• يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
  • رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

الخلافات بين الزوجين.. ثابت أُسري لا يقبل التحول

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2011-03-16
1675
الخلافات بين الزوجين.. ثابت أُسري لا يقبل التحول

الأولاد والمصاريف و»التدخل الخارجي» أبرز المنغصات

أزواج: التفاهم سر النجاح.. ولا بد من تنازل الطرفين
تفاصيل مرهقة تزداد حدة مع الزمن
 
أيمن توبة
 
كثيرة هي الخلافات والمشكلات التي يتعرض لها كل بيت، والتي تترك تراكمات لدى الأزواج، فالمشكلات اليومية تختلف وتتعدد مثل الاختلاف على إدارة البيت، أو الأمور المالية وامور اخرى كثيرة. ولهذه المشكلات اسباب عديدة ازدادت تشعبا مع التطور الحاصل في زمننا الحاضر، فما كان يرضى به اباؤنا وامهاتنا، اصبح من رابع المستحيلات القبول به في عصرنا الحاضر عند الكثيرين منا.
 
الزمن تغير، واصبحت الحياة على درجة من التعقيد، حتى في بيوتنا، وبين الزوجين بما يتعلق بالتفاصيل المعيشية المرهقة للطرفين. الكماليات اصبحت بنظر كثير من الازواج من الضروريات، ولا شك أن للعامل المادي والظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها اغلب البيوت دورا رئيسي في المسألة.
 
«المواجهة» قامت باستطلاع اراء بعض الازواج لترى كيف يتعاملون مع خلافاتهم.
 
** التفاهم ضرورة.
نبيل محمد (52 عاما) قال: هناك منغصات تدخل حياتنا من حيث لا ندري، يكون لها اسباب كثيرة، مشددا على ضرورة التفاهم بين الزوجين وتنازل كل منهما للآخر، «فالزواج يقوم على المودة والرحمة بين الطرفين، ولكن اذا لم يتفهم الزوج زوجته أو العكس، نجد انه في هذه الحالة تقع المشاكل وتسود الخلافات بين الزوجين ولا يحتمل أي منهما الآخر، ولكن اذا نظرنا لهذه الخلافات نجد انها في الغالب تنصب على عدة نقاط حياتية أهمها في الوقت الحاضر المال ومن ثم العلاقة بين الاهل والزوجة واخيرا الزوجة واحترامها لزوجها ورعاية بيت الزوجية بشكل سليم». وأضاف «لا يخلو بيت من المشاكل العائلية، ولكن اذا احسن الزوجان التصرف مع هذه المشاكل بصراحة وطريقة سلسة ساد البيت الدفء والحنان ورجعت الامور الى نصابها، ولكن اذا تصرفوا عكس ذلك فان الحياة مع هذا الوضع تصبح جحيما».
 
** تدخل خارجي.
علياء (40 عاما) قالت: ان الخلافات الزوجية تنجم عادة عن اختلاف في وجهات الرأي وأنماط التفكير لدى كل من الزوجين وتزداد الخلافات عمقا وخطورة اذا تشبث كل من الطرفين برأيه ورفض التنازل لمصلحة الطرف الآخر. واضافت «الخلاف الزوجي يتمحور في الغالب حول المصاريف البيتية وأولويات الشراء بالإضافة الى كيفية التعامل مع العوارض الخارجية. من جهة أخرى، يمكن أن يكون لتدخل أقارب الزوج أو الزوجة أثر سلبي في إثارة المشاكل وتفاقمها».
 
** لا يخلو يوم من مشاكل.
رأفت خالد (38 عاما) تحدث قائلا: لا يخلو يوم من مشاكل بيني وبين زوجتي، لكن دائما يتنازل واحد منا، فمشاكلنا يومية وكثيرة، وعلى اي امر تجدنا نتشاجر. ويضف «الضغوط النفسية كثيرة، وايضا الضغوط المالية، متطلبات الحياة كثيرة، لكن ولله الحمد فالاحترام موجود بيننا، وهذا اهم شيء من وجهة نظري، ولا تخلو حياتنا من تدخلات خارجية، لكنها محدودة بعض الشيء، واستطيع ان اسيطر عليها».
 
** أسباب تبدأ قبل الزواج.
 محمد قطيشات (45 عاما) قال: ان الزواج هو من اقدس واقدم النظم والروابط الاجتماعية التي عرفتها البشرية منذ ادم وحواء عليهما السلام وقد دعت كافة الأديان السماوية والأعراف والقيم والعادات والتقاليد الى الحفاظ عليها ووضعت القوانين والتشريعات بهدف حمايتها وديمومتها. كما ان العلاقة الزوجية اساسها السكن والرحمة والمودة والصدق بين الزوجين ومن نتاجها الابناء ذكورا واناثا الذين يشكلون مستقبلا اساس المجتمع ومستقبله، الا ان السواد الاعظم من الازواج يشكلون علاقات الزوجية على اساس من التواكل غير المدعم بالواقعية والتوافق وصلاح كل واحد منهما للاخر، ومن هنا تبدأ علاقات عدم الملاءمة بينهما، فكلاهما يشعر بعد مضي وقت قصير بانه ارتكب خطأ بارتباطه بالاخر ويسعى جاهدا لتعديل ما يعده خطأ بشتى الوسائل وقد يلجأ الى الطلاق الذي تكون نتائجه كارثية. ويؤكد: اعتقد جازما ان معظم اسباب الطلاق تكون قبل الزواج اصلا بمعنى ان الشاب حين يلجأ الى طلب النصح فان معظم الناصحين له يحاولون تسيير المركب بمعنى ان يقولوا له ان الحب قد يأتي بعد الزواج وعليك بانسانة موظفة تساعدك على مصاريف الحياة وعليك وعليك... الى ان يقع في المحظور. وكذلك الفتاة تنصح بان ترضى بمن يتقدم لها خوفا من شبح العنوسة...الخ. وكل هذا بالضرورة يعد من الاسباب الرئيسية للخلافات الزوجية اليومية.
 
