الشريط الاخباري
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
الزواج من العربيات... سلاح الموساد للتجسس على الفلسطينيين
تتنوع خطط أجهزة الاستخبارات وتتلون حسب طبيعة العلاقات بين البلدان، وفي عام 1950 وضع ديفيد بن جوريون خطة لتنشيط منظومة التجسس على الدول العربية وخصوصًا الفلسطينية، تقوم على زواج العديد من العملاء لتسهيل مهمة قيامهم بعمليات استخباراتية سرية سواء لجهاز الموساد أو الجيش.
في واحدة من أهم الدراسات التي عرضها التليفزيون الإسرائيلي مؤخرا، كشف المعهد السياسي للدراسات في تل أبيب عن تلك الخطة السرية التى وضعها دافيد بن جوريون رئيس الوزراء الأسبق عام 1950 لتنشيط "منظومة التجسس" الإسرائيلي على القرى والمدن العربية أو الفلسطينية، تقوم على زرع العديد من العملاء السريين من أعضاء المخابرات الإسرائيلية في هذه القرى والزواج من أهلها من أجل القيام بعمليات استخباراتية سرية سواء لجهاز الموساد أو الجيش.
وأشارت الدراسة التي وضعها عامير ريبيبورت الصحفي بجريدة يديعوت أحرونوت إلى أن أول من ابتكر هذه الطريقة كان رئيس الوزراء الراحل دافيد بن جوريون، والذي اقترح زرع العملاء الإسرائيليين في القرى العربية مبلورا خطة جعلت هؤلاء العملاء يزعمون بأنهم مصريون أو أردنيون أو عراقيون حضروا إلى فلسطين من أجل العمل ويرغبون العيش بين العرب، وهو ما سيدفع الأهالي العرب في هذه القرى الموجودة بإسرائيل إلى احتضان هؤلاء العملاء خصوصًا مع النبل العربي في التعامل مع الأغراب والمحتاجين للمساعدة.
المثير أن ريبيبورت زعم بأن الكثير من هؤلاء العملاء نجحوا وبفضل هذه الخطة في اختراق القرى العربية في إسرائيل وكذلك القرى الفلسطينية، زاعمًا أن هؤلاء العملاء استغلوا وجود الكثير من حالات القرابة والتصاهر بين العائلات العربية في إسرائيل والفلسطينيين في الضفة الغربية، وهو ما أتاح لهم الدخول إلى الكثير من القرى والمؤسسات الفلسطينية ونقل الكثير من أسرار ما يجري بها للمخابرات الإسرائيلية بمختلف أجهزتها سواء الموساد أو الشاباك أو المخابرات العسكرية "أمان".
وأوضح ريبيبورت أن اختيار القرى العربية التي توجه إليها هؤلاء المستعربون كان يتم بحكمة وذكاء شديدين، حيث حرص بن جوريون ومعه كبار قادة الموساد وبقية الأجهزة الأمنية الأخرى، على أن تتنوع هذه القرى بين شمال وجنوب البلاد ، وهو التنوع الذي كان يقصد به محاصرة جميع هذه التجمعات العربية ونقل كل ما يحدث بها .
المثير في هذه الدراسة أنها تسخر من سماح كبار الوجهاء أو المسئولين في القبائل العربية لهؤلاء العملاء بالعيش بينهم دون أن يتحققوا من ماضيهم أو حتى مصداقية كلامهم، رغم أن الكثير من العرب في إسرائيل لديهم أصدقاء في العراق أو مصر أو الأردن، وكان من الممكن التأكد من مصداقية القصص التي كان يرددها هؤلاء العملاء قبل أن يتم احتضانهم في القرى العربية وتزويجهم فتيات من هذه القرى والارتباط معهم بعلاقات زواج.
وكشف ريبيبورت في نهاية عرض الدراسة بأن المخابرات الإسرائيلية قررت وقف هذه الخطة في بداية الألفية الحالية خاصة مع انجاب الكثير من هؤلاء العملاء لكثير من الأطفال وتعرضهم لأزمات نفسية، خاصة وأن بعض من هؤلاء العملاء اعترف لزوجاته في النهاية، بأنه إسرائيلي وجاسوس على الفلسطينيين وهرب بعدها إلى إسرائيل، الأمر الذي جعل الكثير من النساء الفلسطينيات يصبن بصدمات نفسيه أو يذهبن مع أزواجهن إلى إسرائيل، خصوصًا مع الكشف عن حقيقة أصول الزوج ومعايرة الكثير من أبناء القرى الفلسطينية لهؤلاء النساء ومحاولة الاعتداء عليهن أو على ابنائهن والتأكيد على أنهم جواسيس مثل أبائهم الذين هربوا إلى داخل المدن اليهودية في إسرائيل، الأمر الذي أدى في النهاية إلى غضب الكثير من العملاء الإسرائيليين وتوقفت هذه الخطة تمامًا.
عموما فإن ما كشفه ريبيبورت يكشف المخططات الاسرائيلية الخبيثة للاضرار بالأمن العربي أو الفلسطيني، وهي المخططات التي يبدو أنها باتت تنعكس بصورة سلبية على تل أبيب ذاتها، وهو ما أوضحته هذه الدراسة في النهاية.
الأكثر قراءة