الشريط الاخباري
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
الملك يغسل أحزان الفتى محمد الهويمل ويتكفل برعايته مدى الحياة
ما فتئت لفتات ملكية تتخطى كل الحواجز وتكسر خطوط البروتوكول، لتصل إلى قلوب الأردنيين منسابة كماء زلال يروي الظمآن في قيظ الصحراء.
هو دأب الهاشميين ودربهم في الحكم، خبره كل من عاش ويعيش تحت ظلال رايتهم على مر العصور. لفتات تؤكد أن ثمة دوما من يسهر على راحة الأردنيين فردا فردا، في حلهم وترحالهم. ثمة من يجعل سعادته تتعلق بسعادة طفل غمره بمكرمة أو قوم ترجل عن عرشه ليلبي حاجاتهم.
لا تضيق الدنيا ولا تنغلق الآفاق، فدائما هناك باب مفتوح، يبادر صاحبه إلى الناس بنفسه يطبب جراحهم ويمسح آلامهم بحنو أب وأخ لكل أردني. فـ"الأردن أولا" لأن الشعب أولا في نظر جلالة الملك عبدالله الثاني القريب من أبناء شعبه حد الجيرة لكل فرد فيهم.
بالأمس القريب احتفل الأردنيون بالذكرى العاشرة لتولي الملك الشاب سلطاته الدستورية، حق لهم أن يفخروا بملك احتفل بذات المناسبة على طريقته؛ طريقة قدمت طفلا من بينهم كان ضيق ذات اليد ينهش أسرته ويكبلها.
هو طفل التقط الملك قصته من بواكيرها، ظل جلالته يتابع تفاصيلها، حتى بات الطفل رمزا لقضية كانت وما تزال تحظى بموقع الصدارة على أجندة الملك.
لا للعنف ضد أحباب الله الأطفال، هذا ليس مجرد قول وكلام يقف عند حدود التوجيه الملكي بأن "العنف ضد الأطفال خط أحمر"، بل ها هو الملك بنفسه يتابع قصة طالب ضربه معلمه في مدرسة أساسية بمنطقة تكاد تكون نائية في لواء الأغوار الجنوبية.
محمد الهويمل (12 عاما) طالب فقد البصر بعينه اليمنى تحت وطأة عصا أستاذه قبل نحو شهرين. كان من الطبيعي أن يكره المدرسة ويرفض العلم بـ"العصا" فيقرر ترك الدراسة حتى لا يتذكر كيف ضربه أستاذه أمام أقرانه.
وفقا لوالده، يتساءل الطفل بحسرة كلما تذكر الحادثة: "ماذا عملت لمعلمي كي يفقدني عيني؟"، جملة واحدة تكفي لتختزل قصة معاناة دامت شهرين، تنقل فيها الهويمل بين المستشفيات بحثا عن علاج لم يجده، فتحول إلى شخص منعزل عن أسرته وأصدقائه بعد علمه بأنه لن يتمكن من الرؤية بعينه اليمنى طوال حياته.
وإن قصرت جهات رسمية وحاول بعضها "لفلفة" القضية، ظلت عين الملك مفتوحة ترقب ويده مبسوطة تقدم العون. منذ البداية أوعز جلالته لطبيبه الخاص بمتابعة حالة الطفل ومعالجته وإيلائه الاهتمام اللازم والرعاية الطبية.
وإن عجزت جهات أخرى عن فعل أي شيء حيال طفل بات يرفض العلم ويكره المدرسة لأسباب "منطقية" في نظره، فإن جلالة الملك لا يقبل لأي طفل أردني بما لا يقبله لأطفاله. جلالته لم ينتظر وكان المبادر لاحتضان الهويمل، فهو بنظر الملك واحد من أبنائه يقع على كاهل جلالته توفير أفضل سبل العيش الكريم لهم وضمان مستقبلهم. ولأن لا مستقبل بلا علم؛ ربت الملك، الأسبوع الماضي وفي بيت الأردنيين جميعا: الديوان الملكي، على كتف الطفل الهويمل، احتضنه وهمس في أذنه: "ستلتحق بأفضل المدارس وستتلقى العلم بأفضل الجامعات، فأنا كفيلك وسأظل أتابع أوضاعك حتى تصير رجلا يفاخر بأنه أردني ويفخر الأردن بأنك من رجالاته الأوفياء"، بل راح جلالته يمازح الفتى الهويمل في حضور رئيس الديوان الملكي ناصر اللوزي: "عندما تكبر سأعينك رئيسا للديوان"، فكان كلام الملك يغسل أحزان الفتى وينتشله من بؤس الظلمة التي غشيت عينه، ليضعه في دائرة النور الذي لطالما بدد به الهاشميون الظلمات. الغد
إقرأايضاً
الأكثر قراءة