الشريط الاخباري
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
قنوات الأطفال.. خطر يهدد أسرنا من الداخل
تعمل على عزلهم عن محيطهم الخارجي وتضعف إدراكهم للواقع،،
مختصون: الإفراط في مشاهدتها يتسبب بالانطوائية وضعف التحصيل الدراسي
أولياء أمور: القنوات سيطرت على عقول أبنائنا ومحت شخصياتهم
أيمن توبة
رغم بعض الفوائد التي قد يجنيها الفرد من التعامل مع الأجهزة المرئية كالتلفاز، إلا أن استخدام هذا الجهاز لا يزال محاطاً بالعديد من الأضرار الصحية والاجتماعية والدينية والأخلاقية، لاسيما مع إدمان الأطفال والمراهقين على مشاهدة التلفاز، الأمر الذي يؤدي إلى بروز ظواهر سلبية عديدة كالأخطار الصحية والسلوكيات العدوانية والآثار النفسية والذهنية، وما إلى ذلك.
وبهذا الخصوص يحذر أخصائيون اجتماعيون وأكاديميون وآباء من خطورة جلوس الاطفال لساعات طويلة امام القنوات الخاصة ببرامج الاطفال من رسوم متحركة، مؤكدين أن ذلك يعمل على تحجيم تفكير الطفل ويجعله محدودا ضمن شخصيات محددة، ويجعله غير متفاعل مع الاسرة والبيئة المحيطة به، وتصبح هذه القنوات بالنسبة له هي مصدر الادراك السمعي والبصري.
في الوقت ذاته يضيف المختصون أن هذا لا يعني أن هذه القنوات غير مفيدة، فالكثير منها تنمي الاخلاق الحميدة لدى الاطفال وتحفظهم آيات القرآن الكريم والاحاديث النبوية الشريفة والتعرف على اسماء الحيوانات وتمييز اصواتها...، لكن هنالك تصرفات خاطئة من قبل الاهل بكثرة متابعة الطفل لهذه القنوات وبخاصة في بداية مراحل العمرية (وهي الفترة الحرجة من عمر سنة الى خمس سنوات).
ويؤكد الاخصائيون والمهتمون أن هذه المرحلة من عمر الطفل هي مرحلة اكتشاف وتخزين للمعلومات، فاذا ما بقي اهتمام الطفل منحصرا بهذه القنوات فقط، فانه لن يكتشف شيئا سوى ما تعرضه هذه القنوات.
ويضيف الاختصاصيون أن الافراط في مشاهدة هذه القنوات وبقاء الطفل أكثر من ست او سبع ساعات وهو جالس على هذه القناة يحرمه من اكتشاف ما يدور من حوله، لأن الأصل في هذه المرحلة أن يتعرف الطفل على محيطه وواقعه ويصقل شخصيته، أما بقاؤه لساعات طويلة وهو يتابع هذه القنوات فلن يتعلم معه الطفل شيئا سوى ما تعرضه هذه القنوات، ويصبح الطفل انطوائيا وغير متفاعل مع ما يدور من حوله، حيث تصبح متابعة هذه القنوات شكلاً اجتماعياً مقدماً على التعامل مع المحيط الخارجي من أصدقاء وإخوة، ما ينمي الانطواء، خاصة مع ما يرافق غضب الأطفال من أهلهم أو إخوانهم بحال حاولوا تغيير المحطة التي يتابعونها، الى جانب أن الوقت الطويل الذي يستهلكه البعض في مشاهدة التلفاز يعني تآكل الوقت المخصص للدراسة أو النوم، مع ما قد يرافق الشغف من تأخير للصلاة ونحوها. ويصبح أبطال هذه القنوات هم القدوة الأولى للأطفال والنشء، ما يبعدهم عن أي نموذج حسن من المحيط الخارجي.
ولتسليط الضوء على هذه المسألة قامت «المواجهة» باستطلاع آراء الآباء والأمهات حول هذا الموضوع لما له من أهمية في بيوتنا:.
حمد: زادت معاناتنا.
