• يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
  • رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

يوناتيد برس : حكومات الاردن تسوق الديمقراطية للحصول على المساعدات فقط

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2010-12-22
1334
يوناتيد برس : حكومات الاردن تسوق الديمقراطية للحصول على المساعدات فقط

طغى تعثر عملية الإصلاح السياسي وجدل الهوية الوطنية على أحداث العام 2010 في الأردن، الذي شهد في تشرين الثاني الماضي انتخابات نيابية، قاطعتها الحركة الإسلامية. حسب ما جاء في تقرير لوكالة يونايتد برس الاربعاء.

 وتابعت الوكالة ورغم تمخض الانتخابات عن حكومة جديدة، برئاسة مستعادة لسمير الرفاعي، إلا أن الكثير من المراقبين يعتقدون أن تغيير الحكومات في المملكة بات أمراً اعتيادياً لا يترك أثراً يذكر على المشهد السياسي أو على عملية الإصلاح السياسي التي انطلقت بعد عودة الديمقراطية للأردن في 1980، والتي أقر الملك عبد الله الثاني بتعثرها ودعا إلى مراجعة شاملة لها.
 
ويعزو مراقبون تعثر الإصلاح إلى عدة عوامل أهمها، الفجوة الهائلة بين خطاب الإصلاح عند الملك عبد الله الثاني، والسياسات التي تطبقها الحكومات على الأرض، والتي تبدو كمن يعمل ليسوّق الديمقراطية لدى الغرب بهدف الحصول على المساعدات الاقتصادية فقط.
 
كما أن ما يسمى ب"قوى الشد العكسي" تلعب دوراً حاسماً في عرقلة الإصلاح السياسي الحقيقي، حيث تعتبر أنه يعني إعادة توزيع السلطة والقوة، وربما الثروة في المجتمع.
 
وقال عضو مجلس النواب، الكاتب الصحافي جميل النمري ليونايتد برس انترناشونال إن تعثر عملية الإصلاح السياسي يعود لثلاثة عوامل رئيسية، أولها "تدني القدرات السياسية للطبقة المهيمنة على إدارة القرار في المملكة".
 
وتابع النمري أن ثاني العوامل" غياب المصلحة الموضوعية لبعض القوى المتنفذة من الإصلاح السياسي، أي قوى الشد العكسي التي ترى أن الإصلاح الحقيقي سيجردها من مكاسبها السياسية والاقتصادية. والعامل الثالث هو تدني مستوى الثقافة العامة والتطور السياسي والاجتماعي في مختلف الأوساط بما في ذلك مؤسسات المجتمع المدني " .
 
من جهته ربط أستاذ العلوم السياسية الدكتور محمد المومني تعثر عملية الإصلاح ب"ضعف قوى المعارضة وعدم امتلاكها خطاباً معارضاً عقلانياً، الأمر الذي دفع بالحكومات للتردد في السير بمنهجية حقيقية للإصلاح تشرك فيها قوى المعارضة".
 
ورأى المومني أن مخاوف البعض من أن تؤدي عملية الإصلاح السياسي إلى عرقلة جهود الإصلاح الاقتصادي، تُعدّ سبباً آخر لتعثر الإصلاح السياسي.
 
وأشار إلى أن أصحاب مدرسة "الأولوية للاقتصاد" يرون في الإصلاح السياسي معوقاً لعملية استفرادهم في إعادة تشكيل دور الدولة الاجتماعي، ما استدعى منهم، وهم صناع قرار سياسي واقتصادي، العمل على إدخال عملية الإصلاح السياسي إلى الثلاجة خشية أن تأتي بقوى تعيد الاعتبار لدور الدولة والعدالة الاجتماعية.
 
وأضاف أن ضعف المعارضة وعدم امتلاكها خطاباً عقلانياً "فتح الباب على مصراعيه أمام قوى الشد العكسي التي لعبت في الساحة السياسية للحفاظ على مكتسباتها".
 
من جهة أخرى، ربط الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور بين عملية الإصلاح وتعديل التشريعات السياسية، لاسيما قانون الانتخابات.
 
وقال منصور ليونايتد برس انترناشونال إن"تعديل قانون الانتخابات هو المدخل الحقيقي للإصلاح ومن دون مثل هذا الإجراء يبقى الإصلاح السياسي مجرد حديث يتم تكراره في كل مناسبة".
 
وأضاف أن الحديث عن برامج الإصلاح "ليس وليد الساعة، ولكنه بدأ منذ العام 1989 بعد أن دخل البنك الدولي ساحة السياسة واعتُمدت سياسات الإصلاح الاقتصادي كبداية للإصلاح السياسي والتنمية الشاملة".
 
وقال منصور إن تمسك الحكومة بتقديم الاقتصاد على السياسة في مسيرة الإصلاح "يعكس مدى التأثير الخارجي على السياسات الرسمية، في ظل حاجة داخلية شعبية ملحة للإصلاح السياسي للنهوض بالاقتصاد من خلال تعديل آلية تشكيل الحكومات والمجالس النيابية الممثلة للشعب، تتمكن من القيام بدورها الرقابي والتشريعي لتحقيق الإصلاح والتنمية المستدامة".
 
