيار

وتضمن تقرير اللجنة الذي نشرته "الدستور" تحميل مالك القطعة ذاتها المسؤولية أيضا عن أي أضرار قد تلحق بالعمارات الاخرى المجاورة للقطعة ، نتيجة تعرض قواعدها وأساساتها للتأكل والانهيار نتيجة الاعمال الانشائية والحفريات التي سبق أن قام بها مالك القطعة.

وبحسب تقرير اللجنة فان مالك العمارة سيتحمل الكلفة المالية لانشاء جدار استنادي يحمي العمارات الثلاث من الانهيار الناتج عن التصدعات الطويلة في الجرف الصخري.

وأوصت اللجنة بايجاد مساكن بديلة للعائلات المشردة ، الى حين اكمال الاعمال الانشائية للجدار الاستنادي وترميم التصدعات والشقوق التي اصابت العمارات وبيوتها.

وتتالف اللجنة من مندوب عن محافظة العاصمة وأمانة عمان ومديرية الدفاع المدني ومديرية الامن العام والجمعية العلمية الملكية ، وجاءت خلاصات تقريرها بعد اجتماعات مستفيضة استمرت لساعات ومعاينة الاوضاع الفنية والهندسية للعمارات الثلاث المهددة بالانهيار وتأثير الحفريات التي أجريت في قطعة الارض المجاورة للعمارات على ذلك.

وأضطرت العائلات المشردة الى المبيت ثلاث ليال متتالية في العراء في المنطقة الخالية المقابلة للعمارات الثلاث ، واضطروا كذلك الى استخراج بعض متعلقاتهم الشخصية من بيوتهم المهددة بالانهيار من ملابس تقيهم برد الشتاء وأوان للطبخ وغيرها بعدما نفد صبرهم بانتظار حل لازمتهم.

وفي محاولة لمعالجة ازمة العائلات المشردة في العراء ، قررت وزارة التنمية الاجتماعية أمس نقل العوائل الى مركز المستندة الاجتماعي الكائن على طريق سحاب ، بيد أن غالبيتها رفضت ذلك ، وآثرت البقاء في العراء لحين اكمال اعمال الصيانة ، مبررة موقفها ببعد المركز عن مدارس أبنائهم وأماكن عملهم.

ولم يوافق على الانتقال الى مركز الايواء الا عائلة واحدة مكونة من فردين ، اعتبرت نفسها لا تملك خلاصا الا في الانتقال الى هناك.

ورغم التحذيرات الرسمية ، الا أن بعض العوائل المشردة هددت بالعودة الى منازلها المهددة بالانهيار في حال اصرت "التنمية الاجتماعية" على نقلهم الى مركز المستندة باعتبار انه الخيار الوحيد والنهائي ، فيما هامت عوائل أخرى بحثا عن مساكن للايجار في منطقة الاشرفية كمسكن بديل لحين الانتهاء من الاعمال الانشائية للجدار الاستنادي وموافقة الجهات المختصة على عودتهم لمنازلهم.

بيد ان غالبية العائلات بالكاد تستطيع تدبر امورها حتى يكون بمقدورها البحث عن بيت للايجار ، فابو أحمد وهو في العقد الرابع من عمره ، يقول أنه يجدول بصعوبة راتبه الشهري البالغ 220 دينارا للانفاق على مصاريف الاكل والشرب وفواتير الكهرباء والماء والهاتف وضريبة المسقفات واجرة المنزل والتي أحيانا لا يكفي الراتب تكالفيها الشهرية.

المحامية صفاء البلبيسي جمعت توكيلات جماعية من ملاك العمارات وسكانها ، وباشرت أمس في اجراءات تسجيل دعاوي لدى السلطات القضائية المختصة بحق مالك قطعة الارض المجاروة لمطالبته بتعويضهم عن الاضرار .

الى ذلك يسيطر القلق على سكان عمارات اخرى مجاورة للعمارات التي تم اخلاؤها بعد ظهور تصدعات في بناياتهم ، خشية ملاقاة ذات مصير العائلات المشردة بسبب مماطلة الجهات المعنية في حل أزمة سكان العمارات المعرضة للانهيار.