الشريط الاخباري
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
النميمة.. عادة متأصلة لا تقتصر على النساء
علماء اجتماع يردونها الى الفراغ الذهني والنفسي
الغائب مستهدف دائما.. ورب العمل صاحب النصيب الأكبر
قهوة الصباح رفيقها المفضل.. والعواقب ليست سليمة دائما
أيمن توبة
لا يكاد يخلو اجتماع بين الأصدقاء أو الزملاء من النميمة، هذه العادة التي يربطها الكثيرون بالنساء أكثر من الرجال، ويشيرون كذلك الى علاقة غريبة تربط هذه العادة بقهوة الصباح. شرب القهوة والنميمة صباحا، باتا أمرين متلازمين لدى الكثيرين في مجتمعنا، حيث اصبحت قهوة الصباح مجالا خصبا لتبادل اطراف الحديث، والنميمة طبعا، وغالبا ما يكون الحديث ذا علاقة بأمر طارئ او بحدث مهم، ثم يخوض في قصة فلان أو فلانة من الغائبين عن اللقاء بطبيعة الحال. الكثيرون أكدوا لـ»المواجهة» أن النميمة لم تعد عادة مقتصرة على النساء دون الرجال، ولعلها لم تكن كذلك أصلا، وإن كان لعلماء الاجتماع رأي مختلف في هذا الصدد. «المواجهة» تسلط الضوء على هذه الظاهرة من خلال الحوارات التالية.
** دون إساءة ن. ع (33 عاما) ربة منزل
قالت: أجتمع انا وجاراتي في العمارة في بيتي حيث تبدأ القهوة الصباحية في الساعة الثامنة، واصبحت عرفا لا نستطيع التخلي عنه. واعترفت قائلة: لا تخلو هذه الجلسات من النميمة وخصوصا على بعض النساء الغائبات عن اجتماعنا، ولكن دون الاساءة او التجريح، «لان الاساءة ليست من طبعي». وتضيف: ان شرب قهوة الصباح اصبح من العادات الجميلة التي تزين صباحاتنا، حيث تعتبر فترة الصباح من اجمل الفترات خلال النهار.
** ثرثرة صباحية س.ع (28) عاما موظف في شركة تحدث عن رأيه
قائلا: نجتمع انا وزملائي في المكتب يوميا عند وصولنا، وما يجمعنا هو فنجان القهوة، ولا تخلو هذه الجلسة من النميمة، كون فنجان القهوة اصبح مرتبطا بالنميمة. ويضيف قائلا: البعض من الزملاء يمارس عادة النميمة، بعضهم عن قصد والبعض تحت قناع حسن النية، والبعض الآخر من باب التسلية، والكثير منهم يجدون لذة في ذلك. وانا برأيي كلها تقع تحت باب (الثرثرة الصباحية) التي اصبحت عرفا في مجتمعنا.
** لا أحد يفلت من نميمتنا ر. خ (34) عاما ربة منزل
تحدثت قائلة: أستيقظ باكرا على وقع رنين الهاتف، حيث اصبحت نساء العمارة التي اسكن بها، يجتمعن كل يوم في بيت احدى الجارات وبالتناوب، وما يجمعنا طبعا هو فنجان القهوة، و»القليل من النميمة» كما تقول ضاحكة. وتضيف: اعتدنا منذ سنتين على هذه الجمعات، حيث اصبحت هذه الجلسات من العادات التي لا استطيع ان اتغيب عنها، الا لظروف قاهرة. وتكمل قائلة: لا احد يفلت من نميمتنا الصباحية، وخصوصا الغائبات. وتقول «ان اجمل ما يميز بداية نهارنا هو هذه الجلسة وفنجان القهوة».
