"الطفايلة"يحمّلون الجنرال البخيت مسؤولية تكريس نهج الدولة البوليسية وخلق ازمة ضد حكومته

  في أعقاب الهجمة الشرسة والتي نفذتها الاجهزة الامنية بحق ابناء محافظة الطفيلة ليلة أمس، وأسفرت عن اعتقال نحو 20 شابا، من منازلهم، فقد اثارت هذه الخطوة سخط الشارع الاردني عامة، ومحافظة الطفيلة بوجه خاص، وذلك في تعاطي الحكومة لاحتجاج سلمي في شكله ومضمونه من قبل الاهالي ومن قبل الجموع التي عبرت عن رأيها في عدم رغبتها باستقبال رئيس الوزراء للمحافظة .

وكان عدد كبير من ابناء محافظة الطفيلة نفذوا اعتصاما امام مبنى محافظة الطفيلة بالتزامن مع زيارة للبخيت، جاءت كجراك رافض لتلك الزيارة، حيث أشار المعتصمون في حينه الى ان واقع المحافظة وانعدام الاهتمام الحكومي بابنائها لا تعالجه زيارة رئيس الوزراء، ومعتبرين في ذات السياق بان زيارة البخيت جاءت كحراك "بروتوكولي" ليس الا، في الوقت الذي ينتظرون فيه خطوات اصلاح جادة لواقع المحافظة التي تعاني البطالة بيت صفوف ابنائها، هذا بالاضافة الى تهميشهم من الوظائف العليا بحسب المعتصمين .

وقد خلفت زيارة البخيت لمحافظة الطفيلة ظهر امس حالة تأزم بين الرأي العام الاردني وبين الحكومة ، التي وضعت نفسها في موقف حرج بعد تدخل الاجهزة الامنية بتنفيذ مداهمات ليلية للقبض على ابرز الناشطين بتنفيذ الاعتصام امام مبنى المحافظة، في تعاطي مدانٍ ومرفوض بكل المعايير والمقاييس .

أهالي الطفيلة اعربوا عن ادانتهم وشجبهم للخطوة المذكورة، ومستنكرين تعاطي الحكومة بالايعاز للاجهزة الامنية بانتهاك حرمة منازلهم، والتعامل الفظ مع المواطنين بصورة تسيء للمشهد الديمقراطي المزعوم، حاصة وان حراك المعتصمين جاء بصورة سلمية لم يتعدى وقوف المعتصمين امام دار المحافظة، لتقوم الدولة عبر حكومتها واجهزتها الامنية بممارسة الدور البوليسي في ترسيخ منها للدولة البوليسية، التي لا تتوانى في ردود فعلها تجاه اي حراك باستخدام ادواتها واجهزتها الامنية في الرد !!

واستنكر وجهاء وشيوخ المحافظة التصرف الامني الذي وصفوه بغير المسؤول بحق ابنائهم، وبدأوا مشاوراتهم وتحركاتهم منذ ليلة امس وحتى كتابة هذا التقرير، والتي تمخضت عن اتصالات ولقاءات مع مسؤولي المحافظة الامنيين والاداريين، حيث قاموا بامهال المحافظ حتى ظهر هذا اليوم للافراج عن ابنائهم، ونيتهم في الاعتصام امام رئاسة الوزراء حيث يقبع البخيت على مكتبه بعيدا عما خلفته زيارته التي وصفها اهالي الطفايلة بانها زيارة جلبت الشؤم للمحافظة !!

الى ذلك، اعتبر مراقبون قيام الاجهزة الامنية بتنفيذ مداهمات واعتقالات بحق ابناء الطفيلة ممن عبروا عن رأيهم بزيارة البخيت بالاحتجاج والاعتصام السلمي، ازاء القمع اللاجق من قبل الاجهزة الامنية، بانه يجيئ كأحد العوامل المضافة في جذب شعبية حكومة البخيت الى مربع الصفر، حيث حالة عدم الرضى الشعبي للحكومة في كافة محافظات المملكة، والتي ومنذ تسلمت مهامها لم يلمس المواطن الاردني سوى مزيد من حالة الاحتقان والغليان الرافض للاداء الحكومي ، والذي بدوره لم ينجح بامتصاص تلك الحالة ولم يقدم ما من شأنه اي حلول ناجحة لرفع سوية عيش المواطن وخلق حالة من التوازن الاقتصادي، هذا بالاضافة الى ما يسجل ضد الاجهزة الامنية من انتهاكات لحقوق الانسان، ضاربة الحكومة وجهازها الامني ترصد وترقب منظمات عالمية عرض الحائط، في حين تقوم قائمة الحكومة حال صدور تقارير منظمات حقوقية محلية وعالمية تكشف ممارسات وادوات الدولة البوليسية التي يجيء القمع والعنف الامني احد ادواتها .

وفي ذات السياق، حملّت اوساط شعبية واخرى متابعة للشأن الحكومي والمحلي مسؤولية تداعيات الموقف بين الحكومة واهالي الطفيلة لرأس الحكومة معروف البخيت، وتحولها الى ازمة جديدة بين الرأي العام الاردني وحكومة الجنرال البخيت !!

وفي تطور لاحق، اعلن النائب حازم العوران الافراج عن المعتقلين المشار اليهم، الا ان الموقف بين اهالي الطفيلة والحكومة لا زال يراوح باتجاه ادانة البخيت وحكومته واجهزته الامنية، على اعتبار ان التعاطي البوليسي مع ابناء الوطن لا مؤشر له سوى ان حكومة البخيت تريد ايصال رسالة تحذيرية وترهيبية معا، بانها الدولة والقانون والستور.. وليس هكذا تورد الابل ايها الجنرال