الجنوب يغلي تحت أقدام الحكومة

 لا نثق بالحكومات وحركنا الجوع والفقر و سقف مطالبنا سيتعدى إسقاط الحكومة" بهذه الكلمات بدأ معاذ البطوش من الحراك الشعبي في مدينة الكرك وصف الوضع المتأزم في الجنوب.

لم يعد مطلب  أهل الجنوب -على حد قوله- " إسقاط حكومة البخيت" كون المواطن الجائع سئم تغيير الوجوه مشيراً الى إن الجنوب سيشهد في الأيام القادمة تطورا في  الخطوات الاحتجاجية إذا "لم تثبت الحكومة جدية واضحة في محاربة الفساد و إحداث إصلاحات حقيقة يلمسها المواطن الأردني ".

حديث البطوش" يأتي في الوقت الذي بدأ فيه الحراك الشعبي في  مدن الجنوب يتسع أفقيا ليشمل مدن الكرك ومعان و الطفيلة التي تم اعتراض موكب البخيت فيها مؤخرا احتجاجا على السياسات الحكومية.

ويقارن عدد من ابناء مدينة الكرك بين الوضع الحالي وما كان قائما في نيسان 1989 عندما انطلقت " هبة نيسان" من مدينة معان احتجاجا على ارتفاع أسعار المحروقات وما لبثت ان توسعت الى مختلف المدن والقرى .

يقول المحلل الاقتصادي فهمي الكتوت ان " الحال في هذه الايام ليس أفضل من عام 89 فالحكومة عاجزة عن تقديم حلول اقتصادية، و الشعب الأردني كبقية الشعوب العربية لن يتخلى عن قضية الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية".

يضيف الكتوت "البلاد تعيش أزمات متفاقمة ناجمة عن سياسات الحكومات المتعاقبة، القائمة على مصادرة الحريات العامة وتزوير إرادة الشعب، واستشراء ظاهرة الفساد والاستيلاء على المال العام، والتفريط بمؤسسات الدولة بثمن بخس نتيجة الخضوع المطلق لصندوق النقد والبنك الدوليين وتحرير أسواق المال والتجارة بشكل مطلق وتطبيق سياسات السوق المنفلتة، وتشويه البنية الهيكلية للاقتصاد الأردني، والتوزيع غير العادل للثروة الوطنية، بإصدار القوانين الضريبية المتحيزة ضد الفقراء ومحاباة الأغنياء، وجاءت الأزمة الاقتصادية العالمية لتكشف هشاشة الاقتصاد الأردني وضعفه، وتحميل الفئات الشعبية التكاليف الباهظة لهذه الأزمات".

بينما يحمل الكاتب في صحيفة العرب اليوم فهد الخيطان الحكومة مسؤوليات تأجج الاحتجاجات في الجنوب قائلا انه " كان يمكن للشارع الأردني ان يظل مستقرا لحين استكمال أعمال لجنتي الحوار الوطني ومراجعة الدستور, لكن سلسلة من الأخطاء الحكومية دفعت بالشارع الى التململ من جديد".

وبرأيه فمن ابرز الأخطاء " تلكؤ الحكومة في التعامل مع عدد من الملفات والقضايا الساخنة والتأخر في معالجتها, لعل ابرزها ما بات يعرف بقضية "شاهين غيت". لقد مضى على اكتشاف المهزلة التي رافقت سفر شاهين الى الخارج عدة اسابيع من دون اتخاذ أي اجراء بحق المسؤولين عن هذه الفضيحة.

أهمية حراك الجنوب بحسب البطوش ينفي المقولة التي ترددها الحكومة ومفادها  ان من يطالب بالإصلاح هم أشخاص لديهم لديه أجندات خارجية،كما يبطل كل الفزاعات التي اخترعتها ومنها ان من يقف وراء المطالبة بالإصلاحات هم مواطنون من أصول فلسطينية.

تنسيق عملية الاحتجاج في مدن الجنوب يتم على مستوى عال على الرغم من الضغوطات الأمنية المتمثلة بالزج ببعض وجهاء العشائر للضغط على قادة الحراك من الشباب لثنيهم من المضي باحتجاجاتهم، اذ "لا تجد ورقة استخدام البلطجية والقمع نفعا في هذه المدن" لأسباب يفسرها البطوش كون من يقوم بهذه الاحتجاجات أبناء عشائر أردنية.

و يتوقع  البطوش ان تنتظر الحكومة أياما ساخنة في الجنوب في حال عدم تغيير سياساتها  وتعمد الى احداث اصلاح حقيقي.

اما النائب عن محافظة الطفيلة حازم العوران فيرى أن الحراك في الجنوب سوف يتوسع خلال الايام القادمة ليشمل كل المدن، قائلا انه وبالرغم من زيارة الملك للطفيلة إلا أن الحراك الاحتجاجي سيستمر كون مطالب الجنوب والطفيلة جزء منها هي مطالب عامه.

 ويعيد النائب العوران سبب توسع الاحتجاجات في الجنوب لعد جدية الحكومة بتنفيذ وعودها في الإصلاح السياسي والاقتصادي .

و يلجأ الحراك الشعبي في مدن الجنوب لتنظيم صفوفه بنفس الاسلوب الذي انطلق منه حراك المعلمين اذ يوجد شخص في كل مدينة يتولى التنسيق مع المدن الأخرى، و سيخرج الجنوب في هذه الجمعة  بمسيرة تحت لقب "جمعة الحقيقة" و ستشتمل على مسيرات شبابية في كل من الكرك والطفيلة ومعان ولواء ذيبان وحي الطفايلة بعمان.

ماذا يرد أهل الجنوب من الحكومة يجيب البطوش " نريد بارقة أمل حقيقة و واضحة من خلال اتخاذ خطوات جادة في مسيرة الاصلاح وإعادة الثقة بالحكومة فالحراك الشعبي لم يعد يثق بالحكومة وكانت قضية تهريب السجين خالد شاهين اكبر دليل على عدم مصداقية الحكومة بمحاربة الفساد".