طفل اردني يكشف جريمة قتل ارتكبها والده قبل 4 اعوام

  نقلت سحر القاسم مراسلة صحيفة العرب اليوم ان طفلا اردنيا في الثانية عشرة من عمره عثر عليه هائما على وجهه بعد تعرضه للضرب والايذاء من قبل والده تمكن من كشف سر جريمة قتل بشعة ارتكبها والده بحق شقيقه الاصغر منه سنا بعد عام على وفاته بعد ان ابلغ الشرطة ان والده قتل شقيقه البالغ من العمر سبع سنوات لرفضه تناول طعام الافطار .
وتعود تفاصيل الجريمة البشعة الى قيام المتهم في حزيران عام 2007 الطلب الى زوجته ايقاظ ابنه الطفل محمود البالغ من العمر سبع سنوات من اجل تناول طعام الافطار استعدادا لمغادرة المنزل في زيارة لشقيقه الا ان الطفل رفض الاستيقاظ حيث كان غارقا في نومه ما اغضب والده المتهم الذي قام بايقاظه بنفسه وطلب منه ان يأكل جميع الطعام الموجود على المائدة وذهب للاستحمام وبعد عودته وجد الطفل تناول كمية قليلة من الطعام دون ان يأكل الخبز فسأله فيما اذا قام بأكل الخبز فأجابه الطفل بالايجاب عند ذلك شعر ان ابنه يكذب عليه ولا يطيع اوامره كأب واستشاط غضبا وهجم عليه دون مبرر واخذ يضربه على انحاء متفرقة من جسده النحيل ومن ثم قام بالامساك به امام زوجته والدة الطفل من قدميه واخذ يدور به داخل الغرفة ويضرب رأسه بالحائط عدة مرات الى ان بدأت الدماء تنزف من رأسه وانفه وبدون رحمة او شفقة امسك بقدميه وقام بالتأرجح به ورميه حتى اصطدم رأسه بالحائط وفقد وعيه وحاول ايقاظه من الغيبوبة وسكب عليه الماء الا انه لم يفق فقام بنقله الى المستشفى حيث ادعى انه سقط عن الدرج وتوفي وعلى اثر ذلك استلم جثة ابنه الهامدة المتعبة من الضرب وقام بدفنه ولم يعلم حينها احد سبب الوفاة الحقيقية سوى والدته .
وفي نهاية اذار عام 2008 اي بعد عام على الجريمة ضبط رجال الشرطة شقيق الطفل من زوجة سابقة البالغ من العمر 12 عاما هائما على وجهه بعد ان تعرض للضرب من والده واعترف للشرطة انه هارب من والده بسبب سوء معاملته وتعرضه المتكرر للضرب ولدى الاستماع لافادته في ادارة حماية الاسرة فاجأهم بأن اخبرهم ان زوجة والدته اخبرته ان والده قتل اخاه وعند ذلك جرى استخراج الجثة من القبر وتمت اعادة التشريح وتبين ان سبب الوفاة وجود كسر في الجمجمة ناجم عن ارتطام الرأس بجسم صلب راض مما ادى الى تهتك ونزيف الدماغ وتم القبض عليه واحالته لمحكمة الجنايات الكبرى .
وكانت النيابة العامة لمحكمة الجنايات الكبرى احالته للمحاكمة بتهمة جناية القتل القصد خلافا لاحكام المادة 326 من قانون العقوبات . 
وقررت محكمة الجنايات الكبرى تعديل التهمة المسندة للمتهم من جناية القتل القصد الى جناية الضرب المفضي للموت وقررت وضعه بالاشغال الشاقة المؤقتة مدة سبع سنوات ونصف السنة .
ولم يقبل المتهم بهذا الحكم فطعن به امام محكمة التمييز كما لم يقبل به مساعد النائب العام لدى محكمة الجنايات الكبرى, من جهتها قررت محكمة التمييز رد الطعن المقدم من مساعد النائب العام وتأييد قرار محكمة الجنايات الكبرى من حيث تجريمه بجناية الضرب المفضي للموت ونقضه من حيث عدم استعمال الاسباب المخففة التقديرية رغم وجود اسقاط للحق الشخصي مؤكدا قرار محكمة التمييز ان محكمة الجنايات الكبرى بعد ان توصلت ان المتهم لم يكن يقصد قتل ابنه وانما الضرب هو الذي ادى الى وفاة الابن وحيث ان والدة المغدور والتي هي زوجة المتهم اسقطت الحق الشخصي عنه وحفاظا علىالروابط العائلية فان ذلك كله يبرر استعمال الاسباب المخففة التقديرية مما يستوجب نقضه من هذه الناحية فقط .