• يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
  • رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

مشاهد لامهات بلا عيد في الاردن

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2011-03-05
1550
مشاهد لامهات بلا عيد في الاردن

عماد شاهين

 اذا كنت ترغب في عيد الام ان تستطلع اراء الامهات حول هذه المناسبة فما عليك الا التوجه لاقرب مركز بريد في بلدتك لتجد ان مئات الامهات ينتظرن منذ ساعات الصباح الباكر وبصورة مذلة ولساعات طويلة امام نوافذ البريد من اجل الحصول على شيكات لا تتجاوز قيمة الواحد منها «٣٠» دينارا بدل «دعم المحروقات». الامهات اللواتي طبخت الشمس ادمغتهن من اجل فتات خبز لتقيت اطفالها .. وهذا من باب العوض وكرم الحكومة عليهن .
الامهات يقضين ساعات طويلة وقوفا في طوابير امام الابواب المغلقة للبريد بانتظار المناداة على اسمائهن بعد تسليم دفاتر العائلة التي لم تضمن لهن حفظ الكرامة في استلام حقوقهن.
المشهد الثاني
اذا لم يتوفر لك مقابلة الامهات في المكان المذكور فما عليك الا ان تشد الرحال الى اقرب مركز صحي في منطقتك لتجد مئات الامهات المتوهجات في سنوات العمر المضنية قروش الارض طلبا لحبة دواء للسكري او الضغط الذي ولدته السياسات الاجتماعية دون جدوى وسط صيحات الاطباء والممرضين وكأن الامهات عالة على مجتمع عقيم.
المشهد الثالث
واذا لم تستيقظ في ساعة مبكرة للبحث عن الامهات في عيدهن وفاتتك صرخاتهن الصباحية فما عليك الا ان تجوب جسور المشاة لرؤية امهات يتوسلن المارة من اجل بضعة قروش «متسلحات بالدموع والذكريات التي ورثنها من زمن من افواه الولدات وكانت عقيمة عليهن ولم تولد الا الاهات.
المشهد الرابع
في صباحات عيد الام انصحك بالذهاب الى اي دار من دور المسنين كنوع من التغيير والرفاهية الاجتماعية وجزء من التبذير حتى يتاح لك رؤية امهات حملن في الذاكرة تاريخا ايدولوجيا وفكريا عميقا لسهوات الزمان وغدره حيث قسوة الابناء والاباء والحكومات والمتغيرات التي لم ترحم اما بحجم التاريخ والذكريات حتى غدت مهملة كصورة جدارية رسمت في غير زمانها ووضت في غير مكانها.
المشهد الخامس
اذا كنت من هواة التنزه في وسط البلد وتزامن ذلك مع عيد الام اشير عليك بالالتفات الى مجمعات السيارات حيث مئات الامهات يفترشن مواقف الحافلات طلبا لوسيلة نقل تسهل عليهن زيارة بيت ميسور مشغول بالاحتفال بعيد الام لتكون اول من يصل ليس كنوع من التكريم بل كونها الخادمة التي ستشرف على اعداد الطعام ونظافة المكان ولاحتفال الاغنياء والميسورين في عيد امهاتهم.
المشهد الاخير
في يوم الجمعة ينهض الضمير تحشد الحكومة كل امكانياتها وتتزود بكل المعدات والآليات والتجهيزات وتستحضر معها باقات الورود والملابس وكميات كبيرة من الطعام والشراب ومثلها شيكات عاجلة وبجانبها صيدلية ادوية متنقلة وخلفها اطباء من كل التخصصات.. الحكومة تسير بسرعة فائقة "انه عيد الام".. تسير من الدوار الرابع مفتخرة ومبتهجة والامهات بالانتظار وسرعة الحكومة تزيد وتزيد مرورا على مراكز المسنين وجسور المشاة. تصل الحكومة.. الى اين؟ الى ام فقيرة الى ام فقدت شهيدا.. الى ام تتلوى جوعا برفقة اطفالها التسعة.. الحكومة تستقر في فندق «5» نجوم لعقد مؤتمر تتباحث فيه حول امكانية رفع اسعار قبور الامهات.
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :

لينا06-03-2011

في السنه الماضيه في عيد الام بالدات دهبت الى احدى دار المسنين الخاصه لزيارتهن وتفاجئت باحدى الامهات التي تجاوز عمرها السبعين عاما تسالني هل تعرفين ابني وسميت لي اسمه وطبعا هو من اصحاب الملايين وكدلك من عائله معروفه اقول لهدا الابن اهكدا تكرم والدتك بعد هدا العمر كان الاجدر
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.