ولفت إلى أن عجلة التنمية السياسية تسير ببطء شديد وتعثر دائم بسبب "تغييب إرادة الإصلاح الحقيقية" لدى الحكومات المتعاقبة.
 
وكانت الحركة الإسلامية، القوة الرئيسة للمعارضة، قاطعت الانتخابات الأخيرة احتجاجا على قانون الانتخابات المؤقت الذي أقرته الحكومة في أيار/مايو الماضي، بحجة أن التغييرات التي أدخلت عليه شكلية ولم تمس جوهره، بخاصة في ما يتعلق بالصوت الواحد للناخب الواحد.
 
ورغم أن عملية الإصلاح السياسي شأن داخلي أردني، إلا أن قوى محلية عديدة تسعى لربطها بعملية السلام والحل النهائي للقضية الفلسطينية، وتحديداً في بعده المتعلق بقضية اللاجئين، التي تعدّ ادة دسمة للحوارات والتجاذبات الداخلية في المملكة التي تستضيف العدد الأكبر منهم والذين يحمل معظمهم الجنسية الأردنية.
 
لكن النمري رفض ربط الإصلاح الداخلي بمسيرة التسوية لأن"ربط الإصلاح السياسي بما ستسفر عنه التسوية السياسية للصراع في المنطقة ذريعة للقوى التي ترفض الإصلاح وتعمل على إعاقته".
 
من جهة أخرى، شهد العام 2010 جدلاً متجدداً حول الهوية الوطنية، دخل فيه المتقاعدون العسكريين إلى دائرة القوى المحافظة التي تطالب بتحجيم الوجود الفلسطيني سياسياً واقتصادياً ورفض أي حل للقضية الفلسطينية على حساب المملكة.
 
ورأى مراقبون أن استمرار الجدل حول هذا الموضوع لا يرتبط فقط بتعثر التسوية بل أيضا بالطروحات الإسرائيلية حول الوطن البديل، ويرجحون استمراره ما دام الصراع العربي الإسرائيلي قائماً.
 
ويضع مراقبون أحداث العنف غير المسبوقة التي وقعت مؤخراً في أعقاب انتهاء مباراة فريقي الوحدات (الفلسطيني) والفيصلي (الشرق أردني) في إطار الصراع الدائر في المملكة حول الهوية الوطنية، ويقولون إن تلك الأحداث كانت نتيجة منطقية لسياسة إقصاء وتهميش الأردنيين من أصول فلسطينية.
 
وقال المحلل السياسي ناهض حتر ليونايتد برس انترناشونال إن الجدل حول موضوع الهوية الوطنية أمر موضوعي لا يمكن لأي جهة أن تكبحه، مشيراً إلى أن الأردن " يتعرض لمؤامرة صهيونية واضحة المعالم تتمثل في رفض إسرائيل قيام الدولة الفلسطينية والإقرار بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وهذا الموقف المعلن مدعوم من الإدارة الأميركية ".
 
وقال حتر إن التفكير السياسي الإسرائيلي منصب على أن الأردن هو الوطن البديل، مشيراً إلى مؤتمر عقد مؤخراً في إسرائيل، حرّض على فكرة الوطن البديل، واحتجت الحكومة الأردنية عليه في رسالة وجهتها لنظيرتها الإسرائيلية.
 
وحذر من وجود قوى داخل الأردن، ليست أردنية أو فلسطينية تشجع على هذه الفكرة، واصفاً إياها بأنها "ليبرالية تريد تحويل الأردن إلى منطقة حرة من دون هوية".
 
وقال إن إنهاء هذا الجدل يتطلب تدخلاً إيجابياً يتمثل في إعادة تعريف عدو الأردن "وهو إسرائيل، والتأكيد على أن الأردن لن يكون وطنا بديلا للفلسطينيين، وعلى أنه لن يكون هناك أي دور أردني قادم في الضفة الغربية في إطار أي حل مستقبلي للصراع".
 
ورأى المومني أن "هناك من لعب ويلعب على وتر الهوية الوطنية بهدف تحقيق مكتسبات سياسية واقتصادية".
 
وقال إنه لإنهاء الجدل حول هذه القضية، "على الدولة أن تحسم من هم مواطنوها، أي يجب حسم من هو الأردني، وهل الفلسطينيون المقيمون في المملكة ويحملون جنسيتها هم مواطنون لهم كامل الحقوق وعليهم كافة الواجبات؟".

 

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :

قصي زايد22-12-2010

من كلمات غازي عليان الذي يتوافق مع تقرير يوناتيد برس

إن قضايا الإصلاح الاقتصادي في أكثر دول العالم ضرورة حتمية تقتضيها التطورات المتسارعة للحركة الاقتصادية العالمية أكثر مما هي قضايا أيديولوجية ترتبط بشكل هذا النظام السياسي أو ذاك, ولا سيما بعد الأزمة المالية التي كادت
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .

ابو عدي22-12-2010

الاصلاح السياسي من وجهه النائب غازي عليان كما جاء في كلمتة لمنح الثقة للحكومة

الإصلاح السياسي


إن جوهر الإصلاح السياسي هو تحويل المجتمع أي مجتمع إلى دولة قانون يتمتع مواطنوها بالحرية المسؤولة مع اخذ بعين الاعتبار استحالة تحقيق التنمية السياسية أو الإصلاح الديمقراطي
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.