** المصاريف والاولاد.
أم هيثم (40 عاما) وأم لاربعة اطفال قالت: المصاريف والاولاد أهم أسباب المشاكل التي لا تكاد تنقطع، لكن الحياة تستمر وعلى الازواج التعاون من اجل مصلحة الجميع... هكذا تسير حياتي مع زوجي. وتستدرك: لا يعني هذا انني اعيش حياة بائسة، فالواقع ان متطلبات الحياة وظروف العيش اكبر منا احيانا، لكني اعلم ان زوجي الى جانبي في النهاية وكذلك انا، وهذا هو المهم.
 
** الروتين وضعف الوازع الديني.
خالد حمد (33 عاما) تحدث عن رأيه لـ»المواجهة» قائلا: ان اهم الاسباب المؤدية الى المشكلات الزوجية هو الروتين اليومي الذي نتبعه في بيوتنا، وعدم التغيير والتجديد، وخاصة في فصل الشتاء، حيث تعودنا على عدم الخروج، والاكتفاء بالجلوس لمشاهدة التلفاز، ومن وجهة نظري يعد هذا السبب من اهم الاسباب التي تؤدي الى الضجر لدى الزوجة مما يولد لديها نوعا من الاكتئاب وكل هذا بالمحصلة يؤدي الى خلافات وانفجار من قبل الزوجة. ويضيف قائلا: ان من الاسباب التي تؤدي الى المشاجرات والمناحرات بين الازواج ايضا، كثرة الاعباء المالية، وخصوصا عند حدوث مناسبة عند احد الاقارب، حيث يترتب على ذلك أعباء مالية اضافية، وهذا بالضرورة ومع قلة المادة يؤدي الى خلافات بين الازواج. ايضا تدخل الاهل في بعض الاحيان يكون سببا رئيسيا في الخلافات الزوجية. ويستطرد قائلا: ان ضعف الوازع الديني لدى الزوجين يؤدي الى خلافات ومشكلات زوجية، حيث ان الكثير من الازواج للاسف لا يعون الحقوق والواجبات الموكلة لكلا الطرفين.
 
** الخزاعي: 80% من حالات العنف بين الازواج تعود لضعف التواصل العاطفي. اختصاصي علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور حسين الخزاعي قال ان للخلافات الزوجية اسبابا كثيرة ومتشعبة فمنها ما يرجع إلى البيئة والتنشئة الأولى والاختلاف في نمط الشخصية والخلل في أسلوب التعامل. ومنها ما يرجع إلى التدخلات الخارجية من بعض الأهل أو الأصدقاء أو الجيران. ومنها ما يرجع إلى الضغوط الاجتماعية والمادية من يسر وإقتار وإسراف وإمساك. ويضيف: الحياة الزوجية لا تخلو من بعض المشكلات الطارئة التي تعتبر من طبيعة نمط الحياة الأسرية وتمتحن مقدار محبة كل طرف للآخر ومدى الاحترام له.
 
ويبين أن الزوجين ينبغي أن يقوما بدوريهما متكاملين، بغية تحقيق السعادة الزوجية، وذلك نابع من فهمهم وتقديرهم للحقوق والواجبات بين الزوجين، التي تقوم على التعاون المشترك. ويؤكد الخزاعي ان الاوضاع الاقتصادية تشكل ابرز اسباب المشاكل الاسرية، الى جانب تدخل الاهل والاقارب بين الزوجين. وأضاف الى هذه العوامل دخول تأثير القنوات الفضائية، واستخدام الإنترنت، وكثرة الشكوك بين الزوجين الناتجة من الرسائل الخلوية وبالأخص الرسائل العاطفية، فالعولمة والتكنولوجيا وسوء التعامل معها ادت الى دخول الفضائيات كسبب مباشر من اسباب المشاكل الزوجية والطلاق في المجتمع العربي، حيث وصلت نسبة الطلاق بسبب الفضائيات في بعض المجتمعات العربية الى (70%)، والاردن بلد لا يختلف عن الشعوب العربية الاخرى في متابعة كل ما هو جديد من صرعات في عالم الغناء والفيديوكليب والافلام التي تحتوى على مضامين ومناظر جذابة ومغرية، وخاصة اذا عرفنا ان (80%) من حالات العنف الاسري بين الازواج في الاردن يعود سببها لضعف التواصل العاطفي بين الازواج والزوجات.
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.