- المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
جلالة الملك .. الوطن لا يحتمل تجارب
يُجمع الأردنيون بكل أطيافهم على ان النظام عِماد الإستقرار والتواضع والتسامح ، ومنذ تأسيس المملكة كُنا ولازلنا الأكثر أمناً وطمأنينة من بين سائر شعوب المنطقة ، إذ لا دهاليز وأقبية يختفي فيها الأشخاص لدى أجهزة الأمن او لتُخرجَ أناس حاقدين ، كما يحدث في أماكن أخرى .
لكن ما يقلق المواطنيين أمرين "التوريث السياسي" و"الفساد" ، والأول سبب في الثاني ، وكلاهما على درجة عالية من الخطورة ، لأنهما كالسوس ينهشن الوطن من الداخل ، مما يضعفُ بنيانه ويزلزل أركانه ، كما حدث في بعض الدول العربية .
من أولى واجبات من عُهد إليهم أمر العامة الإقتداء بكم ، والسير على نهجكم ، على إعتبار ان تولي الوظائف العامة "تكليف وليس تشريف" ، والغاية من وجودها خدمة المواطن ورعاية مصالحه ، تلك الحقيقة التي قد لا يفهمها او يتجاهلها بعض المسؤولين .
التواضع سِمة الكبار ، والمنفخة الفارغة ، والتعالي والتعفعف المقيت من طبائع الصغار ، يلجأ لهذا الإسلوب خاوي المحتوى والمضمون ، ومن قبل التطوع او طوع للخدمة العامة ، عليه الإنحناء أمام طلبات المواطنيين المشروعة ، لأنها مبرر وجودهم .
لقد وصل الأمر الإعتقاد لدى بعضٍ الجهلة ، ان ما هو عليه حق متجذر وراثياً في أسرته ، وحكراً عليها ، نصبوا من أنفسهم أمراء على بعض المؤسسات ، على إعتبار انها محميات ومزارع خاصة تخُصهم ، تفتح أبوابها لمن تشاء ، وتغلقها وقتما وكيفما في وجه من تشاء ، لامكان فيها لصاحب حاجة إلا من باب الحسنة والمنّة ، او العطف والصدقة ، او لمتزلف منافق .
تلك المجموعة تندس تحت عباءتكم ، وتستغل ثقتكم أبشع إستغلال ، والإيحاء للناس انهم ينفذون اوامر عليا ، وذلك ما رفضتموه وترفضونه بالمطلق ، يصنفون المواطنيين درجات وفقاً لأهوائهم وطبقاً لرغباتهم ، متناسيين او غير مُدركين ان الإنتماء والولاء الحقيقي هو الإيمان بالعمل على تحقيق العدل والمساواة بين الناس ، لا الإطلال عليهم بفوقية من برج عاجي .
لقد إستطاعوا ان يتقلبوا على أمور البلاد والعباد ردحاً من الزمن ، وكأن الأردنيات عقمّن ان يلدّن رجال قادرين على حمل الأمانة ، وخلال فترة ليست بالقصيرة تمكنوا من بناء لوبي شللي مصلحي نسائي .... ، ونصبوا من انفسهم أولياء على الوطن والمواطن ، والواقع يشير انهم مفصومين عنه لا يدركون أبسط حاجاته ، ولو كان القرار للشعب ، لوجد بعظهم نفسه خلف القضبان
من أهم الأسباب التي أدت الى قيام الربيع العربي السياسات الخاطئة ، وممارسات الأجهزة الأمنية تجاه الأفراد وهيمنتها على هياكل الدولة ، اعزًت من تشاء وهمشت وأقصت من تشاء واغتالت وشوهت وحرضت على من يشاء ، واستغلت من تشاء ، ولم يدر في خلد القائمين عليها ردة المعززيّن زوراً في إنتخابات 2007 عندما عجزت عن كفالة عزّتهم في إنتخابات 2010 ، إذ سرعان ما فتح بعظهم النار عليها ، وعلى الرغم من وجود المنطقة على فوهة بركان لازال الأمر على حاله ، ليفسحوا الطريق لضعاف النفوس للزج بالبلاد الى آتون مجهول .
بعض الدوائر والمؤسسات لا يدخلها إلا من إنتسب لتلك الفئة جينياً او مصلحياً ، لتحصين المكاسب وتوزيع الغنائم ، واوضح مثال وزارة الخارجية التي أوصدت أبوابها في وجه العامة وشرعتها للخاصة ، وبعض الدوائر الأمنية التي اصبحت مرتعاً لشللية ، وبعظها لازال يتدخل بعمل مجلس النواب لتمرير سياسات الحكومة ، لتهميش دوره بعيداً عن النهج الديموقراطي ، إعتقاداً منهم ان الزمان هو الزمان لا حراك فيه .
التجربة أكبر برهان ، ولدينا من البراهين ما يكفي ، وتلك التجارب مسؤولة عمّا آل إليه الحال ، إذ ان الوطن ليس مختبراً ، والمواطنيين ليسوا مخلوقات للتجارب ، ولنأخذ العِبر من الأخريين ، وأولى خطى الإصلاح والتغيير تقتضي قلب البوصلة مائة وثمانون درجة لمن يتولوا العمل العام ، والخلاص ممن إمتطوا الوزارات لأسباب خارجة عن السياق الطبيعي والمعايير الحقيقية المرتبطة بالعلم والخبرة والكفاءة ، والذي أتى بهم إما "لقرابة او مصلحة او نسب....الخ" وملّ الناس حتى ذكر أسمائهم .سيدي .. الوطن لايحتمل مزيداً من التجارب .