خالد محمد حمد (35 عاما) ويعمل مدرسا قال لـ»المواجهة»: لدي طفلتان، ونعاني انا وزوجتي من ادمان بنتيّ على هذه القناة، فنحن نعلم ان الادمان على هذه القنوات خطير للغاية، وهي ايضا تزيد من احتمالات التعرض لمشكلات في الانتباه في مرحلة المراهقة، والسبب في ذلك يعود إلى المشاهدة المفرطة لهذه القنوات ومتابعتها بشكل يومي. ويضيف حمد ان الخطأ في البداية يعود الينا، لاننا نحن من سمحنا بادمان بنتينا على هذه القنوات، كنا نريد ان نتخلص من المعاناة اليومية وشقاوة اطفالنا، فكنا نسمح لهما بمشاهدة هذه القنوات لساعات طويلة، ناهيك عن بعض الامور السيئة التي تبث في عقول اطفالنا. ويكمل حمد حديثه بقوله: زادت معاناتنا مع هذه القنوات عندما كبرت بنتانا، فلقد مرت علينا ايام صعبة لان هذه القنوات سيطرت على عقول بنتينا، فعندما انادي احداهما لا ترد، او بالاحرى لا تسمعني من كثرة تركيزها في هذه القناة والبرامج التي تقدمها، فكنت اعمد احيانا الى مناداتها باسماء الشخصيات المحببة لديها كي تستجيب لي مثل (لين، او رغد).
البوريني: محت شخصية أبنائي.
ويتفق حسام محمد البوريني (40 عاما) مع ما قاله المدرس خالد، ويؤكد ان هذه القنوات محت شخصية ابنائي الثلاث، وسيطرت على عقولهم، ويؤكد خطورة الجلوس لساعات طويلة امام هذه القنوات على الاطفال الصغار، لما لها من سلبيات كثيرة فهي تعمل على صقل شخصية الاطفال على طريقتها بما تبثه من برامج واغان واناشيد، وتجعل الاطفال غير مدركين لما يدور حولهم من امور، وبالتالي تؤثر في شخصيتهم، ويؤكد انه عمل على شطب هذه القنوات من بيته، واستبدالها بقنوات دينية.
العلي: معطلة لخيال الأطفال.
سوسن خالد العلي (33 عاما، محامية وأم لاربعة ابناء) قالت: هذه القنوات عملت على تعطيل خيال ابنائي، فابنائي يستسلمون للمناظر والافكار التي تقدم لهم دون ان يشاركوا فيها، فالبرامج والاغاني هي الفاعل وهي الناقد، ويقتصر دور ابنائي على استقبال ما يعرض عليهم فقط. وتضيف العلي لـ»المواجهة»: أبنائي اصبحوا عدوانيين، ولا يتحملون اي كلمة من احد، وايضا اصبحوا انعزاليين، وغير قادرين على الانخراط مع المحيط الخارجي، خصوصا ان اطفالي ما زالوا صغارا ولم يدخلوا المدارس بعد.
العدوان: بعضها مفيد.
ولعدوان العدوان (38 عاما ويعمل محاسبا) رأي اخرا بهذا الخصوص حيث يرى ان بعض هذه القنوات ذات مضمون ورسالة، على عكس الكثير من المحطات الخاصة بالاطفال التي تبث افلاما ومسلسلات لرسوم متحركة قد تتسبب في خلخلة الكثير من المفاهيم لدى الاطفال، محذرا في ذات الوقت من سلوكيات خاطئة لدى الكثير من الاباء بترك اطفالهم لساعات طويلة قد تمتد الى 6 او 7 ساعات على المحطات بغض النظر عن طبيعة هذه القنوات، لان ذلك يعمل على عزل الطفل عن مجتمعه الحقيقي والانخراط بشكل دائم في المجتمع الخيالي، مما يؤدي الى اعاقة النمو العقلي لدى الطفل، وسيطرة هذه القنوات على مخيلة الاطفال، مما يحد من قدرتهم على الابداع والتواصل مع المجتمع الخارجي.
الحياصات: عرضة للرسوب في المدرسة واضطرابات في السلوك.
وقال الدكتور سامر احمد الحياصات (أخصائي علم الاجتماع) لـ»المواجهة»: ان مشاهدة التلفاز قبل عمر سنتين ونصف السنة، يضر بنمو الدماغ لدى الأطفال. وأضاف: ان المراهقين الذين يشاهدون التلفاز لأكثر من ثلاث ساعات في اليوم يواجهون احتمال الرسوب في المدرسة أكثر من غيرهم. وأوضح أنه حتى المراهقون الذين لا يشاهدون التلفاز إلا ساعة في اليوم يواجهون احتمال الرسوب في المدرسة أكثر من أولئك الذين لا يشاهدون التلفاز على الإطلاق، كما أن المراهقين الذين يشاهدون التلفاز لساعات طويلة هم عرضة أكثر من غيرهم لاضطرابات في السلوك وصعوبات في التركيز وميل للملل في المدرسة.
الأكثر قراءة