** عند بعض الرجال أكثر هـ . م (35 عاما) يعمل محاميا
قال: فيما مضى اعتادت نسوة الحي على أن يستغبن جاراتهن مع فنجان قهوة الصباح، بينما اليوم نجد هذه العادة متأصلة لدى الرجال والنساء معاً... رغم أن الكثير من الرجال يعتقدون انهم خارج تهمة الثرثرة، والحقيقة ان بعض الرجال اكثر نميمة من النساء، واكثر خبثا ومكرا في نميمتهم.
** ظاهرة متأصلة اما ب. ع ويعمل موظفا
فقد قال لنا: باتت هذه العادة من العادات التي افضلها صباحا، لما لها من اهمية كبيرة، حيث ان الاجتماع عند شرب فنجان القهوة، يعطينا جميع الاخبار التي تهمنا سواء اكانت بخصوص شركتنا، او اي شيء اخر. ويضيف قائلا: انا ضد النميمة السيئة، ولكن هذه الظاهرة اصبحت متأصلة في اغلب مجالسنا.
** أمر منبوذ ض . س - مدرسة بالمرحلة الثانوية-
تقول: في الحقيقة أنا لا أجد وقتاً طويلاً للحديث مع صديقاتي والاجتماع بهن الا في الصباح قبل الدوام او خلال الاستراحة، ونجتمع على فنجان القهوة، ولا يخلو هذا الاجتماع من النميمة، وخصوصا على المديرة. وتضيف قائلة: ان ما يميز فنجان القهوة هو النميمية، حيث اصبحت هذه عادة لدينا - طبعا هي عادة سيئة - لان النميمة أمر منبوذ، وادعو الله ان يسامحنا وان نكف عن هذه العادة.
** الحدود المعقولة ش. ف. معلمة
قالت: النميمة عادة صباحية لا بد منها عند اجتماعنا في بداية الدوام، حيث تنكشف الاسرار مع فنجان القهوة او كوب الشاي. وتضيف: لا أجد النميمة أمرا بذلك السوء طالما التزمت بـ»الحدود المعقولة» وفق وصفها.
** تنتهي بمصيبة ع. م. صاحب مقهى
قال ساخرا ان المقهى هو المكان المفضل للنميمة، مشيرا الى ان الرجال لا يقلون عن النساء ممارسة لهذه العادة التي أوضح أنها لطالما تسببت بمشاكل كادت تصل الى ما لا يحمد عقباه. وأضاف: تعلمت من التجربة أن النميمة تبدأ بغرض التسلية لكنها كثيرا ما تنتهي بمصيبة.
** علماء اجتماع:
فراغ ذهني ونفسي ولعلم الاجتماع رأي في هذا الموضوع حيث اكد أن النميمة والغيبة والثرثرة من العادات التي تتوارث من الآباء والأمهات باعتبارها من الأمور السلوكية التي يحاكي فيها الأولاد آباءهم وأمهاتهم، وتطورت اشكال النميمية مع تطور العادات والتقاليد لدى مجتمعنا، واصبح ما يميز النميمة في عصرنا هو الاجتماع لتناول فنجان القهوة في الصباح. ويقر علماء الاجتماع أن هذه العادات توجد بنسب أعلى لدى النساء، لأن المرأة بطبيعتها حساسة مرهفة الشعور وعاطفية أكثر من الرجل، وسريعة الانفعال إلى درجة البوح بأسرار حياتها في لحظة ضيق، إلى من تحتك بهم، والنساء عامة لديهن وقت فراغ وقدرة على إجراء محادثات تمتد لساعات، ومما يساعد المرأة على ذلك أنها بطبيعتها تهتم بالتفاصيل، وتستمتع بمعرفة أبسط المعلومات عن قصص وحكايات الناس حتى إن كانت لا تعرفهم. لكن، ينبغي أن نعرف أن النميمة والثرثرة عادة سلوكية غير مرتبطة بجنس معين، ولكن ترتبط بالفراغ الذهني والنفسي، فلا يجب أن يترك الإنسان نفسه نهباً للفراغ.
الأكثر قراءة